فوائد الفوليك أسيد، أو ما يُعرف أيضًا بفيتامين B9، هو واحد من الفيتامينات المهمة والأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحته العامة.

يلعب الفوليك اسيد دورًا كبيرًا في عدة وظائف حيوية في الجسم، بما في ذلك تكوين خلايا الدم الحمراء، دعم صحة الجهاز العصبي، وتعزيز نمو الخلايا والأنسجة.

أوضحت الدكتورة هدى مدحت أخصائية التغذية العلاجية، أن الفوليك أسيد يُعتبر من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم، وله فوائد متعددة تمتد من تعزيز صحة القلب والجهاز العصبي إلى دعم صحة الحمل والوقاية من التشوهات الخلقية.

وأضافت الدكتورة هدى، أنه من المهم تناول كميات كافية من الفوليك أسيد من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، خاصةً في فترات الحياة التي تتطلب نموًا وتطورًا سريعًا مثل الحمل والطفولة.

الحفاظ على صحة القلب

واحدة من أهم فوائد الفوليك أسيد هي دوره في تحسين صحة القلب. يساعد الفوليك أسيد في تقليل مستويات مادة كيميائية تسمى الهوموسيستين في الدم. تعتبر مستويات الهوموسيستين المرتفعة أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. عندما يتواجد الفوليك أسيد بكمية كافية في الجسم، فإنه يعمل على تكسير الهوموسيستين وتحويله إلى مواد غير ضارة، مما يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
 

يُعتبر الفوليك أسيد ضروريًا للنساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل. فهو يلعب دورًا محوريًا في تكوين الحمض النووي وفي نمو خلايا الجنين. أثبتت الأبحاث أن تناول كميات كافية من الفوليك أسيد قبل وأثناء الحمل يقلل بشكل كبير من خطر حدوث تشوهات خلقية في الأنبوب العصبي للجنين، مثل السنسنة المشقوقة (تشوه في العمود الفقري) وانعدام الدماغ (غياب جزء من الدماغ). لهذا السبب، يُوصى بشدة بأن تتناول النساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل مكملات الفوليك أسيد أو الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين.

الفوليك أسيد يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة الجهاز العصبي. فهو يساهم في إنتاج النواقل العصبية التي تساعد على نقل الإشارات العصبية بين الخلايا. نقص الفوليك أسيد يمكن أن يؤدي إلى تلف الجهاز العصبي، مما يسبب مشاكل مثل ضعف الذاكرة أو الاكتئاب. يعتبر الفوليك أسيد أيضًا عنصرًا مهمًا في الحفاظ على صحة الدماغ، خاصة عند كبار السن، حيث يساهم في الوقاية من التدهور المعرفي والخرف.

يساهم الفوليك أسيد بشكل كبير في إنتاج خلايا الدم الحمراء. نقص الفوليك أسيد يمكن أن يؤدي إلى نوع من فقر الدم يسمى "فقر الدم الضخم الأرومات"، حيث تكون خلايا الدم الحمراء أكبر من الحجم الطبيعي ولا تعمل بشكل صحيح. هذا يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل التعب، الضعف، وضيق التنفس. تناول كميات كافية من الفوليك أسيد يضمن إنتاج خلايا الدم الحمراء بشكل صحيح ويقي من فقر الدم.

يلعب الفوليك أسيد دورًا أساسيًا في عملية تقسيم الخلايا وتكاثرها، وهو ما يجعله ضروريًا خلال فترات النمو السريع مثل الحمل والطفولة. كما أنه يدعم إصلاح الأنسجة في الجسم ويعمل كعامل مساعد في العديد من التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تساعد في تكوين الحمض النووي.

تشير بعض الدراسات إلى أن الفوليك أسيد قد يلعب دورًا في الوقاية من بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والثدي. يُعتقد أن الفوليك أسيد يساعد في إصلاح الحمض النووي التالف، مما يمنع نمو الخلايا السرطانية. ومع ذلك، لا تزال هذه الفائدة قيد البحث، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد العلاقة الدقيقة بين الفوليك أسيد والوقاية من السرطان.

نظرًا لدور الفوليك أسيد في إنتاج وتجديد الخلايا، فإن له فوائد ملموسة لصحة البشرة والشعر. يمكن أن يساعد تناول الفوليك أسيد بشكل كافٍ في تحسين مظهر البشرة، وتعزيز تجدد خلايا الجلد، مما يؤدي إلى بشرة أكثر نضارة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم الفوليك أسيد في تعزيز نمو الشعر وتقويته، ويمنع تساقطه، خاصة إذا كان نقصه أحد الأسباب.

أظهرت بعض الدراسات أن الفوليك أسيد يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية والحد من الاكتئاب. نقص الفوليك أسيد يرتبط بزيادة مستويات الهوموسيستين، التي قد تؤثر على إنتاج النواقل العصبية المهمة مثل السيروتونين والدوبامين، وهي النواقل التي تؤثر على الحالة المزاجية. تناول مكملات الفوليك أسيد قد يساعد في تحسين الصحة النفسية والحالة المزاجية.