عصام نبوى يكتب ..عزيزتى ميادة..هذه «شهادتى»بعد عام من رحيلك
بقلم عصام نبوىميدانيبعد عام كامل مرً بما فيه من محطات لن أنساها طيلة حياتي.. الآن، أقول وأنا مستريح البال، وبعد أن راقبت من حولي إثنا عشر شهرًا، اكتشفت أنني كنت (ساذجًا في فهم بعض هؤلاء من الموالين للقمة العيش مهما كان شكلها أو طعمها حتى لو تلطخت بالدماء).. كنت ساذجًا وأنا أعطي كل شيء دون أن أفكر لحظة في أخذ أي شيء.. كنت ساذجًا بل وأبالغ أشد المبالغة وأنا أتقمص وأغوص في شخصية ودور الأخ والصديق الحاني، الذي يقدم كل من حوله ممن اعتبرهم كبارًا على أنهم أفضل الناس وأصدقهم وأمهرهم، حتى لو كانوا غير ذلك، وحتى من انتقلوا من جامعاتهم إلى موقع الدستور دون المرور على محطات أخرى، ورغم أعمارهم التي لم تتجاوز العشرينات من العمر، كنت استمتع وأنا أشعر أنهم يقودون من يكبرهم سنًا.. الآن، أقول وأنا مطمئن القلب بعد عام جاءت فيه ذكرى وفاة زميلة رحلت عن عالمنا، قبل أن أرى نجاحها وبريقها مثلما رأيته من آخرين خرجوا من مدرسة موقع الدستور، هو ذكرى أيضًا لي لأنه كان موعد توقفي عن الهذيان في مهنة لا نعرف حتى الآن من الذي يمسك بخيوطها.
عندما اتخذت قراري بالانسحاب من "مجتمع" أصاب معظمنا بالانفصام والتفتت والازدواجية، كان لقناعتي الكاملة أن مواقف الإنسان هي مجموعة من القرارات مهما كانت نتائجها.. والحمد الله كان التوقف هو أفضل القرارات الصعبة التي اتخذتها خلال مسيرتي، رغم ما أصابني من عَطَب لفترة رفضت فيها الانضمام لتجارب ليست بالقليلة ولا الصغيرة لشعوري أنها ستعيدني مرة أخرى "للمربع صفر".
لا يعنيني الآن هؤلاء الذين صمتوا "خرسًا" وكتموا شهادتهم حول موقفي، وما قدمته لهم وللمؤسسة خلال فترة تأسيسي لموقع الدستور، حتى وصوله لمكان يسمح للمصالح الحكومية والمؤسسات وحتى المنافسين بالاعتداد به، والتي وصلت إلى حد استعانة الجهات القضائية بما كنا ننشره ونبثه كمستندات لإدانة المتهمين، إضافة إلى الفيديوهات المصورة التي كان زملائي المعدين يتهافتون عليها لبثها على كبرى البرامج مع أشهر المذيعين ثم الاتصال بي لإبلاغي بموعد بثها لتأكيد اهتمامهم بما نقدمه على موقعنا.
لا يعنيني هؤلاء القلة الذين لهثوا خلف من يدفع أكثر، ضاربين بالعشرة والوفاء والثقة التي منحتهم إياها عرض الحائط، لم يفكروا ولو لحظة في شخص، اصطدم بالجميع من أجلهم.. حارب لنجاحهم وارتقائهم.. وضع أمامهم كل عوامل النجاح والثقة وساهم بأن يجعلهم وهم ما دون العشرين علامات في بعض الصحف التي التقطتهم، بعد أول محطة عملوا فيها، وهو موقع الدستور.
