مفتي الجمهورية يؤكد عمق العلاقات مع إندونيسيا خاصة على المستوى الديني
ميدانيأكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، عمق العلاقات بين مصر وإندونيسيا خاصة على المستوى الديني، حيث إن الأزهر الشريف خصص ضمن أروقته الرواق (الجاوي) لطلبة العلم الشرعي من إندونيسيا.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم /الثلاثاء/ وفدًا من علماء إندونيسيا؛ لبحث تعزيز التعاون الديني بين دار الإفتاء وإندونيسيا، وذلك بعد انتهائهم من دورة في الأزهر الشريف حول علوم الفلسفة الإسلامية وتاريخ تطورها.
وحول العيش في المجتمعات التي تضم تنوعًا دينيًا وعرقيًا وثقافيًا، قال المفتي: "نحن في مصر لدينا تجربة رائدة وفريدة في العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، وهي مستمدة من سنة وسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقد عاش صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في مكة المكرمة رغم اختلاف الدين ولم يكن يحب أن يخرج من وطنه".
وأضاف: "أن النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما هاجر إلى المدينة المنورة كانت تضم تنوعًا دينيًا وثقافيًا كبيرًا فكانت تضم المشركين واليهود والمسلمين وقبائل من الأوس والخزرج وغيرهم، فعمل النبي على وضع أسس للعيش المشترك وآخى بين المهاجرين والأنصار، ووضع وثيقة المدينة التي تلزم أهل المدينة بمختلف دياناتهم وثقافاتهم أن يدافعوا عنها ويتعاونوا من أجلها دون تفرقة".
وأوضح أنه في الدولة الحديثة على المسلم أن يلتزم بالقوانين واللوائح التي تضعها الدول لتنظيم شؤون الحياة، ويجب ألا يصطدم معها أو يثير الصراع، وأن يتفاعل بإيجابية مع المجتمع؛ لأن هذا جزء من الدين ويؤدي إلى عمارة الأرض ونفع الناس.
وأشار إلى أن جماعات الإسلام السياسي مثل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية روجت منذ نشأتها لفكرة "حتمية الصراع" وكأنهم يروجون لنظرية صراع الحضارات، واعتبرت الجماعة أن الأمة الإسلامية بعد عهد الخلفاء الراشدين عادت إلى الجاهلية من جديد، وعلى إثر ذلك قاموا بعمليات اغتيال".
ولفت إلى أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية المعاصرة مثل (داعش - النصرة - بوكو حرام) وغيرهم قد خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ويستقون أفكارهم من سيد قطب وغيره من منظري الجماعة الإرهابية.
من جهته.. أعرب الوفد الإندونيسي عن سعادته بلقاء مفتي الجمهورية وزيارة دار الإفتاء المصرية للتعرف على تجربتها الرائدة في ضبط إيقاع الفتوى ومواجهة الفكر المتطرف والجماعات المتشددة.
وأبدى الوفد تطلعه لمزيد من التعاون والتواصل مع الدار للاستفادة من خبرتها في هذا المجال، وتلقي التدريب والدعم العلمي والشرعي.