ثأر القطرس.. طائر مهضوم الحق لسنين بسبب الصيد الجائر
ميدانيرغم ضخامة القطرس كطائر بحري إلا أنه تعرض لكثير من الظلم والجراح، فأسلاك الضغط العالي تصعقه وطلقات البحارة تتخطفه وحتى الشعراء لم يسلم من ألسنتهم التي تصفه بالكسل تارة وبالخبث تارة أخرى، وبعد كل ذلك آن للقطرس أن يعود ويثبت نفسه من جديد.
وبحسب دراسة نقلتها "فرانس 24" فقد كشفت فرقة مراقبة مكونة من 165 طائر قطرس أن ثلث سفن الصيد التي تبحر عبر المحيط المتجمد الجنوبي تصيد أسماكا غير متاح صيدها في مخالفة للقانون.
وفي المياه الدولية، ليس ثمة من يستطيع منع الصيد الجائر ولكن سفن الصيد يشتهر عنها تخطى حدودها فى جزر مريان وبرينس إدوارد بجنوب إفريقيا وكذلك بجزيرتي كروزيت وكورجولان، وتلك المناطق بحاجة لمن يراقب الصيادين قبالتها ليقع الخيار على طائر القطرس.
ويقول هينري ويمر سكيرتش خبير الحياة البحرية بمركز البحوث الوطني الفرنسي إنها المرة الأولى التي تستخدم فيها مثل تلك الطيور لمراقبة الصيد غير المشروع.
وبحسب الدراسة فخلال 6 أشهر من عمل القطارس بالمجال نهاية عام 2018 تمكنت الطيور من عمل دوريات مراقبة على 48 مليون كيلو متر مربع من مساحات المحيطات المفتوحة.
ويضيف ويمرسكيرتش إن الطائر بجناحه الذي يعادل طول سيارة صغيرة هو مؤهل بشدة لمهمته إذ يجوب مساحات واسعة وينجذب سريعا لأي سفينة تحمل شحنة من السمك المصيد.
ولتجهيز الطائر للمهمة يتم تزويده بجهاز تحديد المواقع ومحطة صغيرة لإلتقاط إشارات رادارات السفن وجهاز إرسال لإبلاغ الحراس وخلية طاقة شمسية لمد كل ذلك بالطاقة، وظهر القطرس كبير كفاية لتحمل كل ذلك.
ويوضح ويلسكيرميتش المشكلة بقوله إن كل سفن الصيد لديها جهاز تعريف ذاتي تابع لنظام فكل ما يدخل للمياه الإقليمية تُرصد سريعا ولكن سفن الصيد المتسللة تغلق النظام خاصتها فلا يستطيع أحد رصدها حين تنهب الثروة السمكية وتدمر الحياة البحرية لإحدى الدول وسط عجز كثير من الحلول فطائرات الاستطلاع مكلفة وأطباق إشارة القمر الصناعي لا تلقط سوي من يمر تحتها بينما قد تسقطها أمواج المياه.
ولكن على عكس أساليب التكنولوجيا فللقطرس الرؤية الثاقبة لرصد سفينة على بعد 30 كيلو متر وبعض الفضول للذهاب نحوها وإلقاء نظرة.
ورغم إغلاق السفن المتسللة لأنظمة التعريف إلا إنها تبقي على الرادار الخاص لتفادي التصادم وهو ما تقوم الأجهزة على ظهر القطرس بالتقاطه وإرساله سريعا للحراس.
وبحسب الدراسة فخلال فترة قصيرة التقطت القطارس حول فرنسا 350 إشارة رادار لسفن 30% منها كانت معطلة لنظام التعريف ما يدل على تصيدها للأسماك بشكل غير قانوني.
وبعد الاستهزاء بها جاء الوقت لتقلب فيه القطارس الطاولة على كل من سخر منها.
وتعد مبادرة شرطة البحار معتمدة على استخدام الحيوان كوسيلة لحماية البيئة وبعد القطارس ونجاحها الباهر تفكر نيوزلندا وهاواي في تعميم التجربة على سلاحف البحر وأسماك القرش أيضا.