بالتيمور تحترق بعد موت الرجل الأسود وحرب أهلية أمريكية تندلع
الحرب الأهلية تطل من جديد على الولايات المتحدة الأمريكية
كتبت- مني حمدانميدانيبعد موجة حرائق ودمار كادت ان تعصف بولاية بالتيمور بال ولايات المتحدة الأمريكية ، بدأ سكان المدينة تنظيف المدينة وإصلاح الحطام من أعمال الشغب والحرائق التي اندلعت بعد تشييع جنازة الرجل الأسود والذي يبلغ من العمر 25 عاما، بعد تعرضه لإصابة قاتلة في العمود الفقري أثناء إحتجازه في قسم الشرطة .
وغطي سماء المدينة سحاب من الدخان الكثيف الناتج عن الحرائق في مواجهات دامية بين رجال الشرطة البيض والرجال السود، وسارعت فرق الاطفاء لاحتواء الأضرار الناجمة عن أعمال العنف التي اندلعت من جنازة فريدي جريي وتنتشر عبر الكثير من حي الغربية بالتيمور الفقراء.
وإلتهمت النار 15 مبني و144 سيارة ، وتم إلقاء القبض علي 200 شخص من مثيري الشغب وفقا لتصريح خاص أدلي به رئيس بلدية المدينة.
وأكدت مصادر أمنية إصابة 15 ضابطا في الإضطرابات العنيفة في المدينة .
وفي مهب العاصفة التي مزقت مدينة بالتيمور قام لصوص بنهب المتاجر والصيدليات ومراكز للتسوق واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب في الاضطرابات الأكثر عنفا في الولايات المتحدة منذ فيرغسون، ميسوري، فقد كانت ممزقة بطلقات نارية وإشعال الحرائق في أواخر عام 2014.
ومنذ 48 سنة وبعد تحرير السود في الولايات المتحدة لم يشعر السود بالغضب ولو يثوروا كثيرا إلا في معارك قليلة لم تاخذ الإهتمام الكافي من الإعلام ولكن الآن وبعد ثورة مواقع التواصل الإلكترونية ، أصبح الأمر في عداد المخاطر التي قد تعصف بالولايات الأمريكية وها قد بدأت ، فقد أعطى موت "جراي" جراء تعدي الشرطة الطاقة الجديدة إلى غضب شعبي عارم والتي اندلعت ناره العام الماضي بعد قتل الشرطة مجموعة من الرجال السود العزل في فيرغسون، ومدينة نيويورك وأماكن أخرى.
وبعد مرور العاصفة التي كادت أن تهب بحرب أهلية طاحنة يموت فيها آلاف لولا أن القدر يحمي المواطنين الأبرياء ، فقد تطوع مجموعات كثيرة من بالتيمور للمساعدة في إعادة تصليح المدينة وتنظيفها وسط كدون أمني من ضباط شرطة مكافحة الشغب وقفت مع رجال الاطفاء وعملت على تهدئة أعمال الجمر.
وقال شون بويد " 30 عاما " بينما كان يجمع الزجاج المكسور والمتناثر " أنا هنا فقط للمساعدة " وأضاف " أنها مدينتي وأنا أولي برعايتها".
وظهر العنف للقبض علي المسؤلين في المدينة وقادة المجتمع علي حين غرة بعد اسبوع من الإحتجاجات السلمية بعد وفاة جراي.
وبدأت صباح اليوم قوات الحرس الوطني لتنظيم جميع أنحاء المدينة.
وأعلن محافظ ولاية ماريلاند لاري هوجان، وهو جمهوري حالة الطوارئ وتم فرض حظر التجول لمدة أسبوع في المدينة إلى حد كبير ليلة الثلاثاء، مع وجود استثناءات للعمل وحالات الطوارئ الطبية.
وقال مدير صندوق مقره بالتيمور-تي راو برايس جروب انها ستغلق المكتب بوسط المدينة يوم الثلاثاء.
وقال ليج ماسون، يقع مقر الشركة الرئيسي أيضا في وسط المدينة ولكن سيكون مكتبها مفتوح، وهناك تشجيع الموظفين على العمل من المنزل.
ألقى مثيرو الشغب الحجارة على الشرطة وحطموا نوافذ السيارات وخفضت مرتين في خرطوم الحريق في حين خاضت رجال الاطفاء للحد من الحريق، وصدر اليوم قرارا بإغلاق المدارس في بالتيمور.
وقال ممثل الولايات المتحدة "إيليا كامينغز"، وهو ديمقراطي وهو المسؤل الذي يمثل المنطقة التي ضربها الشغب"عندما رأيت الدمار شعرت بالأسي لما حدث بين مواطنين إخوة ، وهناك ألم وراء الكثير من هذا"،.
وأضاف "كما حلقت مروحيات الشرطة فوق المدينة ، وقام كامينغز بدعوة رولينجز-بليك لأجل مراجعة جديدة لتطبيق القانون في المدينة.
وقال رئيس بلدية: "ينبغي لنا أن نؤكد أن قسم الشرطة يعتني بكل شيئ ويراقب جيدا من أعلى إلى أسفل، كل شيء من تذاكر وقوف السيارات مباشرة الى لائحة اتهام بتهمة القتل."
بدات الأحداث منذ إعتقال الشرطة ل جراي في 12 أبريل ثم نقله إلي سيارة الإسعاف وهو يعاني من إصابة في العمود الفقري أدت إلي وفاته
محامي عائلة غراي يقول " كان قد قطعت 80 في المئة من عموده الفقري في العنق أثناء احتجازه.
وقد شملت القضية تحقيقات لستة من ضباط وزارة العدل الأمريكية لتحقق في انتهاكات محتملة لحقوق المدنية.
الكثير من أعمال الشغب وقعت يوم الاثنين في حي يعيش به أكثر من ثلث الأسر تحت خط الفقر.
أجزاء منه لم تكتمل بناؤها منذ عام 1968، أثناء أعمال الشغب التي اجتاحت الولايات المتحدة بعد اغتيال زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ.
المواجهات الدامية بين الأبيض والاسود أو الشرطة والمواطنين سوف يكون تحدي من بين التحديات التي تواجه المدعي العام الأمريكي لوريتا لينش، الذي أدى اليمين الدستورية في يوم الاثنين وأدان "الأفعال الطائشة من العنف".
أعمال الشغب في بالتيمور هي الاحدث في تاريخ الولايات المتحدة.
منذ عام 1992، حيث أثيرت أعمال شغب قتل فيها أكثر من 50 شخصا في لوس انجلوس في أعمال عنف انطلقت من تبرئة أربعة ضباط الشرطة الذي تغلب على سائق السيارة الأسود رودني كينغ.
وقبلها توفي العشرات في عام 1968 في أعمال شغب، بما في ذلك العديد من الناس في بالتيمور.
وقال ديف جونسون "36 سنة بينما كان يعاين حطام الصدلية التي دمرت جراء الشغب: " سخيفة " ، وأضاف "انها مثل وضع النار في منزلك ومن ثم النوم فيه وسط حطام النار" وقال جونسون"هذا يظهر الآباء ليسوا أقوية للسيطرة على أطفالهم."