"الجزاء" كان هو "اللعنة" التي أصابتنا نحن المصريين.. كان الخرس والصمت بل والترصد من بعض من تحول لآداة للغير.. فلم يدافع رفقاء ميادة عن زميلهم "عصام نبوي"، وهم يسمعون من أسرتها بعد اختفائي لعام كامل باننى كنت أقول للزملاء "اللي يموت نجيب غيره"، لا ألوم هذه الأسرة ولا ألوم هذا الراجل وابنه وزوجته؛ لأن آذانهم مفتوحة للجميع يعشقون أي سيرة متبوعة باسم زهرة عمرهم "ميادة"، فمن الطبيعي أن يصدقوا أي شيء، لم يشغلني كثيرًا التبرير أو الدفاع عن نفسي أو حتى عناء الاتصال بالرجل (الذى لاأعرف حقيقة دوافعه هو ونجله ولماذا يحاول أن ينال منى بعد 3 زيارات لمسقط رأسها وبعد انقضاء عام كامل ) لم أعبأ لأني قلبت حياتي رأسًا على عقب مُختارًا ومُرتاحًا بسبب هذه الأسرة، وما يأتى بعد ذلك فلا يعنيني في شيء، لأن الله يدافع عن الذين أمنوا.. ويكفى أن الله وفقني لأكون شجاعًا في اتخاذ قرارًا صعبًا لا يجرؤ المنافقين ولا تجار القضية أن يتخذوه.. "قرارًا" طهرني من المتزلقين والوصوليين الذين لم يعرفوا عن مهنة الصحافة سوى "شهادات الزور"، إما حقدًا أو لتحقيق منفعة.. "قرارًا" قلبت به مسار حياتي المهنية والاجتماعية، دون أن أفكر ولو للحظة واحدة بأن أسعى للحصول على حقوق.. فلم أضع نصب عيني سوى القيام بما هو عرفانًا بـ"ميادة" ، ليس لأني كنت سببًا في موتها فهو قدر الله، ولكن لأني عرفت إننا في "دار فتنة" ولا أمان على أحد ولا حقوق لأحد"..
فلو أحببت أن أتاجر مثل الذين يملئون الدنيا صراخًا كلما حلت "ذكراها" لملأت الفضائيات ضجيجًا، والتي تسبب اعتذاري عن قبول دعوات استضافتي خلال فترة مقتلها وخلال عام كامل إلى غضب كثير من زملائي وأصدقائي الصحفيين والمعدين.. لكن كان حسبي هو الله، فكانت تلك الراحة التي شعرت بها وأنا أنأى بنفسى بعيدًا عن جذوات الحقد والكذب وشهادات الزور هي النعمة التي فزت بها، فذهبت لأرمم ما بقي من حماستي للصواب، وهو ما كان أعظم من الدخول في مهاترات قد لا أجيد اقتحامها والفوز فيها.
قبل ميادة وأيضًا بعد ميادة آن لي أن أؤكد أن تجربة الدستور بحلوها ومرها كانت أرقى وأصفى فترات عملي في مهنة الصحافة، وأن من كانوا حولي من الأنقياء سأظل على وفائي معهم وإخلاصي لهم، أما غيرهم من "عبدة المصلحة" فأعتقد أنه بعد ذكرى أول عام لوفاة ميادة، والتي "لسعتني شرارة نارها" قد حذفتهم من حياتى لأن رحيلها أخرج هذا العفن والغل والنفاق الذي كان يعشعش في قلوبهم.
