خليك بالبيت.. تدابير منزلية لمحاربة «كوفيد 19» وجشع التجار
ميدانيسيدة تصنع الكمامات لأبنائها بالمنديل.. وسهام تطهّر منزلها بالكلور وتمنع الأولاد من الخروج
أستاذة مناعة تنصح بأطعمة فيتامين سى لتقوية المناعة.. وخبير نفسى: لا تستهينوا بالإرشادات
لأن الحاجة أم الاختراع. والموارد قد لا تكفى لتلبية الاحتياجات، بدأت الأسر المصرية البحث عن حيل وطرق لمحاربة فيروس «كوفيد 19» المعروف بكورونا واحتواء تمدده، بعد أن أصبحت الإقامة فى المنازل شبه إجبارية.
فعقب أن اكتشفت سيدة إبراهيم أن شراء كمامات لها ولأسرتها يفوق الميزانية، لجأت لتعلم كيفية صناعة الكمامة يدويا، إذ قالت: «بعد ارتفاع أسعار الكمامات بسبب جشع التجار، أصبح من الصعب وجودها وإن وجدت فسعرها تضاعف كثيرا، لذا بحثت كثيرا على الإنترنت عن كيفية صناعتها يدويا فى المنزل، ووجدت فيديو توضيحيا بكل ما يجيب إحضاره، فقط المناديل والأستك».
وأضافت: «صناعة الكمامة غير مكلفة، فكل ما تحتاج إليه قطع من المناديل ومن المفضل أن تكون سميكة ثم وضعها فوق بعضها وطيها لتأخذ نفس الشكل الأمامى للكمامة الطبية، تشبه كثيرا طريقة طى الورق لصنع مروحة ورقية للأطفال، وأخيرا تدبيس الطرفين الأيمن والأيسر بالأستك، ثم ارتدائها، وكذلك يمكنك استخدام القماش أو مناديل المطبخ، ويجيب تطهيرها جيدا».
أما سهام عبدالله، وهى أم لـ3 أبناء فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، باتت تطهر المنزل يوميا بعد توقف الدراسة، مستخدمة الكلور، وتقول: «حاولت أن اتبع الإرشادات التى ظهرت فى قنوات التلفزيون، ومنها غسل الأيدى بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، وعدم ملامسة الوجه، وحرصت على ارتداء الكمامة عند الخروج، ومنعت أبنائى من الخروج».
أما الطالبة علا محمود فى المرحلة الجامعية، توقفت عن إعطاء الدروس لبعض الطلاب فى المرحلة الابتدائية بعد قرار تعليق الدراسة أسبوعين، حيث تدرس فى كلية التربية بقسم اللغة العربية، وأضافت: «بدأت فى دراسة المحاضرات، ومذاكرتها، لكن طبعا ممنوع النزول من البيت إلا للضرورة».
وأضافت مروة هشام، طالبة فى كلية التجارة بجامعة حلوان، أن توقفها عن الدراسة جعلها تهتم بمشروعها الذى بدأته على موقع التواصل الاجتماعى، فيسبوك، فهى تبيع منتجات ومشغولات يدوية، لمساعدة نفسها فى التكاليف اليومية.
وتؤكد استشارى المناعة نهال أحمد، أن فيروس كورونا كباقى الفيروسات التى تنتشر عبر الرذاذ، والتى تنتشر عندما يسعل أو يعطس شخص مصاب، قائلة إن بإمكان الصابون قتل بعض الفيروسات لكن ليس جميعها.
وشددت على ضرورة تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال وغسل اليدين بعدها لمنع انتشار الفيروس، وأيضا تجنب لمس العينين والأنف والفم حال ملامسة اليد أى سطح، مع ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة المصرية، للوقاية من فيروس كورونا وأكدت على ضرورة تقوية الجهاز المناعى، حتى نقلل من إمكانية اختراق الفيروس للجهاز التنفسى.
لكن هذا الأمر وحده لا يمنع الإصابة بالفيروس، مضيفة: «من الضرورى تناول الأطعمة التى تحتوى على فيتامين سى، مثل الموالح لما لها من دور كبير فى تعزيز وتقوية الجهاز المناعى، بجانب النظافة الشخصية والبعد عن تناول الأطعمة الملوثة وخاصة المعدة فى الشارع، وعدم مخالطة الحيوانات تجنبا للعدوى».
وقال أستاذ الطب النفسى على شوشان، إنه من الطبيعى أن يتبع العامة التعليمات والإرشادات، لكن البعض يستهينون بتلك الإرشادات، وهناك البعض يقع فى خطأين منهما التهويل، وأخرى التهوين، فعلى سبيل المثال شخص يلجأ إلى منزله ويرفض الخروج لوقت كبير قد يصل لشهور، وشخص آخر لا يتخذ الاحتياطات اللازمة، فيجب على المواطنين اللجوء لتقوية المناعة، والحفاظ على نظام صحى للتصدى للفيروس.
وأشار شوشان إلى أن بعض المرضى النفسيين قد ينتابهم الهلع من كثرة تداول الأخبار بشأن كورونا، فمثلا المصاب بالوسواس، يكون فى قلق دائم على مستقبله وحياته وعمله، فمن الممكن أن يتعامل بطريقة عكسية، فقد يعرض أسرته ونفسه للخطر خوفا من المرض، فمثلا نجد شخصا ما عندما يعلم أنه مصاب بمرض خطير، يلجأ للانتحار للتخلص من مخاوفه، وهذه طريقة من طرق الهروب، لابد من مواجهتها حتى لا نقع ضحايا للخوف.