«صديقتي كايلا» تتجسس على الأطفال
كتبت أمل حسينميدانيتضع الشركات المصنعة للعبتي «كايلا صديقتي» والرجل الآلي «I-QUE» الذكيتين الأطفال تحت الرقابة، إذ تخضع هاتين اللعبتين الأطفال إلى «مراقبة مستمرة». فعبر وصلات البلوتوث يتمكن الغرباء من الاتصال بالأطفال من خلال اللعب.لا شك أنه مع مجيء الخامس والعشرين من ديسمبر، ستصطف العديد من الدمى تحت شجرة عيد الميلاد، كالتي تمشي أو تضحك أو تتكلم أو تبكي، لكن إحدى هذه اللعب، والتي ستكون بشعرٍ أشقر وعيون زرقاء، بطول 18 بوصة، وترتدي سترة من الجينز وتنورة زهرية، ستبدو وديعة للغاية. لكن، ووفقاً للمراقبين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فإن لعبة «كايلا صديقتي»، والتي هي واحدة من العديد من الألعاب التي تقوم بما يمكن تسميته بـ«التجسس» على الأطفال في منازلهم، حيث تخترق هذه الألعاب مجموعة من قوانين الخصوصية وحماية البيانات أثناء اللعب معها. اللعبة تبدأ عملية التجسس أثناء بدء اللعب بها، إذ يتم الاتصال عبر التطبيق الخاص بها باستخدام تقنية «البلوتوث»، وهنا يتمكن الأطفال من طرح أسئلة على الدمية، ويتم تحويل الأسئلة إلى نص يقوم التطبيق ببحث عن أجوبة لها عبر الانترنت، ثم تقوم اللعبة بالرد. وتقدمت مؤخراً المنظمة الأوروبية لحماية المستهلكين ((BEUC وعدد من جماعات مماثلة في الولايات المتحدة كمركز الخصوصية الالكترونية، تقدموا بشكوى ضد الشركات المصنعة لما يعرف بـ«الألعاب الذكية» كشركتي «ماتل» و«جينيسيس تويز» والتي تنتج ألعاب مثل «صديقتي كايلا» والرجل الآلي «I-QUE» و«مرحبا باربي»، وتضمنت الشكوى دلائل تؤكد أن «تصميم هذه الألعاب عن قصد، يسمح بتسجيل محادثات الأطفال، بشكل مفتوح ودون انتقائية، وتستخدمها بطريقة تسمح بالكشف عن معلومات شخصية». ووفقا لـ«مجلس المستهلك النرويجي» الذي اجرى أبحاثاً على «الألعاب الذكية»، فإن «أي شي يقوله الطفل يتم نقله مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية، إلى مقر شركة»نيوانس للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات«، المتخصصة في مسألة تحويل الكلام إلى نصوص»، وأضاف المجلس أن «الأطفال يتعرضون لعملية ترويج إعلاني مخفية، إذ مثلاً هناك أحد الأطفال الذين أخبرتهم اللعبة»كايلا«كم تحب ديزني، ليتم اكتشاف صلة إعلانية خفية بين الشركة المصنعة وشركة ديزني». احتمال إساءة الاستخدام خبير حماية البيانات في شركة «انترسوفت للاستشارات» الدكتور نيلس كريستيان هاج قال لـDW «إن احتمالية إساءة استخدام هذه الألعاب كبيرة للغاية، لذا فمن المهم أن يكون للألعاب المتطورة والتي تستخدم تكنولوجيا حديثة نظاماً للحماية». وأضاف هاغ «على الأقل يجب أن تزود الألعاب مثل»كايلا«بمعلومات تشير إلى مسألة تسجيل المعلومات وإلى أين سيتم إرسالها وكيف سيتم استخدمها، إضافة إلى مجموعة من الشروط التي يجب أن يتم التنبيه إليها قبل الاستخدام، لافتاً إلى احتمالية تعرض المستخدمين للقرصنة أثناء استخدام»البلوتوث«في أي جهاز لذا يجب التنبيه لذلك، لأنه حتى في هواتفنا الذكية يتم التنبيه إلى إيقاف توصيل»البلوتوث«أثناء عدم استخدمه منعاً للقرصنة». من جانبها رفضت شركة «فيفيد» التي تسوق لعبتي «صديقتي كايلا» ووالرجل الآلي «I-QUE» في ألمانيا التعليق على الموضوع لـDW، في حين أشار موقع الشركة إلى أن الشركة تضمن أربعة مستويات من السلامة للأطفال أثناء التعامل مع اللعبة. غزو خصوصية الأطفال ووفقا للمنظمة الأوروبية لحماية المستهلكين BEUC فإن حماية البيانات ليست الشيء الوحيد المعرض للخطر أثناء استخدام «الألعاب الذكية»، إذ إنه وبخطوات بسيطة يمكن لأي شخص السيطرة على اللعب من خلال الهاتف المحمول عن طريق التطبيق، ما يتيح له التحدث والاستماع دون الحاجة للوصول الفعلي إلى اللعبة«. وتعلق رئيسة الثقافة والإعلام في منظمة المساعدات الألمانية للأطفال لويز شميت لـDW قائلة»الألعاب الذكية تترك فجوة كبيرة في الحفاظ على سلامة الأطفال، حيث ليس من المفروض أن تكون خبيراً كفاية لتستخدم التطبيق وتتصل بالطفل، كما أن الأمر يترك الباب مفتوحاً لتعرض الطفل للاستمالة أو البلطجة عبر الانترنت«. وتضيف شميت «الأطفال عادة ما يشاركون افكارهم الخاصة مع ألعابهم حتى لو لم يحصلوا على استجابة، لذا تمثل هذه الألعاب انتهاكاً للخصوصية، فوفقاً للمادة 16 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، فإن لكل طفل الحق في الخصوصية، لكن مع وجود مثل هذه الألعاب يمكن للوالدين مثلاً الوصول للتطبيق والاستماع لما يقوله أطفالهم، أو يسألونه، وهذا الكلام بالعادة لا يرغبون ان يعرفه الوالدان». ألعاب «غير ملائمة للسوق» وتحذر شميت من أن المشكلة لا تتوقف هنا، إذ أنه لم يتضح بعد مصير التسجيلات التي تتلقاها الشركة من الأطفال، والتي من الممكن أن تختزن لتكون فيما بعد ملفاً شخصياً عن كل طفل بالمستقبل. وتقول «كل شيء يمكن أن يجمع ليشكل ملف بيانات خاص عن كل شخص ابتداءً من تسجيلات الألعاب الذكية، مروراً ببروتوكولات الانترنت، والصور التي يحملها الآباء لأطفالهم، كلها قد تستخدم مستقبلاً، عندما يكونون كبار في السن، سواء أحب الطفل ذلك أم لا». وتختم شميت قولها «على الآباء مرافقة أطفالهم والإجابة عن أسئلتهم، بدل أن يلجؤوا للدمى للتحدث معها ككايلا أو غيرها، كذلك على الآباء مرافقة أطفالهم دائماً عند تصفح الإنترنت، فهذه الألعاب لا يجب أن تكون في السوق».