شكرًا لمن مروا في محطة حياتي ممن أسسوا موقع الدستور وكسبتهم للأبد لأنه لم يتركوا أحدًا ينهش في جسدي أو ينال مني بعد عشرة طويلة وصادقة، ومازالوا على تواصل ومودة وأتمنى أن يجمعنا المولى سويًا في جنانه.. أصدقائي الكبار "أشرف أبو عريف" و"عادل عبد الرحيم" و"عوض الدالي" ومن لحقوا بهم في "الدستور" الأخت الصغيرة ولكنها كبيرة المقام "هناء شلتوت"، و"حمدى عبد التواب" و"محمد عبد المنعم" و"مروة عباس" وأحمد الظواهري، و"هبة حامد"، " هدى عبد الهادي" وهويدا وسناء ، ودعاء سيد ورنا وامجد السقا وفاطمة وباقى القسم الخارجى ومى الفقي و "أمل المصري"، و"محد ماهر" و"محمد ربيع" و"عبد الرحمن جميل" و"إبراهيم أحمد" و"محمد علاء" و" أحمد عبد العزيز" واحمد علام ومنى ونجلاء والجعار وإسراء قاسم وأحمد اللاهونى وهانى عصام و" أحمد واضح" ومحمود عرفات، و"أحمد عبد الخالق عاشور"، و"بيتر" و"رانيا لويز"، وأيمن عيد و"محمد قدري"، وشيماء فرج وسلمى هشام وهاجر ومحمود ورائد و"إسلام أبو زيد" ، وأحمد مرعي، وريهام جمال وسماح عاشور ومصطفى بركات وفادى فكرى وميشيل سعيد وعلى رجب واحمد الكيلانى وأحمد إمام وسعيد بريك وعلي عبد الرحمن، وأحمد عاصم، وسيد أحمد ، وعبد الرحمن سيد، ومحمد نبيل ورندا رشدى وياسمين الغمرى ووائل فتحى ومحمد اسماعيل ودعاء احمد وجهاد جاد المولى وأميرة ممدوح ( سلمى الزهيري، وأحلام حسانين وآية فتحى )، رفقاء الشهيدة وسرها في الحياة قبل أن تموت، ولهم مني رسالة عتاب ودهشة ؟ لماذا صمتوا تجاه هذا الافتراء والكذب علىًّ، رغم أن محاولة الإستغناء عن إحداهن كان مربوطا والجميع يعلم ذلك بعدم استمرارى فى المكان ، وأشكر أيضا من وفدوا قبل رحيلى بأيام علاء وعبد الله والشاعر ومحمد فؤاد أما غير هؤلاء فأعتقد أنني حذفتهم من ذاكرتي وربما يصعب على حتى تذكر أسمائهم لأنهم صمتوا من أجل المصلحة وكذبوا من أجل الكذب وتوقفو عندما استدعى الأمر الكلام رغم إخلاصي لهم طيلة الوقت...فلم يشغلني حتى الرد على ما كان يصلني من تفاهات أشعرتني تجاههم بالآسى والإشفاق ،لان الدوام لله ،أما من لم أذكرهم من زملاء آخرين فربما سهوا أو لعدم قربهم منى أو حداثة دخولهم لموقع الدستور .
كلنا ميتون ولكل أجل كتاب.. دعوا يا حناجر المصلحة ميادة لترتاح في قبرها.. تحدثوا فقط عن قاتلها وعن حقها .. ابحثوا عن حقوق من "مُصت دمائهم" في غرفكم المظلمة.. دعوا صوت حناجركم الكاذبة واخلعوا أقنعتكم الزائفة.. للصمت ضريبة وحتى الآن أدفع ضريبة صمتى مرتاحًا رغم ما في جعبتى للجميع وهو كثير .. أوقفت مسيرة أحسبها مسيرة نجاح فيما مررت به من محطات صحفية مختارًا، والتي لو عرضت على الكثير للهثوا ولعقوا التراب ليصلوا إليها، ولكنها كانت أقل ما أقدمه مختارًا ومقتنعًا لروح ميادة أولا ثم للعودة لصوابي الصحفي.. كنت أتوارى عن الأنظار والكاميرات والتي لو اقتربت من البعض لكانوا أمواتًا لسحرها وبريقها.
• لا أنسى النقيب السابق "ضياء رشوان" عندما اندهشت وهو يقف معنا للساعات الأولى للصباح فى مستشفى هليوبليس لاستلام جثة المرحومة.. شكرته متأثرًا لكن سرعان مازال اندهاشي وعرفاني، عندما راقبت شابًا كان يحمل كاميرا خاصة يصور بها كل حركاته وسكناته وهو مع أهل الشهيدة عرفت حينها أنهم يعرفون جيدا كيف يديرون حملاتهم ، فبريق الصورة أفضل ألف مرة من المبادئ.
• لا أنسى عندما أبلغتني أم الشهيدة أن ميادة كانت سعيدة جدًا وهي تبلغها بأنني قمت بزيادة مرتبها وقلت لها أنت تفوقت على الجميع.. ولكن هالني بعدها بأن ذكرتني كمتهم رماها في اتون النار لتلقي حتفها وكأننا نطلع الغيب ،فالله شاهد اننى ما أجبرت أحد على الدخول فى معامع الصدام والنار وما طلب زميل الابتعاد عن الاشتباكات واجبرته على ذلك .
