بعد سقوط ضحايا.. كيف تتعامل مع ابنك الذي يتعاطى السجائر الإلكترونية؟
ميدانيفي الأيام الأخيرة، اتخذت العديد من الدول تحذيرات متواترة من مخاطر السجائر الإلكترونية؛ وذلك بعد بداية ظهور حالات وفاة وإصابات بأمراض خطيرة في الرئة بالولايات المتحدة الأمريكية كنتيجة لتدخينها.
كذلك ظهرت أول حالة وفاة في كندا، الخميس الماضي، على الرغم من أن السجائر الإلكترونية في بداية ظهورها عام 2004 والإعلان عنها كانت عبارة عن منتج يساعد على الإقلاع عن التدخين، إذ أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خططا لحظر بيع كل السجائر الإلكترونية ذات النكهات المتنوعة، وأعلنت أيضا الهند عن حظرها بيع واستخدام السجائر الإلكترونية بشكل كامل.
واقترح الدكتور سكوت جوتليب، مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في نوفمبر الماضي، تعزيز السياسات ضد منتجات السجائر الإلكترونية المنكهة، التي قد تؤدي في النهاية إلى إزالتها من الأرفف والمواقع الإلكترونية التي يمكن للقاصرين الوصول إليها، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وبعد سماع تلك الأخبار، تصاب العديد من الأمهات بالفزع وأخريات بالانهيار عندما يكتشفون أن أحد أبنائها يدخن بواسطة السجائر الإلكترونية، مثلما حدث مع سونيا كينيدي، أمريكية الجنسية، فعندما علمت أن ابنها "رايدر"، 12 عامًا، على صلة بالتدخين، بالرغم من أنه لاعب كرة قدم وكرة سلة، انهارت على الفور وصارت لا تعلم ماذا تفعل.
• هل وسائل التواصل الاجتماعي السبب؟
أخذت كينيدي بضع أيام حتى هدأت وبدأت في الحديث مع ابنها لتعرف السبب وراء انجرافه للتدخين في هذا العمر، حتى تبين لها أن الإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي هي السبب، وأكد على ذلك مجموعة من الرياضيين في مجتمعها.
• علامات وأعراض التدخين بواسطة السجائر الإلكترونية
أوضح الدكتور شارون ليفي، مدير برنامج تعاطي المراهقين وإدمانهم في مستشفى بوسطن الأمريكية، أن من العلامات التي تظهر على الأطفال والمراهين عند تعاطي السجائر الإلكترونية والتي نادرا أن تظهر مع السجائر التقليدية، هي القلق، والتشتت، والصداع، وآلام في المعدة، مضيفا أن إدمان النيكوتين عند الأطفال قد يبدو مختلفًا تمامًا عند البالغين، فقد تشمل زيادة العطش ونزيف في الأنف وتغيير الحالة المزاجية.
• كيف يتصرف الآباء؟
يقول خبراء الصحة إن الآباء عندما يكتشفون ذلك لا يعرفون ماذا يفعلون أو إلى أين يلجأون للحصول على المساعدة، فبعضهم يتدافعون في المنزل للتعامل مع إدمان النيكوتين، أو لمنع أطفالهم من التعلق بالتدخين الذي أصبح يلاحقهم في العديد من الأماكن وحتى المدارس، كما أن البعض يقترب من برامج إعادة التأهيل الخاصة بالإدمان على أمل فصل أطفالهم بعيدا عن هذه الأجواء.
ومن ناحية أخرى، أوضح بات أوسيم، مستشار رئيسي في شركة غير ربحية هدفها علاج الأطفال من الإدمان، أن اكتشاف الآباء تعاطي أبنائهم النيكوتين، قد يكون مخيفا ومثيرا للقلق بالنسبة للآباء والأمهات، ولتخطي ذلك؛ ينصح أوسيم بأخذ نفسا عميقا، واستخدام طرق التعزيز الإيجابي عن طريق تزويد الأطفال بشيء أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لهم من السجائر الإلكترونية "vaping"، بالإضافة إلى وضع عواقب سلبية في حال عدم الاستماع والالتزام، على سبيل المثال، من الممكن تهديدهم بأخذ هواتفهم في حال استمرارهم على التدخين، مشيرا إلى أن معالجة الأطفال قد تطيل.
• أدوية تساعد على الإقلاع عن التدخين
لا توجد منتجات معتمدة من إدارة الأغذية والعقاقير لوقف مستخدمي السجائر الإلكترونية دون سن 18 عامًا من الامتناع والتوقف عن التدخين، إلا أن الإدارة تخطط لعقد جلسة استماع عامة لمناقشة هل يمكن أن يكون هناك أدوية تساعد الأطفال عن الإقلاع عن التدخين نهائيا.
من جانبه، قال الدكتور شارون ليفي، مدير برنامج تعاطي المراهقين وإدمانهم في مستشفى بوسطن، إن الأدوية يمكن أن تكون مهمة في بعض الحالات المتقدمة، لكنها ليست كافية، فالأطفال يحتاجون أيضا إلى المشورة والنصح وتعليم كيف يمكنهم التعامل المنتجات المرغوبة بشدة ومضرة في نفس الوقت، بالإضافة إلى كيف يمكن التمييز بين المواقف الطبيعية وشديدة الخطورة، وكذلك إدراكهم بأنهم محاطين بأشخاص سيئين.