بالصور.. هل أصبح «السيلفي» وسيلة الحريري للتعبير عن النجاة من أزماته؟
كتبت سارة أحمد محمدميدانييعرف عن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري حبه لاتقاط الصور بطريقة "السيلفي"، ودائما ما ينشر تلك الصور، التي يلتقطها مع نظرائه وممن يلتقيهم من المسؤولين حول العالم، على حسابته على مواقع التواصل الاجتماعي.
والصور التي يهتم الحريري بنشرها سواء من داخل اجتماعات رسمية أو لقاءات شعبية في أغلب الأوقات يعود تاريخها إلى أزمة انتهت كانت تهيم على لبنان، أو يعيشها هو شخصيا.
آخر تلك الصور التي التقطها الحريري بالأمس مع الصحافيين الموجودين في قصر بعبدا بعد تشكيل الحكومة الجديدة والتي استمرت أزمة تشكيلها 9 أشهر من المناكفات السياسية والمناقشات بشأن خروج التشكيل "الصعب" والذي تم اسناد مهمته إلى الحريري في مايو 2018.
أشهر الصور "السيليفي" التي التقطاها الحريري كانت مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي كانت بعد أزمة دبلوماسية كادت أن تدخل فيها لبنان مع السعودية، عقب إعلان الحريري استقالته من منصبه في نوفمبر 2017 من الأراضي السعودية، والتي قيل عنها أن الرئيس سعد أجبر على تقديمها بعد احتجازه، وهو ما نفته الرياض.
حيث نشر سعد الحريرى، في مارس 2018 صوره تجمعه بولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وسفير السعودية بأمريكا الأمير خالد بن سلمان، وهم يبتسمون مرتدون ملابس غير رسمية، فى أول زيارة للحريري إلى المملكة العربية السعودية بعد رجوعه عن قرار الاستقالة .
بعدها بشهر، وفي 10 أبريل 2018، نشر الحريري سيلفي آخر بصحبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وملك المغرب محمد السادس مبتسمين خلال وجودهم في أحد فنادق العاصمة الفرنسية، باريس، وعلق الحريري على الصورة بعبارة "لا تعليق".
وفي اليوم التالي لنشر تلك الصورة والتي كانت على هامش اجتماع الحريري بماكرون وبن سلمان، بعدما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن رئيس الجمهورية قرر أن يضم رئيس الوزراء اللبناني إلى محادثات مع ولي العهد السعودي، نشر الحريري في 11 أبريل "سيلفي" جديد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه بنفس عنوان الصورة السابقة: "لا تعليق".
بعدها بأيام عاد الحريري بـ"سيلفي" جديد مع ولي العهد السعودي، بصحبة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وهذه المرة كانت في كواليس القمة العربية الدورية التاسعة والعشرين التي انعقدت في مدينة الظهران السعودية.
وفي يونيو 2018 خلال افتتاح كأس العالم في روسيا، نشر رئيس الحكومة اللبنانية صورة جمعته مع ولي العهد السعودي ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو.
في خضم أزمة استقالة الحريري من منصبه، والاتهامات التي كانت موجهة للسعودية ولولي عهدها، طالبت أصوات كثيرة الرئيس اللباني ميشال عون لاتخاذ موقف أو توضيح ماذا يحدث لرئيس الوزراء، إلا أنه فضل التريث واكتفى برفض قبول الاستقالة.
ما اعتبره البعض اعتداءا على صلاحيات رئاسة الحكومة، وأن ذلك بداية الدخول في أزمة دستورية، ولكن وبعد أن ركدت مياه الأزمة ورجوع الحريري إلى لبنان رئيسا لحكومتها، اتجه برفقة رئيس الجمهورية عون على متن الطائرة المتجهة للسعودية من جديد حيث تنعقد القمة العربية، ونشر صورة معه، وكتب تعليقاً مقتضباً: "في الطريق إلى قمة الظهران".
صورة يعود تاريخها إلى عام 2016 تعبر عن محاولة الحريري التعبير عن انفراحه لأزمة كانت بينه وبين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب الدرزي وليد جنبلاط، في "بيت الوسط"، على خلفية قانون النسبية الذي أقرته حكومة الحريري السابقة، والذي كان يرفضه جنبلاط إذ تمسك حزبه بحصرية التمثيل الدرزي في الحكومة دون تدخل من أي جهة، إلا أن الانتخابات النيابية الأخيرة أجريت بمقتضى هذا القانون وأبدى جنبلاط مرونة سياسية بعدها.
وحينما نشر الحريري تلك صورة على حسابه الخاص على "تويتر" والتي تجمعه بجنبلاط وهما يضحكان علق قائلا: "مين قال زعلانين؟!".