للتوعية بكورونا.. قصة طبيب فلسطيني خطب الجمعة بالبالطو الأبيض
ميدانيلم تعد المنابر حكرا على رجال الدين فقط، خاصة بعد أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، بما فيها فلسطين التي وصل عدد مصابيها بالفيروس إلى 38 حالة في الضفة، وحالة وحيدة في مدينة طولكرم، فيما لم تسجل غزة أي إصابات حتى الآن.
وأمام خطورة انتشار عدوى الفيروس، حاول بكر قندوس طبيب باطنة فلسطيني من مدينة طولكرم توعية الجمهور بمخاطر الفيروس، وكان مسجد المدينة القديمة في طولكرم بوابته الأولى، إذ صعد على المنبر لأول مرة في حياته لإلقاء خطبة الجمعة، الماضية، مرتديا "البالطو الأبيض" ليتحدث عن مخاطر كورونا وسبل مواجهته، في خطبة لاقت تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وردة فعل لم يتوقعها قندوس، كما يقول لـ«الشروق».
بدأت قصة خطبة الجمعة قبل أسبوعين، حينما وجهت مديرية الأوقاف في طولكرم دعوة للأطباء للتوجه إلى المساجد لمخاطبة الناس عن أضرار فيروس كورونا، فيوضح بكر أنه "كان حديثا عاديا قبل خطبة الجمعة، ولم يكن صعودا على المنبر، كلمت الناس عن مخاطر الفيروس وطريقة مكافحته".
بعد انتهاء الدرس، قوبلت كلمة قندوس، الذي درس الطب لمدة 7 سنوات في القاهرة في كلية طب قصر العيني قبل أن يعود إلى بلده، بحفاوة بالغة من قبل الحاضرين، حتى جاء يوم الأربعاء 18 مارس، وتلقى اتصالا من مدير الأوقاف يطلب منه أن يخطب في الناس بدلا من إمام المسجد ليتحدث عن مخاطر الفيروس القاتل.. "مدير الأوقاف كلمني وقال لي لازم نخطب على المنبر نفسه، هذا سيكون له تأثير أكبر ونوعي الناس، بعدها فكرت وراجعت شروط الخطبة وأركانها لأنه مينفعش اتكلم عن كورونا بس؛ الخطبة لها شروط دينية لا بد من مراعاتها" بكر يقول.
جاء يوم الجمعة، وانطلق بكر قندوس الطبيب المتخصص في أمراض الباطنة، قاصدا مسجد المدينة القديمة، حان وقت الصلاة، فصعد قندوس إلى المنبر مرتديا الزي الأبيض وقام خطيبا في الناس يتحدث عن مخاطر كورونا، كانت الرسالة التي أرد قندوس توصيلها من ارتداء البالطوا على المنبر " إن الناس تعرف أن طبيب أهل الاختصاص هو من بيتكلم مش مجرد شيخ فقط، لابد أن يفهم الناس أن الموضوع جد، ومفيش داعي للتساهل عشان يكون الرسالة واضحة، وارتداء البطالو كان من باب لفت الانتباه"، يقول بكر للشروق.