«لو مهتم كنت عرفت».. طبيب نفسي يكشف سر تلك المقولة عند النساء
ميدانيالحياة لا تخلو من الأزمات والمشاكل، وحينما تقع المرأة في واحدة فإنها تقرر الصمت وتبدأ ملامح العصبية والحزن تظهر على وجهها، وحينما يسألها الرجل عن سبب حزنها يكون ردها "لو مهتم كنت عرفت".
الحالة التي تكون فيها المرأة تجعل الرجل يختار بين أمرين، الأول الإلحاح عليها حتى تتحدث عن سبب حزنها، والثاني تغيير مسار الحديث، ولكن إذا اختار الثاني فإنه سيجد معاملة سيئة منها وبكاء متواصل دون سبب، وتأكيد أنه لم يعد يحبها كالسابق ولم يعد يهتم بالمشاكل التي تقع معها، وحينما يصل الأمر عند هذا الحد يعاود بعض الرجال سؤال المرأة مرارًا وتكرارًا عما حدث، إلى أن تروي له كل شئ. فلماذا تفعل المرأة هذا؟
ووفقًا لمدونة "gboncology"، يقول توماس بيكرز، الطبيب النفسي والحاصل على ماجستير في العمل الاجتماعي من جامعة "ويسكونسن ميلووكي" البحثية بالولايات المتحدة، إن الرجل والمرأة يختلفان بطريقة كبيرة في طريقة الحزن، فالأنثى ترى أن الرجل لا يدعمها في بعض أمور حياتها التي أحيانًا تكون بسيطة، وهذا تقصير منه وعدم اهتمام، في الوقت الذي يؤكد بعض الرجال أنهم غير قادرين على فهم الكائن الأنثوي وقت حزنه حتى يتصرفون معه بالشكل الذي يرضيه.
وأضاف أن المرأة عندما تحزن أو تتعرض لموقف سيء، فإنها ترغب في الحديث عنه عدة مرات؛ لأن هذا يخفف من حدة حزنها وعصبيتها؛ لذلك تظهر ملامح قلق وحزن حينما تكون أمام الرجل الذي تحبه وإذا لم يسألها عن سبب حزنها فإنها تشعر بعدم اهتمامه، وأيضًا عليه أن يكرر السؤال حتى تفصح هي عن الذي حدث؛ لأنه عندما يحدث ذلك فإنها تروي كل شيء وتعود إلى طبيعتها مجددًا.
وأوضح أن الرجل حينما يحزن يختلف عن المرأة، فهو يحاول البحث عن الهدوء أو قضاء وقت أطول في العمل؛ لعدم التفكير كثيرًا في الأزمة التي وقع فيها، ومحاولة إيجاد حلول، وإذا كان في علاقة حب ستظن المرأة أنه يحاول الابتعاد عنها أو لا يرغب في مشاركتها مشاكله، إلا أن طبيعة بعض الرجال عند المشاكل هي "الجلوس مع النفس".
وأشار إلى أن الرجال بشكل عام يفكرون داخل أدمغتهم ولا يحبون مشاركة عواطفهم خلال الحزن كثيرًا، على عكس النساء اللاتي يبحثن عن دعم بمجرد الوقوع في أزمة وتختلط لديهن العواطف بالتفكير.
أما سكوت يانسن، الأخصائي الاجتماعي في مركز "Hospice"، وهو دور رعاية مسنين بالولايات المتحدة، يقول إن أغلب كبار السن من الرجال لا يحبون أيضًا مشاركة مشاعر حزنهم مع أحد إلا إذا كانوا يحبون زوجاتهم كثيرًا، أما النساء فلم يختلف طبعهن كثيرًا في التعبير عن الحزن والمشاكل بالتقدم في العمر.
وأضاف أن كتمان بعض الرجال للحزن يفسر سبب انخراطهم في بعض الانحرافات أو التهور في القيادة، وهم أكثر عرضة للانتحار بعد وفاة الزوجات مقارنة بالنساء، موضحًا أن الرجال أكثر ميلًا إلى استخدام استراتيجيات العقلانية والتقليل من حدة الحزن، وهذا يعتمد في بعض الأحيان على التنشئة الاجتماعية التي تعزر داخل الرجل أن البكاء مرتبط بالنساء فقط وعليه ألا يبكي لأنه رجل قوي، وهذا يجعله يميل إلى كتمان مشاعره حتى لا يتخلى عن رجولته، وفقًا لموقع "social work today".
وأوضح أنه مع تقدم الأجيال، انخفضت نسبة انتشار هذه القاعدة في بعض المجتمعات وأصبح الرجل يظهر مشاعر الحزن والغضب، بل وأحيانًا يبكي أمام المرأة التي يحبها.