ميادة تواجدت فى المكان الذى كتبه الله لها مع عشرات الزملاء فى الصحف الأخرى ،فزملاء قسمها هم المنوط بهم تحديد أوقات عملهم وأماكن توزيعهم ، كنا نعمل سويا ولم نضع أبدا فى حسباننا ان أمراً شنيعا مثل هذا قد يحدث ، لم نتخيل أن تسقط بيننا شابة رقيقة فى مقتبل العمر فتنقلب حياتنا رأساً على عقب ..لكن المهم فى الأمر فى هؤلاء الذين فاجئونى بعد عام ..هؤلاء الذين هرولوا على نقابة الصحفيين عندما طلبت لقائهم بعد رحيلى لأنهم وحشونى .. لم أسمع منهم هذا الكلام ، لم أرى فى نظرات أعينهم سوى الحنين والعشرة واللطف والذكرى الطيبة .. كيف تحولوا ويزجوا باسمى فى هذه الذكرة الاليمة التى غطت سحبها على كل شيئ ، ماردى وأنا أسمع بأذنى هذا الرجل المكلوم وهو يذكر اسمى ويقول زملائها فى الدستور قالوا اننى كنت وحشا مستبدا بلا خلق ولا رحمة بأن ارميهم فى النار مهددا ان من يموت سنستبدله بغيره ، هل من المعقول هؤلاء من كانوا حولى ، لا أعتقد بل أؤكد أنه بعد عام كامل "هناك فى الأمر شيئ" .
لقد حدث ما حدث وأنا موجود فى أقاصى صعيد مصر فى ظرف طارئ ،عدت فى سويعات قطعتها باكيا مهرولاً فى ظلام الليل فى اول مرة اقودها ليلا لمسافة مثل هذه ،قاطعاً بسيارتى 500 كيلو متر فى أقل من 3 ساعات لأصل إلى مستشفى هليوبليس دون المرور حتى على أسرتى وأبنائى.
وحتى صباح اليوم التالى لم يغمض لى جفن مع مجموعة من الزملاء ، وقمت بالتسيق مع إدارة الدستور والسكرتير العام كارم محمود لإقامة عزاء يليق بما قدمته للمؤسسة وللصحافة ، وبعدها سافرت انا ووفد لوالدها وأسرتها "وهمست فى اذن هذا الاب بان أموال الدنيا بأسرها لن تغنى ذرة عن ميادة أشرف وقلت له اننا متنا جميعا بموتها وظلام المكان غطى على كل شيئ بعد رحيلها ، لم اسمع منه غير كلمات الود والعرفان والصدق فى مشاعره ، إذن ماذا حدث بعد عام حتى جاء يوم التأبين (السبت 5/4/2014) ومن سرادق العزاء إلى مكتبى وبعدها كانت استقالتى ،إذن ماذا حدث بعد عام ومن وراء هذه الهجمة الظالمة التى قادها مجموعة "أكلو عيش وملح " مع أخ لهم قبل أن يكون رئيس تحرير ، كان يفرح لفرحهم ويتالم لألمهم ..هو حسبى ونعم من اوكله فى الحياة والممات .
أخرست كل لسان حاول أن ينال من المؤسسة (مؤسسة الدستور) على القنوات الفضائية والمتاجرة كذباً بانتماءها للإخوان واستطعت أن أدافع عن نواياها وحقها كصحفية ليست لها أى انتماءات ،ماتت وهى تقوم بعملها .
• حزين لأن من عملوا معي لم يذكروا أنني حينما كنت أعرف أنه في مكان ما أحداث كنت أسارع وأطلب من زميل اعتبرته صديق ورفيق لم أبخل عنه بشيء ووضعته في مقدمة الناس خلال مسيرته المهنية وربما لو عاش معي ألف سنة لظللت عاجزًا عن كشف حقيقته، كنت أطلب منه سحب الزملاء للابتعاد عن الأحداث والمجيء للمقر بسرعة.. حتى هو شخصيًا، تعرض لموقف في أحداث بمنطقة الدقى وطلبت منه العودة للمقر فورًا، لا يجرؤ مخلوق فى هذه الدنيا ان يدفعنى لقول هذا فما اكتمه كثير لكن اقسم بالله هذه هى شهادتى امام الله وأمام تلك الأسرة المفجوعة ،التى لا تعرف عن احقادنا فى هذه المهنة ولا ضمائرنا ولا غرورنا شيئ .
