حروق الشمس عند الأطفال.. هل تصيبهم بسرطان الجلد بعد عشرات السنين؟
ميدانيهل تخيلت يوما أنه بإمكان اشعة الشمس التي تحرقك في طفولتك خلال عطلتك الصيفية على شواطئ البحار أن تصيبك بسرطان الجلد بعد 30 عاما؟
يقول طبيب الجلدية مونتي ليمان، في تقريره المنشور اليوم الأحد، في موقع "ديلي ميل"البريطاني،"عندما كنت طالبا شابا في مجال الطب جلست ذات مرة في زاوية غرفة الاستشارة حيث قام أحد أطباء الأورام بتقييم امرأة تبلغ من العمر 30 عاما مصابة بسرطان الجلد".
"قبل عام لاحظت وجود منطقة صغيرة مسطحة من تصبغات حمراء وبنية وسوداء على الجلد أعلى شفرة كتفها اليمنى لقد ثبت أنها سرطان خبيث وعلى الرغم من التشخيص والعلاج المبكر نسبيا فقد امتدت إلى رئتيها وكبدها وعظامها وقتها منحها الأطباء مابين 6 أشهر إلى 12 شهرا للعيش".
يقول ليمان إن تلك السيدة ذهبت مع عائلتها في عطلة صيفية إلى اسبانيا، قبل 20 عاما عندما كانت تبلغ من العمر 8 سنوات، وقالت انهم وضعوا كمية قليلة من كريم الأساس، وذهبوا إلى الشاطئ لمدة 5 ساعات في قلب الظهيرة لكنها تعرضت لحروق الشمس بشكل سيئ للغاية وصل لحد التقرحات والنزيف وذهب لزيارة الطبيب لتلقي العلاج".
يلفت لطبيب ليمان إلى أن السيدة أشارت إلى الأماكن التي تعرضت للحروق الشمسية وظهر أنها نفس الأماكن المصابة بالسرطان الذي لحق بها بعد عقدين من الزمن".
ولكن هل يمكن لحروق الشمس السيئة عند الأطفال الإناث أن تسبب لهم بالفعل سرطان الجلد عندما يصبحن سيدات؟
يقول الطبيب ليمان إن الأبحاث الحالية تشير إلى أن حروق الشمس الحارقة في الطفولة تزيد من خطر الإصابة عند السيدات ب "الورم الميلاني" في المستقبل بنسبة 50%.
كما تشير دراسة أخرى إلى أن النساء البيض اللائي يصبن بخمسة مرات أو أكثر من حروق الشمس الشديدة في سن المراهقة يتضاعف لديهن خطر الإصابة بسرطان الجلد.
يفسر ليمان سبب الإصابة بسرطان الجلد بأنها تحدث بسبب أشعة الشمس فوق البنفسجية التي تصيب البشرة الخارجية للجلد عند التعرض المباشرة للشمس لفترة طويلة، لتؤدي لتلف الحمض النووي بشكل مباشر، وبالتالي تكوين روابط كيميائية تشوه شكل الحمض الطبيعي، ثم تسبب الإصابة بالأورام السرطانية.
ونصح بضرورة وضع كريم واقي من الشمس لتجنب ذلك، وان يوضع بانتظام في معظم الأيام العادية أو خلال المكوث على الشاطئ، في اشعة الشمس أوحتى عندما يصبح الجو غائما، لأن تلك الفترة أيضا لا تخلو من أشعة الشمس البنفسجية.
لكن على الرغم من ذلك تعتبر الأشعة فوق البنفسجية واحدة من أهم مصادر فيتامين (د)، الذي يعد ضروريا لدينا للحفاظ على الصحة وقوة العظام وحفظ الأجهزة المناعية، لكن لا يزال لايوجد توقيت محدد ينصح به الأطباء للتعرض لاشعة الشمس دون مخاطر الاصابة بالسرطان.