25 حدثاً اقتصادي غّير وجه العالم في 2018 ..
دافوس الصحراء يطل وسط أجواء سعودية ملتهبة .. ”منتدى إفريقيا” يجذب الأنظار صوب القاهرة .. وخبراء يتوقعون قدوم ”حرب البتكوين”
كتبت هناء شلتوتميدانيزخر عام 2018، بأحداث وتحولات اقتصادية حافله على مستوى السياسات النقدية للبنوك المركزية في الرئيسية في العالم، ومع مغيب شمس هذا العام بما حمله بين طياته من مَآسٍ وأحداث إيجابية، على حد سواء، إلا أن العالم يبدو متفائلاً بعتبات العام المقبل؛ ومع رصد أهم أحداث العام التي استطاعت بحق تغيير وجهة العالم تجاه القطاع الاقتصادي، نجد أن هناك خمسة وعشرون حدثا اقتصاديا، كان لهم تأثيرا مباشرا في وجهة الاقتصاد العالمي، ففي الشرق الأوسط يتوقع كثيرون نهاية أو حدوث تطورات إيجابية على الأقل لأزمات طاحنة امتدت لسنوات سابقة بداية من الصراع السوري، ومروراً بالحرب في اليمن، وليس انتهاء بما تشهده مصر والعراق وسوريا وليبيا أيضا، فيما توقع محللون تحسن الآفاق الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام الجديد مع ارتفاع معدل النمو، وبخاصة في الدول المصدرة للنفط ومجلس التعاون الخليجي، كما سيحسم إرث الصراعات وحمى الثورات الوجهة في عدد من الدول التي مازالت تحظى بمزيد من الأحداث الملتهبة.
وفى هذا الشأن يؤكد الخبير الاقتصادي أبو بكر الديب، إن هناك أحداث اقتصادية عالمية، خلال العام 2018، أحدثت تحولات مهمة، يأتي على رأسها مفاوضات قضية "بريكست" الساخنة، والعقوبات الأمريكية علي إيران، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران، وقمة العشرين بالأرجنتين، والقمة الخليجية بالرياض، وكذلك منتدي "دافوس الصحراء" بالسعودية الذى جاء في وسط أجواء سياسية سعودية عالمية ملتهبة تجاه المملكة، وأيضا الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وأوضح الديب، أن 2018 شهد تسارع معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي في دول منطقة الشرق الأوسط بمعدل متوسط 2.8 %، ليبلغ 2.703 تريليون دولار، وتحسن أداء الموازنات الحكومية لـ 5 دول عربية، حيث حققت كل منها فائضا في الموازنة.
وأضاف الديب، أن العام الذي أوشك علي الانقضاء، قد شهد انتخابات رئاسية وتشريعية في عدد من دول العالم، كان لها تأثيرا مباشرا في تغيير الوجهة الاقتصادية لتلك الدول، منها ألمانيا وروسيا وإيطاليا وفنزويلا، والمكسيك والسويد، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، فضلا عن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وتخلى راوول كاسترو عن رئاسة كوبا، بعد 60 من حكم الأخوين كاسترو، وتنظيم انتخابات تشريعية ومحلية في العراق، هي الأولى منذ هزيمة تنظيم "داعش".
فيما توقع وحيد عطا الله، الخبير الاقتصادي في الشأن العالمي، وقوع حرب ما يعرف بعملة «البتكوين» وهي عملة رقمية افتراضية تم اختراعها في 2009، من قبل مخترع مجهول أطلق على نفسة اسم ساتوشي ناكاموتو، وصل سعره الى عشرين ألف دولار، وهي ليست عملة رقمية ليس لديها بنك مركزي أو دولة أو هيئة تنظمها وتدعمها، وزاد الاهتمام بها خلال 2018 بدرجة كبيرة، بالتزامن مع الارتفاع الجنوني في قيمتها.
وذهب عطا الله، إلى إن العام 2018 شهد تنظيم كأس العالم في روسيا، والذي كان له مردود اقتصادي كبير علي روسيا، حيث ربحت من استضافتها البطولة العالمية 14 مليار دولار، كما تم افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغتشانغ في كوريا الجنوبية.
وأشار عطا الله، إلي أن من بين أهم أحداث العام الاقتصادية، عقد المؤتمر الـ 24 للأمم المتحدة بشأن المناخ، "مؤتمر الدول الأطراف 24" في بولندا، وعقد منتدى دافوس، في الفترة من 23 إلى 26 يناير الماضي، لدراسة الأسباب والحلول للصدوع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم، وإعفاء المغرب الشركات الصناعية الجديدة من الضريبة لمدة خمس سنوات بهدف تحفيز الاستثمار.
وعلى الصعيد المحلى، أكد عطا الله، أن العام 2018، شهد على المستوى المصري زيادة في تدفقات الاستثمارات الأجنبية خاصة فى قطاعات النفط والغاز والعقارات والقطاع الاستهلاكي، بفضل الاكتشافات الجديدة فى النفط والغاز، واستمرار تنفيذ برنامج الاصلاحات الاقتصادية، وارتفاع الاحتياطي النقدي إلي 44.513 مليار دولار.
كذلك تأتى استضافة مصر لـ "منتدى إفريقيا 2018" في نسخته الثالثة نهاية العام، هو الحدث الاقتصادى الأضخم في القارة السمراء، حيث استطاع المنتدى جمع دول السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا “دول الكوميسا” ، وحضره عدد من زعماء الدول الأفريقية، لتحفيز الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية، والتأسيس لمرحلة شراكة كاملة للاستفادة من الفرص الاستثمارية في المجال الاقتصادي والتجاري والمالي وريادة الأعمال، واستعراض توجهات الاستثمار العالمية الحالية، وتم خلاله عقد مجموعة من الاتفاقيات المليارية ومناقشة ضرورة تمكين المرأة اقتصاديا.