في ذكرى ميلاده.. من هى حبيبة عبدالحليم حافظ السرية التي كانت أغانيه الحزينة هدية لها؟
ميداني"ناس من الحب شافوا اسيه وناس اتهنوا".. اختصرت هذه العبارة التي كانت جزءً من أغنية الراحل عبدالحليم حافظ "خايف مرة أحب" من فيلم يوم من عمري الذي عرض عام 1961، الكثير من حكايات الحب التي وقع بها العشاق، فمهما اختلفت البدايات فالنهاية محددة كما وصفها العندليب: السعادة أو الحزن والشقاء.
ركز عبدالحليم حافظ الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده في أغلب أغانيه على الحب والغرام، مثل "بأمر الحب" التي كانت من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان منير مراد، وسلط فيها الضوء على فرحة الاستسلام للحب، وأغنية "أول مرة تحب يا قلبى" التي غيرت كلماتها مفهوم الحب، حينما قال العندليب فيها "يا ما على نار الحب قالولي ولقيتها من الجنة" و" ليه بيقولوا الحب أسيّة.. ليه بيقولوا شقا".
كما تحدث عن الحب والغرام واللهفة، لم يغفل عبدالحليم حافظ عن النار التي تشعل القلب في لحظات الفراق، وكانت أغنية "حبك نار" التي كانت من تلحين محمد الموجي أكبر مثال على ذلك.
لم يكن الحب مجرد كلمات يغنيها العندليب في حفلاته أو أفلامه، فقلبه اكتوى بنار الغرام- حسبما وصف في مذكراته.
أكد عبدالحليم حافظ في مذكراته التي ظهرت للنور بعد رحيله من خلال صحيفة "الأهرام" أنه وقع في الحب لكن لم يذكر اسم حبيبته واكتفى بمنحها اسم مستعار وهو " ليلى".
وقال العندليب عن حبيبته: "إنها ذات العيون الزرقاء التي اكتشفت من خلال حبي لها أن للحياة معنى وأن الشمس من حقها أن تشرق كل صباح وأن الغروب من حقه أن يأتي وأن الإنسان من حقه أن يتنفس، كانت جميلة للغاية وأشتاق إليها الآن وعاشت قصة حبي لها خمس سنوات، أقسم بالله العظيم يمينا أسأل عنه يوم القيامة أنني لم أكن أحب واحدة من النساء مثلما أحببتها".
ذكر العندليب أنه التقى حبيبته السرية عندما كان في لندن وجذبت انتباهه حينما رأها أثناء التسوق، لكنه صادفها مرة ثانية على شاطئ ميامي "مكنتش مصدق نفسي وبحديث بسيط عرفت أنها زوجة رجل أعمال وحياتها غير مستقرة وسعيدة وبتحاول تنفصل ومعاها ابن وابنه".
بدأ عبدالحليم في التقرب منها على أمل أنها ستكون له في فترة قريبة بعد الانفصال لكن حدث عكس المتوقع "اخدت بيت قريب منها وبدأت هي تختار الستائر والسجاد واللوحات والمكتب وحجرة الموسيقى وحجرة النوم، ذوقها بسيط ورائع كعينيها، وكانت محاولات الطلاق تجري وكانت المشكلة أن الزوج يقدر ياخد منها حضانة الأطفال ولم نكن نتخيل أن نعيش بعيدا عن أبنائها"- وفقًا لمذكرات العندليب.
وأضاف: "كنت ممزقا، إنني أعرف معنى الحياة بدون أم وأعرف أن أي حنان غير الأم هو حنان مغشوش، وأنهكني النزيف أكثر من مرة وكانت معدتي قد تعودت أن تحتج على قلقي وكأنني لم أكن أريد الحياة إلا بدونها، كثرت الدموع في عيونها وتجمدت الدموع في عيوني"، مؤكدًا أن أغنيته "بتلوموني ليه" كانت لحبيبته.
سمح العندليب لحبيبته السرية أن ترحل مع أطفالها وزوجها إذا كانت ترغب في البقاء بجانب ابنائها، وبالفعل هذا ما حدث لكن بعد سنوات عادت إليه وهى حرة لكن القدر كان له حكمًا آخر، حيث ماتت سريعًا قبل زواجهم بسبب فيروس في المخ.
وأكد عبدالحليم أن جميع أغانيه الحزينة التي غناها كانت مهداة إلى حبيبته الراحلة.
على الرغم من حظ العندليب السئ في الحب إلا أنه كان يتحدث عن جماله كثيرًا، وفي أحد لقاءاته التي عقدها، طرح عليه الفنان سمير صبري في برنامج "عرض خاص" على القناة الثانية سؤالًا عن الحب في حياته، ليقول العندليب إن الحب دائمًا متواجد في الحياة وعلى الرغم من أن لديه سيدة يحبها إلا أن حبه لعمله يأتي في المقام الأول.
وأضاف أن الحب عطاء وتضحية وهدوء، متابعًا: "الحب عايز روحانية وتفاهم وواقعية وخيال وحقيقة بالتساوي".
وأكد أن أنانية الحب متواجدة في الرجل أكثر من المرأة، أما الغيرة فتوجد عند الطرفين لكن بنسب مختلفة.