ما هي «أيام التشريق» ولماذا سُميت بهذا الاسم؟
كتبت سارة أحمد محمدميدانيقال الله تعالى: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ"؛ فالأيَّام المعدودات التي جاء ذكرها في الآية "203" من سورة البقرة هي أيَّام التَّشريق، وعددها ثلاثة أيَّامٍ من شهر ذي الحِجَّة، التي تلي يوم النحر في العاشر من ذي الحجة، على أن تبدأ من اليوم الحادي عشر، وتنتهي بنهاية اليوم الثَّالث عشر.
ما هي أيام التشريق؟
-اليوم الأول: وهو يعرف بيوم القر "من القرار"، وسمي بذلك لأن الحاج يقرّ ويمكث فيه بمنى.
-اليوم الثاني: ويعرف بيوم النفر الأول، وذلك لأنه يجوز للحاج إذا أراد أن يتعجل وينفر من منى في اليوم الثاني، ولكن بشرط وهو الحرص على الخروج من منى قبل غروب الشمس، فلو غربت عليه الشمس وهو في منى، فلا يمكنه أن ينفر منها.
-اليوم الثالث: يوم النفر الثاني، بمعنى من تعجل في يومين، فلا يكون عليه إثم، ومن تأخر أيضا لا يكون عليه أي إثم.
ومن المعروف أن الحجاج يبيتون هذه الأيام في منى، ويصلون فيها ثلاثا من صلواتهم الخمس قصرا، حيث يصلي الظهر ركعتين والعصر أيضا، والعشاء ركعتين، فيما يصلون المغرب ثلاثا والصبح كما هي ركعتان، وكان الصحابي عثمان بن عفان، إبان خلافته قد أتم صلواته حينما حج، وقد خالفه جمع من الصحابة والتابعين، وقالوا إنه كان اجتهادا منه رضي الله عنهم أجمعين.
ما هو سبب التسمية؟
"التشريق" في اللغة العربية، تعني تقديد اللحم، حيث إن اللحم يقطع لأجزاء صغيرة، ويوضع في الشمس لتجفيفه، وفي هذه الحالة يصبح اسم اللحم القديد، وتقديد اللحم عند العرب يعرف بالتشريق، ولهذا السبب قد يكون سميت هذه الأيام بالتشريق، حيث تشرّق لحوم الأضاحي فيها، فبعض الحجاج يأتون بلحوم الهدي، ويقطّعونها وينشرون القطع الصغيرة لتجفيفها، وأخذها معهم عند عودتهم من الحج.
وهناك قولٌ آخر في سبب تسمية هذه الأيّام بهذا الاسم وهو أنّ صلاة العيد والهدى لا يتم نحره إلا بعد أنْ تشرق الشَّمس، فسميت الأيام كلها بأيام التشريق تبعا لليوم الأول: يوم العيد، وهذا من باب تسمية الشيء باسم بعضه، وهو مشهور ومعروف لغة.