علي جمعة يكشف سر قلة البركة في زماننا
كتب- محمد السيدميدانيكشف الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، عن أسباب قلة البركة في زماننا، مشيرًا إلى إعراض الكثير من الناس عن الصلاة على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي تسبب في نزع البركة في وقتنا الحالي.
وطالب الدكتور علي جمعة بالعودة إلى كثرة الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، مؤكدُا أنها تولد حب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في قلوب المؤمنين، فيقبلون على الطاعة ويتركون المعصية، كما أنها جمعت فأوعت، ففيها ذكر لله في نفسها، وامتثال لأمره تعالى حيث أمرنا أن نصلي عليه، صلى الله عليه وسلم، فهي طاعة مستقلة في نفسها.
وقال الدكتور علي جمعة عن سر قلة البركة حاليًا: "من أسباب قلة البركة في زماننا هذا إعراض الكثير منا عن كثرة الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، لقد كانت الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، سببًا لكثير من البركات والخيرات".
وحكى على جمعة حكاية القرية المغربية التي أصابها القحط، فقال: "ورد أن قرية في بلاد المغرب أصابها القحط والجفاف، فجاءت امرأة وجلست بجوار بئر قد غارت وقل ماؤها، ودعت الله فإذا بالماء يفور، فجاءها الشيخ الجازولي رضي الله عنه، وسألها عما دعت به ربها. فقالت: ما سألته إلا بالصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، فجلست عند البئر تصلي على النبي، صلى الله عليه وسلم، فنظر إليها ربها بنظر الرحمة، واستجاب استسقاءها ودعاءها ففارت البئر والماء ونجت القرية من الجفاف."
وقال علي جمعة: "كانت تلك الواقعة مما دفع الشيخ الجازولي رضي الله عنه إلى جمع كتابه (دلائل الخيرات) والذي انتشر انتشارًا واسعًا وعلم الناس في كافة أنحاء الأرض الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، بكثير من الصيغ المباركة، ولهجت به ألسنتهم بـالصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، فنور الله قلوبهم بذلك، وخفف الله عليهم أعباء الدنيا ومشكلاتها، وهان عليهم أمرها، وكان همهم الأكبر الآخرة، ورفقة النبي، صلى الله عليه وسلم، كما كان حال عمار بن ياسر رضي الله عنه في بداية معركة صفين حيث قال: (اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه) رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك."
وأوضح الدكتور علي جمعة أن "الصلاة على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جمعت فأوعت، فهى ذكر لله في نفسها، وهى مع ذلك امتثال لأمره تعالى حيث أمرنا أن نصلي عليه، صلى الله عليه وسلم، ومع أنها طاعة في نفسها مستقلة، إلا أنها تشتمل على تعظيم سيد الخلق، وهو أمر مقصود في ذاته، ولأنها تشتمل على أشرف كلمة وهي: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله) فالصلاة عليه، صلى الله عليه وسلم، إقرار منك بالوحدانية ابتداءً، لأنك تبدأها بأن تطلب الصلاة من الله وهذا توحيد، وتنتهي بالإيمان بسيد الخلق، صلى الله عليه وسلم".
وقال علي جمعة “هذا بعض شأن الصلاة عليه، صلى الله عليه وسلم، ولا يدرك شأنها إلا من فتح الله عليه، فهي الوقاية، وهي الكفاية، وهي الشفاء، وهي الحصن الحصين، وهي التي تولد حب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في قلوب المؤمنين، فيقبلون على الطاعة ويتركون المعصية، وهي التي تحافظ على ذلك الحب وتصونه، وهي التي يترقى بها العبد عند ربه".
وتابع علي جمعة قائلًا: “وهي التي تجعل المؤمن ينال شرف إجابة سيدنا النبي، صلى الله عليه وسلم، عليه، حيث إنه يجيب على من صلى عليه، وهي مدخل صحيح للدخول على السيد المليح الفصيح، صلى الله عليه وسلم، صلى الله عليه وسلم، فالدخول على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يبدأ بالصلاة عليه وبكثرة الصلاة عليه”.