بريطانيا تبحث حماية شحنات الفحم الداعمة لـ بريتيش ستيل


كشف مصدر حكومي بريطاني رفيع أن السلطات تفكر في الاستعانة بالبحرية الملكية لحماية شحنات الفحم اللازمة لتشغيل أفران صهر الحديد التابعة لشركة "بريتيش ستيل" في مدينة سكانثورب.
ونقلت صحيفة "تايمز" عن المصدر قوله إن الوزراء يدرسون إرسال سفن عسكرية لحراسة ناقلات الفحم، وذلك لضمان وصولها دون عوائق. وسط ما تواجهه "بريتيش ستيل" من نقص في المواد الخام، وإذا توقفت أفرانها، فسيكون إعادة تشغيلها تحديا كبيرا.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدم توفير الوقود قد يؤدي إلى توقف الأفران عن العمل، مما يجعل إعادة تشغيلها عملية شديدة التعقيد. من جهتها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن تدخل البحرية في هذه المهمة.
إجراءات عاجلة لمنع إغلاق المصنع
سبق أن أقر البرلمان البريطاني قانونا طارئا يهدف إلى الحفاظ على استمرارية عمل مصنع "بريتيش ستيل"، الأكبر من نوعه في المملكة، والذي يواجه تهديدا بالإغلاق بسبب أزمته المالية.
أزمة مالية وانتقال نحو الطاقة النظيفة
في مارس الماضي، أعلنت "بريتيش ستيل" – المملوكة للشركة الصينية "جينجيه" منذ 2020 – بدء مشاورات حول إيقاف فرني صهر في مصنع سكانثورب وتقليل الطاقة الإنتاجية. وأوضحت الشركة أنها تتكبد خسائر يومية تصل إلى 700 ألف جنيه إسترليني، رغم استثمارات "جينجيه" التي تجاوزت 1.2 مليار جنيه.
وعزت الشركة أسباب أزمتها إلى ظروف السوق الصعبة، وارتفاع التكاليف الجمركية والبيئية المرتبطة بإنتاج الصلب عالي الانبعاثات الكربونية. كما طلبت دعما حكوميا لتمويل تحويل الأفران إلى نظم تعمل بالطاقة الكهربائية، لكن المفاوضات التي استمرت أشهرا لم تسفر عن اتفاق.
وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن الحكومة البريطانية تدرس تأميم الشركة، خاصة بعد فشل المفاوضات حول تمويل مشروع تحديث الأفران بتكلفة تقدّر بـ2 مليار جنيه. ووافقت الحكومة على تحمل 500 مليون جنيه فقط، أي ربع التكلفة الإجمالية.