أعلنت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء، فى أزمة ارتداء نساء غير مسلمات للحجاب في الولايات المتحدة تضامنها مع المسلمين لمواجهة موجة العداء التي يواجهونها.

وافردت الصحيفة مساحة كبيرة للنقاش والرأي بين عدد من المتخصصات في الشؤون السياسية والإعلامية في محاولة للإجابة على سؤالها: «هل غير المسلمات يؤذين أم يساعدن المسلمات من خلال ارتداءالحجاب؟». وقالت إن المتعصبين قاموا في الولايات المتحدة بالاعتداء على النساء بسبب ارتدائهن غطاء الرأس والذي يطلق عليه أحيانا «الحجاب» والتي يشعر – على حد تعبير الصحيفة – كثيرون أن الإسلام يفرض ارتداءه. وأشارت الصحيفة في مقدمة المناقشات التي أجرتها مع ست كاتبات بشأن الأزمة، إلى موقف الدكتورة لاريسيا هوكينز، المحاضرة بكلية ويتون، وهي مؤسسة مسيحية إنجيلية، حيث ارتدت الحجاب تضمانا مع النساء المسلمات ولكن تم وقفها على العمل لأنها قالت إن الإسلام والمسيحية يعبدون نفس الإله. ونبهت إلى أن النساء من جميع الاتجاهات سوف يرتدين الحجاب «تضامنا» مع المسلمين ضد المعادين للإسلام، وذلك في يوم الحجاب العالمي يوم 1 فبراير المقبل. واستدركت بأن البعض يرى أن غطاء الرأس ليس من عقائد الإسلام ولكنه رمز للقمع الذي خلقه علماء الدين المحافظين كي يعزلوا النساء. وتساءلت الصحيفة، هل الرأس الحاسرة تظهر مزيدا من الاحترام للنساء المسلمات؟ واستعرضت كل من إسراء النعماني، المراسلة السابقة لصحيفة وول ستريت جورنال، وهالة عرفة محررة الأخبار بالقسم العربي بإذاعة صوت أمريكا، آرائهما في مقال مشترك والذي حذرا فيه من أن هناك نساء اليوم من ذوات النوايا الطيبة يرتدين الحجاب تضمنا مع المسلمات، و«لكنهن بالنسبة لنا يقفن في الجانب الخطأ من حرب الأفكار القاتلة.» التي تجسد النساء كوعاء للشرف والإغراء، بينما يحل الرجال من المسؤولية الشخصية. ونبه مقالهما إلى ما أسماها بـ«ثقافة الطهر» والتي تغطي وتفصل وتخضع وتسكت وتسجن النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم. ولفتا في المقال إلى اعتقادهما بأن النساء يتمعن بالحق في ارتداء أو عدم ارتداء الحجاب، «وهو سمعناه من مسلمين من ماليزيا وحتى أمريكا والذين رددوا ذلك لنا مرارا وتكرارا.» بينما رأت ديلشاد على، مديرة القناة الإسلامية بموقع باثيوس، وهو موقع يهتم بمختلف الأديان، أن الحجاب ليس الأسلوب الوحيد لإظهار التضامن مع المسلمين. وأوضحت أن هناك ملايين من المسلمات لا يرتدين الحجاب، مؤكدة على أهمية الحوار مع المسلمين وإدانة الخطاب المعادي لهم وتوجيه أسئلة حقيقية أو استضافة فعاليات للحوار بين الأديان. وأكدت أن من يرتدين الحجاب هن من تضررن أكثر من غيرهن من موجة معادة المسلمين التي ثارت خلال حملة المرشحين الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية. لكن سلين إبراهيم، مدير مركز «سيركل» الديني والتي تقيم لقاءت بوصفها أستاذ للدراسات الإسلامية في الكلية العبرية وكلية اندوفر نيوتين اللاهوتية، قالت إن الحجاب بالنسبة لها مسألة نسوية وجمالية وتضامنية. وأضافت أن المفارقة في الأمر أن من يتصيدون العيوب يشيرون بأصابع الاتهام للمرأة ونواياها وما تحب أو تكره سواء كانت ترتدي الحجاب أم لا. أما نوشين أربابزاداه، التي تقوم تدريس وسائل إعلام الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا، فقالت، إنها تعتبر «أغطية الرأس» رموزا للقمع وليس التضامن. وأضافت أن صور النساء الأمريكيات اللاتي يرتدين أغطية الرأس تضامنا مع المسلمات أعادتني إلى صباح بارد في أوائل الثمانينيات، عندما كنت طفلة في كابول، أفغانستان، وقتها «شعرت،كفتاة ولدت في مجتمع مسلم، أن شعري ليس ملكي» وأكدت الباحثة بكلية الللاهوت جامعة هافراد، شنيلا مولجي، أن المسلمين يحتاجون إلى ما هو أكثر من التضامن الرمزي. وأوضحت أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تنامت في الولايات المتحدة، و«تعرضت الأخوات المسلمات للإيذاء البدني واللفظي لمجرد أنهن يرتدين أغطية الرأس، كتعبير عن إيمانها. واعتبرت أن فعاليات كـ«يوم الحجاب العالمي» والتي تدعو غير المسلمات إلى ارتداء الحجاب تضامنا مع المسلمين «من الأساليب الحاسمة لتوجيه الانتباه إلى العنف المتزايد ضد النساء».