أسراب الطائرات الانتحارية وحروب المستقبل


قلب دخول الطائرات المسيرة ميادين القتال في السنوات الأخيرة مفاهيم الحرب التقليدية، ثم غيّر الاستخدام الواسع للطائرات المسيرة الانتحارية الصغيرة وجه الحرب بشكل كامل.
التطور التكنولوجي المتسارع في هذا المجال بطبيعة الحال فرض تدريجيا هذا الواقع الجديد، إلا أن فكرة "القصف عن بعد" بطرق مبتكرة تعود إلى زمن بعيد.
أثناء حصار الجيش النمساوي لمدينة البندقية الإيطالية في عام 1849، استخدم النمساويون بالونات بتصميم بسيط علقت بها قنابل تزن 13 كيلو غرام وزودت بسلك تم إشعاله عند الانطلاق. حين اكتمل الاحتراق سقطت القنبلة. كانت عملية القصف هذه كبيرة لكنها كانت عشوائية وعمياء.
يعتقد أن فكرة الذخائر المتساقطة من طائرات مسيرة قادرة على التحليق في سماء المعركة والبحث عن أهدافها وضربها ظهرت لدى البريطانيين أواخر عام 1990، وأن أول تجربة لهذا السلاح الجديد جرت في 30 أبريل 2008، ولفتت أنظار الخبراء العسكريين.
الطائرات المسيرة بمختلف أنواعها تعد وسيلة فعالة لإلحاق أكبر قدر من التدمير بقوات الخصوم، وهي قادرة على العمل في كامل نطاق المدفعية، وتتميز بأنها تعمل من دون حدود ويصعب رصدها مسبقا لصغر حجمها، كما أنها سلاح هام للاستطلاع وتوجيه النيران، وفعاليتها تتزايد باستمرار.