الإفتاء: معركة الموصل تمثل تحولًا جذريًا في مستقبل داعش
كتبت أمل حسينميدانيأوضح مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن معركة الموصل تمثل تحولاً جذريًّا في مستقبل تنظيم داعش الإرهابي وتحدد مصير مقاتليه، لافتًا إلى أن لهذه المعركة أهمية قصوى لما لها من تداعيات بعد انتهائها، ورغم التقدم الذي أحرزته القوات العراقية التي عزمت على تحرير المدينة من تنظيم داعش، إلا أن هذا يصاحبه مخاوف متزايدة لدى الدول الغربية من احتمالية عودة عناصر التنظيم الهاربة من المدينة خاصة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم.وأضاف المرصد - في تقرير جديد له - أن محاور المعركة للهجوم على المدينة لم تغطِ مناطق غرب الموصل مما يعطي التنظيم فرصة الانسحاب نحو الحدود السورية، وهو ما يثير عدة مخاوف على جميع القوى الفاعلة الإقليمية والعالمية، خاصة وأن سقوط داعش في هذه المعركة سيدفع بجميع مقاتلي داعش إلى سوريا ويحشدهم فيها، وهذا السيناريو مشابه لما حدث في مدينة الفلوجة عندما استعادها الجيش العراقي في شهر يونيو الماضي، وهذا يعني أن هزيمة تنظيم داعش في الموصل ستشجع مقاتليه على التوجه غربًا في محاولة للم شتاتهم ومحاولة تضميد جراحهم في سوريا، تمهيدًا للمواجهات مع النظام السوري. ولفت المرصد، إلى أن السيناريو الثاني بعد هزيمة داعش في الموصل يتمثل في هروب المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية مما يلقي بعبء أكبر على تلك الدول في مواجهة العمليات الانتقامية المحتمل أن يقوم بها العناصر العائدة وهو ما يزيد من المخاوف التي تنتاب الدول الأوروبية والغربية من عودة المقاتلين الأجانب إليها، خاصة وأنهم يمثلون أكثر من 20 % من مقاتلي داعش، منهم 50% من أبناء الأقليات المسلمة، وهو ما يعتبر تحديًّا رهيبًا أمام تلك الدول، لما يمثله هؤلاء العائدون من مخاطر محدقة على الأمن القومي والاستقرار المجتمعي والفكري فيها.وأفاد المرصد، بأن إحصاءات أوروبية قدرت أن عدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش بأكثر من 50 ألف مقاتل، وأن نحو 20% منهم من الدول الأوربية فقط. وأن نسبة تتراوح من 5 إلى 10 % من المقاتلين الأجانب قد قتل أثناء المعارك، فيما تتراوح نسبة أخرى من 10 إلى 30 % من المقاتلين، يتوقع أنهم تركوا أرض المعركة عائدين إلى بلدانهم، أو تم احتجازهم في دول أخرى أثناء عبورهم الحدود.وفي ظل هذه التخوفات، يتابع المرصد، باتت دول أوروبا تعيش حالة من التأهب لمواجهة التهديدات المحتملة من مقاتلي داعش العائدين إليها، خاصة دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا. حيث أكد مسئولون أمنيون أوروبيون أن الإرهاب دخل مستوى تهديد خطير، وأن تنظيم داعش يخطط لشن هجمات إرهابية مستقبلية في أوروبا.وشدد المرصد، على أن محاربة الإرهاب لا تتحدد في جغرافية معينة، وأنه لا توجد دولة بمنأى عن الإرهاب، لذلك ينبغي أن توجد معالجات حقيقة لمحاربة الإرهاب والتطرف، وعدم اقتصار ذلك على تهديدات المقاتلين الأجانب في أوروبا فقط، بل في جميع أنحاء العالم.ودعا المرصد دول العالم إلى إيجاد استراتيجية لمكافحة التطرف تلتزم بها جميع الدول، ومنها على سبيل المثال إنشاء غرف عمل مشتركة على مستوى الخبراء وفرق عمل فنية لتبادل المعلومات ومشاركتها، وتعقب المطلوبين، إلى جانب اتخاذ الإجراءات التقليدية لمكافحة الارهاب والتطرف، لتكون مسئولية مكافحة الإرهاب والتطرف مسئولية أممية مشتركة وليست قاصرة على دول بعينها.