العديد من الهدايا التي قد ينتظرها أو يتلقاها طفل بعمر الخمسة أعوام في عيد ميلاده، قد تكون لعبة لطالما كان يحلم بها، أو ملابس جديدة، أو رحلة إلى مكان ما، أو ربما جهازاً إلكتروني حديثاً، هذا ما يخطر ببال أي أحد لشراء هدية عيد ميلاد لأي طفل، لكن في الولايات المتحدة الأمريكية، التي لطالما عودتنا على كل ما هو غريب في أي مجال، الأمر مختلف تماماً، حتى أنه قد يصل إلى مستويات صادمة وخطيرة للغاية.
تماماً كما فعل أب أمريكي يُدعي "جوشوا ماكدونالد"، ويبلغ من العمر 26 عاماً، الذي قرر الإحتفال بعيد ميلاد ابنته الخامس، بشكل صادم وغير متوقع، ومن الممكن جداً أن نقول أيضاً بأنه "خطيـــــر جداً"، حيث قرر "ماكدونالد" أن يهدي ابنته "أدريانا"، مسدساً من نوع "روجر" عيار "22"، لسبب أقل ما يقال عنه بأنه جنوني إلى حد لا يوصف.
وأكدت وسائل إعلام عالمية، أن السبب من وراء قيام هذا الأب الأمريكي بشراء مسدس حقيقي وخطير كهذا لابنته ذات الخمسة أعوام فقط، بقصد "حماية نفسها" في حال حدث أي "هجوم مسلح" على مدرستها كما صرح الأب، مشيرة إلى أن ابنته "أدريانا" كانت قد أبدت اهتمامها الكبير بهذا النوع من الأسلحة بوقت سابق، الأمر الذي دفعه أيضاً إلى إهدائها سلاح "روجر" من عيار "22".
وبحسب موقع "مترو" البريطاني الشهير، أن الأب الأمريكي "جوشوا ماكدونالد"، الذي يعيش في مدينة "تيلتون" في ولاية "نيو هامبشاير" الأميركية، خصص حصصاً أسبوعية لابنته "أدريانا" حتى تتعلم كيفية استخدام السلاح، وإطلاق النار منه، حيث أكد ماكدونالد، أن كل عائلته تحب الأسلحة وتهتم بكل ما يخصها ويدور حولها، إذ أنه بجانب اهتمامه وإعجابه بالأسلحة هو وابنته الصغيرة "أدريانا"، فإن زوجته أيضاً تشاركهم هذا الهوس الخطير نفسه، مؤكداً أنها وخلال السنوات الثمان الماضية، أي منذ لحظة زواجهما، تمكنت من تعلم كل شيء يخص المسدسات وكيفية استخدامها، وأنها فوق ذلك رامية ماهرة.
ويشر "جوشوا ماكدونالد"، إلى أنه قيامه بهذه الخطوة الغريبة والخطيرة في الوقت نفسه، من شراء سلاح لابنته ذات الخمسة أعوام، يعود إلى ما شهدته الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً من أحداث دامية وقعت في مجموعة من المدارس بالولايات المختلفة، حيث يرى ماكدونالد أنه بات من الضروري أن تكون ابنته أدريانا مستعدة لأي طارئ، وذلك عبر تعلمها وحملها لسلاح حقيقي.
ومن الجدير في الذكر أنه خلال الأيام الماضية، كان قد وقع إطلاق نار في مدرسة ثانوية في مدينة "غريت ميلز" في ولاية "ميريلاند" الأمريكية، والتي تقع على بعد 90 دقيقة فقط من العاصمة الأميركية "واشنطن"، مما أدى إلى إصابة شخصين ووفاة المهاجم متأثراً بجروحه، وهذا الهجوم على المدرسة، لا يعد الأول من نوعه على الإطلاق في الولايات المتحدة، إذ أنه سبق ووقعت الكثير من الأحداث المشابهة، التي راح ضحيتها مئات وآلاف الطلاب في المدارس الأمريكية، ومنهم الكثير من الأطفال.
وتعد مشكلة شراء وحمل واقتناء السلاح من قبل المدنيين، أمر شائع جداً في البلاد، حيث أن هناك الكثير من المعارضين الذين يطالبون الحكومة الأمريكية، بتغيير وتعديل القوانين الناظمة لهذا الأمر، على خلفية الخطر الذي تتسبب به من خلال وقوعها بالأيد الخطأ، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الدولة الأولى عالمياً في امتلاك مواطنيها للسلاح، كما أثبت الدراسات أن هناك أكثر من 89 قطعة سلاح مقابل كل 100 مواطن أمريكي، ما يجعل الولايات المتحدة الدولة الأولى أيضاً في حوادث إطلاق النار حول العالم.
وعلى الجهة المقابلة، فإن هناك العديد من الأمريكيين الذين يؤيدون حمل السلاح من قبل المدنيين، بحجة الدفاع عن النفس من أي خطر مسلح من الممكن وقوعه، ويشار إلى أن شراء وحيازة الأسلحة على اختلاف أنواعها وأحجامها، يعد شيئاً غاية في السهولة في الولايات المتحدة الأمريكية.