واصلت اللجنة الفنية الوطنية الثلاثية (مؤلفة من 12 خبيرا من مصر والسودان واثيوبيا) الليلة اجتماعات الجولة السابعة لمفاوضات سد النهضة والتى تتناول حسم الخلافات حول عدد من النقاط العالقة بشأن كيفية عمل المكتبين الاستشاريين الدوليين الفرنسى (بى آر ال) والهولندي (دلتارس) المنوط بهما القيام بالدراسات الخاصة بسد النهضة.

وقالت مصادر مطلعة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن اللجنة عقدت اليوم عدة جلسات على مدى أكثر من عشر ساعات حتى الآن بحضور وزراء المياه في الدول الثلاث دكتور حسام مغازى والسفير معتز موسى والمهندس ألا مايو تيجنو، لحسم الخلافات بشأن عدة نقاط عالقة لم يتم حسمها خلال الجولة السادسة التى عقدت بالقاهرة الشهر الماضى ونقاط أخرى جديدة ظهرت من خلال المباحثات، تم التوافق حول غالبيتها ، ولم يبق الا عدد قليل ، وأنها سوف تستمر في حالة انعقاد لحسم باقى الخلافات.

وقد تخللت الاجتماعات لقاءات لكل وفد على حدا من أجل اعادة ترتيب الأفكار وتحديد موقفه بشأن نقطة معينة ، وكذلك لقاءات منفصلة للوزراء من أجل تقريب وجهات النظر فيما بين الخبراء وفيما بينهم ، بالاضافة الى جهود وساطة من جانب السودان التى تستضيف الاجتماعات وتبدى حرصا علي تحقيق نجاح والتوصل الى نتائج مرضية.

وتوقعت المصادر أن تستمر الاجتماعات حتى ساعة متأخرة من الليلة يعقبها مؤتمر صحفى عالمى تم توجيه الدعوة له من قبل الى وكالات الأنباء والقنوات والصحف السودانية والعربية والأجنبية ، وسيتم خلال المؤتمر الصحفى الاعلان عن نتائج الجولة السابعة.

وأشارت الى أن البيان الختامى سيكون مقتضبا لكون المفاوضات ترتكز بصورة اساسية على قضايا فنية لا يعنى بها سوى المتخصصون وليس وسائل الاعلام.

يذكر أن الخلافات تدور حول نطاق الأعمال المشتركة بين المكتبين الاستشاريين الرئيسي والفرعي اللذين سيقومان باجراء الدراسات تمهيدا لتسليمهما التقرير الفنى المعدل في صورته النهائية قبل توقيع العقد معهما الشهر القادم. 

وقد فجرت اثيوبيا الخلاف عندما طلبت أن يعمل المكتب الهولندى كمقاول من الباطن مع المكتب الفرنسى ، وأن يكون الأخير هو المسئول الوحيد عن ادارة الاعمال الخاصة بتنفيذ الدراستين، ويقوم الهولندى بتنفيذ ما يوكله اليه الفرنسى من أعمال في حدود نسبة اقصاها 30% ، وتمسكت اثيوبيا باقتراحها خلال اجتماعات الجولة السادسة التى عقدت بالقاهرة، وترفض مصر، مثلما يرفض المكتب الهولندى، أن يعمل من الباطن ، ويطالب بصفته مكتبا دوليا مرموقا أن تحدد له مهام واختصاصات محددة يكون مسئولا عنها بالكامل امام اللجنة الفنية الوطنية في حدود النسبة المشار اليها.

كانت الجولة السابعة للجنة الوطنية الفنية الثلاثية لسد النهضة الاثيوبى بدأت صباح أمس أعمالها بحضور وزراء المياه في مصر والسودان واثيوبيا دكتور حسام مغازى ومهندس معتز موسى ودكتور ألامايو تيجنو.

وأكد وزير الموارد المائية، في كلمته في الجلسة الافتتاحية، حرص مصر على أهمية عامل الوقت والبدء في اعداد الدراسات الخاصة بسد النهضة الاثيوبى في أقرب فرصة ممكنة على أن يتم إنهاء العملية الحالية طبقا لخارطة الطريق المتفق عليها بين مصر والسودان واثيوبيا.

وشدد مغازى على مسئولية الدول الثلاث عن إسراع العملية الحالية لتحقيق ما تم التوافق عليه بين قادة الدول الثلاثة ، مشيرا الى أن عامل الوقت هام للغاية ، ولذا يجب البدء في اعداد الدراسات في أقرب فرصة ممكنة ، على أن يتم انجاز العملية الحالية طبقا لخارطة الطريق المتفق عليها.

ونوه مغازى بأهمية اجتماع الخرطوم لاستكمال ماتم انجازه حتى الآن ، وكذلك ما تم التوصل اليه في اتفاق المبادىء الموقع في مارس الماضى بين قادة الدول الثلاثة والذى حدد خارطة طريق واضحة للتعاون بين الدول الثلاث لتدعيم المنفعة المشتركة.