الشهرة وحدها ليست السبب.. لماذا ترتدي الفتيات ملابس مثيرة على السوشيال ميديا؟
ميدانيتشهد مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "التيك توك"، اختلافًا في طريقة ظهور عدد كبير من الفتيات اللاتي أصبحن يرتدين الملابس المثيرة على عكس ما كان يحدث سابقًا، حيث كن حريصات على الظهور بشكل إخلاقي، فهل فعلهن ذلك له أسباب نفسية أم هو مجرد محاولة لتقليد فتيات الغرب والبحث عن الشهرة عبر السوشيال ميديا لجني الأموال؟.
يقول عالم النفس الهولندي، ديان دي فريس، إن أغلب الفتيات اللاتي يفعلن ذلك يرغبن في الشعور بمدى جمالهن مقارنة بالفتيات الأخرى، ويحرصن على ارتداء ملابس تكشف عن أجزاء من الجسد للحصول على مزيد من التعليقات التي تؤكد لهن أنهن على قدر عالي من الجمال ولا مثيل لهن.
وأضاف أن هؤلاء الفتيات يواجهن مشكلة نفسية كبيرة، وهي عدم القدرة على الظهور في المجتمع الحقيقي بالشكل المثالي الذي يظهرن به على مواقع التواصل الاجتماعي لأن الهواتف الحديثة تحتوي على برامج لتنقية الصور ومحو عيوب البشرة والجسم وبالتالي تتحكم النساء في شكل الوجه والجسم ولكن في الواقع لا يحدث ذلك ولهذا يكون لديهن رغبة شديدة للحصول على كلمات الإعجاب عبر الواقع الافتراضي، خاصةً إذا كن غير جميلات- وفقًا لموقع "Psychologytoday".
وفي دراسة صادرة عام 2016 من جامعة تكساس الأمريكية، عن مدى الضرر الذي يقع على المرأة التي تحاول تصوير نفسها بشكل محدد لنيل رضا الآخرين أو الشعور بمدى جمالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت النتائج أن الشهرة وكسب المال والحاجة للشعور بالنفس والرغبة في التقليد هى أبرز الأشياء التي تدفع الفتيات للظهور بشكل مثير على السوشيال ميديا.
وأوضحت سيندي هاردي، أخصائية علم النفس بالجامعة وأحد المشاركات في الدراسة، أن عدم وجود محاسبة أو رقابة يساعد الفتيات على الاستمرار في الظهور بشكل غير أخلاقي على حساباتهن الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن جزء كبير ممن يفعلن ذلك مازلن في سن المراهقة أو الجامعة وهذا سن خطر إلى حدًا كبير ويهوى من يمر به تقليد الأخرين ليصبح مشهور.
وفي دراسة استقصائية حديثة أجريت من قبل مؤسسة جيردينج الخيرية بالولايات المتحدة، حول حب الفتيات عيش حياة مثالية على السوشيال ميديا، أكدت واحدة من كل 3 شابات أنهن يشعرن بالضيق من عرض نفسهن بهذا الشكل ولكن ظهورهن بمظهر سئ على مواقع التواصل الاجتماعي يجعلهن بلا قيمة مقارنة بالفتيات الجميلات.
ومن ضمن إجابات الفتيات التي تدرجت أعمارهن بين 15 وحتى 25 عامًا، عن سبب فعلهن ذلك، أوضحت مادي مكجوان وهى فتاة ضمن 200 شابة شملت الدراسة، وتبلغ من العمر 16 عامًا، أنها دائمًا تقارن نفسها بالأخريات وهذا يدفعها للتفوق عليهن من حيث عدد الإعجابات والتعليقات وفي مقابل ذلك تحاول تجميل مظهرها وارتداء ملابس تظهر مفاتنها أحيانًا حتى تبدو فتاة مثالية في كل شئ- وفقًا لـ"الجارديان" البريطانية.
وأكدت أن الفتيات حاليًا أصبحن يتابعن المشاهير من النساء وهذا يجعلهن يقلدن الحركات وطريقة التصوير والملابس وبالتالي يخسرن بعض المبادئ مقابل ذلك، بجانب استخدام مؤثرات الكاميرات لتحسين بشرتهن حتى يظهرن بشكل مثالي وطبيعي.
أما جوليا بيترز البالغة من العمر 22 عامًا، فقالت إن بعض الفتيات يحذفن صورهن بعد نشرها بسبب ملاحظة أن الأخريات أجمل منهن ولذلك يحاولن بعد ذلك الظهور بشكل جذاب.
وأضافت أن التنمر الذي تتعرض له فتيات يدفعهن لاكتساب الجمال حتى لو كان كاذبًا ويحاولن إخفاء ذلك عن الوالدين قدر الإمكان لأنهن أصبحن يظهرن بصورة غير لائقة.
وفي دراسة أخرى صادرة عن جامعة كولورادو، أكدت النتائج بعد فحص أكثر من 118 شابة تتراوح أعمارن بين 13 إلى 18 عاما، أن عددًا كبيرًا من الفتيات الشابات اللاتي ينشرن صورًا تكشف عن ملامح أجسادهن يعتبرن أقرانهن على أنهن أقل جاذبية منهن من الناحية الجسدية والاجتماعية وهذا يدفع الأخريات إلى التقليد وتغير المظهر على السوشيال ميديا ليحصلن على التميز ذاته- وفقًا لموقع "Salon".
وقالت إليزابيث دانيلز، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة كولورادو، إن بعض النساء الشابات يحرصن على الظهور بشكل مثير ليحصلن على إعجاب الكثير وفي مقابل هذا يفقدن بعض المعاير الأخلاقية ولكن لا يشعرن بذلك إلا بعد وصولهن لسن النضوج الكامل.
وأضافت أن الكثير من الفتيات والمراهقات يركزن على مظهرهن البدني على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من المحتوي الهادف والحياة الاجتماعية لأنه هذه الأشياء ليس لها فائدة لديهن ولدي من يماثلهم السن.