الحمية الكيتونية.. قليل من الجوع وكثير من المخاطر
كتبت أمل حسينميدانييلجأ بعض مَن يعانون السمنة إلى الحمية الكيتونية التي تقوم على تقليل نسبة الكربوهيدرات وزيادة الدهون في التغذية، لكن الأطباء يحذرون منها، فما أسباب ذلك؟ فبسبب أساليب التغذية الخاطئة باتت السمنة من أمراض العصر، ويذهب ضحية الأمراض التي تتسبب فيها آلاف الأشخاص في العالم سنوياً. ويبعث الأمر على مزيد من القلق، بعد أن دقت أكثر من دراسة علمية ناقوس الخطر، كاشفة أن عدد مَن يعانون السمنة في مختلف دول العالم سيزداد خلال العقود القليلة القادمة، كما أن الأشخاص الذين يعانون السمنة لا يكونون عرضة للأمراض فقط، ولكنها تجعلهم مهمشين في المجتمع، كما أظهرت دراسة ألمانية حديثة. وأوضحت الدراسة- التي نُشرت نهاية سبتمبر الماضي- أنه غالباً ما يتم وصم الأشخاص الذين يعانون السمنة في ألمانيا وتهميشهم. ومن أجل الحد منها يلجأ الكثير من الأشخاص إلى مختلف الأنواع من الحمية، وإحداها الحمية الكيتونية التي تقوم على مبدأ بسيط: قليل من الكربوهيدرات، مقابل نسبة عالية من الدهون، لكن هذه الحمية مثار جدل بين المختصين، الذين ينصحون بضرورة القيام بها تحت المراقبة الطبية وبمساعدة خبراء التغذية. وتوجد الكربوهيدرات في الكثير من أصناف الطعام من الخبز والمكرونة وصولاً إلى الفواكه أيضاً، وتُعتبر مصدر الطاقة الأهم للجسم البشري وللدماغ في المقام الأول. والقيام بالحمية الكيتونية يقلل من إمداد الجسم بالكربوهيدرات إلى الحد الأدنى الذي يبلغ 20 إلى 50 جراماً. وعوضاً عنها تزداد نسبة المواد عالية الدهون من النقانق واللحم والبيض والجبن والمكسرات. وهذا التغيير في أسلوب التغذية من شأنه أيضاً أن يغير عملية التمثيل الغذائي برمتها، إذ يبحث الجسم عن مصادر جديدة للطاقة. ويلجأ هنا إلى الدهون الموجودة في الغذاء اليومي وإلى المخزون منها في الجسم على حد سواء. وفي هذه العملية يبدأ الجسم تكوين ما يُسمى «الكيتونات» التي تمد الأعضاء بالطاقة، وهو ما يمنع زيادة الوزن. لكنّ المؤيدين لهذا النوع من أسلوب التغذية يعتقدون أنه لا يؤدي إلى خسارة الوزن فقط، بل يؤثر أيضاً على بعض الأمراض الخطيرة، لكن منتقدي هذا النوع من الحمية لا يرون أي دليل علمي على ذلك، كما تنقل مجلة «فوكوس» الألمانية، في مقال علمي لها. وتنقل المجلة عن طبيب الباطنية، رئيس رابطة أطباء التغذية الألمانية، غيورغ فيكسلر، قوله: «من وجهة نظر طبية فإن هذا النوع من الحمية يُنصح به لدى المصابين بالصرع الطفولي»، لكنه يؤكد أن لهذه الحمية الكثير من السلبيات والآثار الجانبية. ومن هذه الآثار الجانبية خطر زيادة الترسبات في الأوعية الدموية بسبب زيادة نسبة الدهون، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بالجلطة الدماغية أو النوبات القلبية. كما أن الحمية الكيتونية تتسبب أيضاً في زيادة الحمض البولي. وفي هذا السياق، تنقل المجلة، عن المختص الألماني، قوله: «وهنا تنشأ مخاطر عالية للإصابة بالنقرس»، ما يتطلب مراقبة نسبة الحمض البولي باستمرار أثناء القيام بهذه الحمية. ورغم أن مؤيدي الحمية الكيتونية يرون أنها تؤثر إيجابياً على تطور أمراض السرطان، إلا أن الجمعية الألمانية للتغذية تؤكد «أنه لا يوجد حتى الوقت الراهن سوى دراسات قليلة على تأثير هذه الحمية على مرضى السرطان، ولم يثبت بعد ما إذا كانت تؤثر فعلاً على تراجع الأورام أو إطالة عمر المرضى أو تحسين طرق المعالجة»، كما تنقل المجلة، عن المتحدثة باسم الجمعية، آنتيه غال. وفي ضوء هذا كله لا يبقى أمام الذين يعانون السمنة المفرطة إلا استشارة إخصائيي التغذية أولاً لتحديد سبب السمنة، ومن ثَمَّ اتباع الحمية المناسبة للحد منها خطوة خطوة وبمراقبة طبية تُجَنِّبهم أي آثار جانبية.