كيف يحافظ كبار السن على صحتهم النفسية؟
كتبت سارة أحمد محمدميدانيصادف أمس الأربعاء 17 أكتوبر، اليوم التاسع من الشهر التاسع حسب التقويم القمري الصيني، وهو عيد "تشونغ يانغ" في الصين يوم الاحتفاء بكبار السن.
كان الصينيون القدامى يعتبرون "تسعة" رقما شمسيا، كما أن نطق 9 في اللغة الصينية شبيه بنطق كلمة "久جيو"، التي تعني الدوام والديمومة، مما اعتبره الصينيون القدامى يوما للبركة والسعادة، وفي عام 1989، حددت الصين هذا اليوم عيدا للكبار السن يحتفلون به سنويا بالقيام ببعض العادات والتقاليد المميزة، التي تثير التفاؤل بطول العمر.
عندما تمر السنين ويتقدم العمر بالفرد يشعر أغلبية كبار السن بأنهم أصبحو أفرادا غير منتجين وعبئا على أسرهم، فتنتابهم مشاعر القلق والخوف والإضطراب، التى تؤدي بالمسن الي إحساس كبير بالفراغ وشعوره بفقدان أهميته مما يدفعه للعزلة الاجتماعية والتى تنعكس على حالته الصحية والنفسية بالسلب.
المسن طبقا لمنظمة الصحة العالمية هو: كل من تجاوز 65 عاما من العمر، وتقاعد عن العمل لكبر سنه، وتدهورت حالته الصحية، ولقد اختارت لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية سن الـ65 تحديدا، لأن هذا السن يتفق مع سن التقاعد في الغالبية العظمى من دول العالم.
يعاني المسنون في هذه الفترة الحرجة من عمرهم من العديد من المشكلات هناك العديد من المشكلات الصحية والنفسية التى تتطلب دراية كبيرة لها للتعامل الأمثل معهم.
تحدثنت رحاب أردش خبيرة التنمية البشرية والمهارات الحياتية عن أهم مشاكل كبار السن وكيفية التعامل الأمثل معهم:
المشكلات الفسيولوجية: نتيجة التقدم في السن تتأثر وظائف القلب والتنفس وعضلات الجسم فتضعف القوة الجسمانية للفرد وتقلل من النشاط الجسماني وقدرته على التحمل.
المشكلات الحسية: حيث تتأثر الوظائف الحسية للمسن مثل ضعف البصر وحاسة السمع وقوة الذاكرة مع التقدم في العمر.
المشكلات النفسية: والتى ترتبط بشعور المسن بعدم جدوي الحياة والشعور العام بالوحدة والعزلة نتيجة لتغير نمط الحياة الإجتماعية، كفقدان أحد الزوجين أو التقاعد عن العمل مما يغير من أسلوب الحياة المعتاد الذي لم يألفه من قبل ولا يجد في نفسه المرونة الكافية للتعود عليها، فتؤدي الي الشعور باليأس والإكتئاب.
لذلك تنصح خبرة التنمية البشرية رحاب أردش، كبار السن باتباع النصائح التالية للحفاظ على صحتهم النفسية:
1- النظر لإيجابيات هذه المرحلة
يجب أن يدرك المسن أن كل مرحلة من مراحل حياته لها ما يميزها فينبغي أن يسعد بالميزة الموجودة في مرحلة الكبر من توافر الوقت لاستغلاله في كل ما يحبه و يهواه.
2- توطيد العلاقات مع الأصدقاء
بسبب انشغال الفرد في مراحل حياته قد يؤدي ذلك الي عدم الاهتمام بالأصدقاء في فترات سابقة وبالتالي فقدان بعضهم ولهذا من المهم في هذة المرحلة أن نعيد توطيد علاقاتنا بالآخرين وأن نكون علاقات اجتماعية فعالة.
التحدث مع الأصدقاء يؤثر على نشاط الدماغ ويجعله نشيطا كما أنها ترفع الروح المعنوية للمسنين عن طريق منحهم الاحساس بالمشاركة والتواصل مع الغير.
3- الاهتمام بالأنشطة الفكرية
من المهم تنشيط الوظائف الذهنية وذلك بممارسة القراءة أو لعب الشطرنج فممارسة تلك الأنشطة تنمي المهارات العقلية وتساعد على الوقاية من أمراض الزهايمر وأمراض الجهاز العصبي بشكل عام.
4- الاهتمام بالفحص الطبي الدوري
مما لاشك فيه أن الشيخوخة المصحوبة بالصحة الجيدة ستجعلك لن تختلف إختلافا جوهريا في أي مرحله أخري من العمر، لهذا يجب الاهتمام بعمل الفحوصات الطبية الدورية والكشف عن أي مشكلة صحية في بدايتها وعلاجها.
5- ممارسة التمارين الرياضية البسيطة
وذلك بعد استشارة الطبيب حول نوعية ومقدار النشاط المسموح به طبقا للحالة الصحية.
6- القيام ببعض الرحلات القصيرة أو زيارة أماكن جديدة
هذا الأمر يزيد من شعور المسن بالسعادة فيمنع حدوث الإكتئاب ويؤدي إلى تجنب الأمراض الصحية.
وأخيرًا تؤكد "أردش" على أهمية دور الأبناء في دعم الصحة النفسية لآبائهم في هذه المرحلة العمرية الهامة، من خلال توفير الرعاية والاهتمام بهم والاستماع لمشاكلهم النفسية وتقديرها، حتي يتقبلون حياتهم الجديدة.