أفجعني أن أعرف أنه المسئول عن توصيل هذه الصورة المشوهة والكاذبة لوالدها مع زميلة أخرى، كنت استمتع بتقديمها للأمام كواحدة من المحررات النوابغ في مجالها.
كنت أول من اتخذ قرار قبل جميع الصحف بعد رحيل ميادة بعدم نزول أي محررين ميدانيين لتغطية التظاهرات، نسوا ذلك واعتقدوا فقط أنني استقلت لأني متهم ومسئول عن استشهاد بنت العشرين عامًا.
• لا أنسى حضن والدها لي وهو يقول دمها في رقبتنا.. وهي الكلمات التي أنهت كل شيء بالنسبة لي داخل المؤسسة ووضعتني أمام لحظة الصدق والوعي والمسئولية، لأنني أيقنت أنني لن أفعل شيئًا ولن أحصل على شيء، ولن أصل لشيء لأن دمها تفرق كسابقيها على القبائل، وعندها كان لزامًا أن أصارح نفسي، إما الابتعاد أو الاستمرار مع الضياع، فاخترت "الذي يبقى على الذي يفنى".
• ترن في أذني كل كلمات المواساة التي حاول من حولي تهدئتي بها بمن فيهم هؤلاء المتغيرين والمتلونين الذين أشعروني للحظات أني ضحية كالتي راحت وسرعان ما اكتشفت أنهم "لا يعرفون للوفاء بابًا ولا للأصل عنوانا".
• لا أنسى وأنا استودع زملائي للرحيل وعيون المحبين تزرف بالدموع، فربما كانت هذه أكبر شهادة على حبي وصدقي وإخلاصي لهم ووفائي معهم، فلم يتركوني حتى استقلالي سيارتي ودموعي ودموعهم تتساقط لتروي الأرض بحق هذه العشرة الصافية النقية.
• عزائي فقط هم هؤلاء الذين لم يتركوني وكانوا بجواري في كل لحظة وحتى عودتي بعد اختفائي ممتنعًا عن متابعة الفضائيات أو قراءة الصحف والمواقع، وحتى نزولي مرة أخرى للوفاء بواجبي تجاه أسرتي مع أعباء الحياة، فلهم التحية والعرفان لأنه الرباط الباقي وما عدا ذلك فهو زائل.
• أدين بكل لحظة عرفان لهذه الزوجة التي تحملت مالا يتحمله أحد ولكنها أعانتني على قراري وقربتني من ربي في رحلة لأرضي الله الحرام؛ لتنسيني همي وحزني.. فلم يغرها أبدًا زيف المسئولية وأضواء الحياة ولا الأموال ولكنها شجعتني فقط أن أقوم بما هو واجب علىَّ للابتعاد عن هذا الوسط ولو لفترة لأعيد أوراق حياتي وأصحح مساري.
• مقتنع تمامًا أن الوقت والزمن هو الكفيل بتضميد الجروح وتصفية الأجواء خاصة مع من لا أطيق ذكرهم في هذا الظرف، ولكن لا أحب أبدًا أن أهجرهم، يكفينى فقط صناعة تجربة فى الدستور محترمة تسودها الأخلاق والإحترام وتقديس العمل والنظام والألفة والمحبة والجو الأسرى ، أتمنى ان أكررها الأن بعد العبرة مما سبق .. هنا تنتهى شهادتى لأطوى صفحة تجربة الدستور والتى كنت طويتها بالفعل منذ عام إلا ان الخائنين أجبرونى على الكلام عنها مرة أخرى .. واكتفى بمن خرجت بهم من الاوفياء والأصدقاء فهم أجمل هدية.. وتبقى فقط ذكرى وفاة زميلة أرادت أن تكون صحفية فى زمن الفتنة .