• 23 جمادى أول 1446
  • 25 نوفمبر 2024

فن وثقافة

حلا شيحا: مكاني لا يزال محجوزا.. ولن أعتزل الحياة مرة أخرى

حلا شيحة
حلا شيحة

13 سنة كاملة تفصل بين «كامل الأوصاف» آخر أفلام الفنانة حلا شيحا قبل اعتزالها للفن عام 2006، وما مثله ذلك من صدمة لجمهورها وزملائها فى الوسط الفنى.. ومسلسل «زلزال» الذى قررت العودة للتمثيل من خلاله فى رمضان الجارى، بعد أن أعلنت خلع النقاب والحجاب يوليو الماضى، وهو القرار الذى أثار كثير من الجدل.

 التقينا بحلا شيحا، لتسألها عن سنوات الاعتزال، كما تكشف عن الأسباب التى دفعتها لارتداء الحجاب والنقاب، والقناعة التى توصلت إليها قبل أن تخلعهما، وتتحدث أيضا عن شروطها فى العودة للتمثيل، وتفاصيل اختيارها مسلسل «زلزال» ليكون أول لقاء لها مع الجمهور بعد هذا الغياب الطويل، ولماذا ترى المرأة مظلومة فى السينما؟

تقول حلا شيحا: البعض يربط بين عودتى للفن وانفصالى عن زوجى وخلع الحجاب، ولكن الحقيقة أن الطلاق وقع لسبب واحد فقط هو انتهاء الحب، وكان ذلك قبل عدة أشهر فى كندا، وحاليا أنتظر انتهاء الإجراءات لأوقعها ويصبح الطلاق نهائيا ورسميا، واخترت أن ننفصل وبيننا احترام متبادل بعد 11 سنة زواج، حتى لا تنعكس سلبيات علاقتنا على أبنائنا، فقد حاولت من أجلهم أن أتعايش مع الوضع، ولكنى لم أملك قدرة الاستمرار على غير رغبتى.

* إذا عدنا بالزمن 13 سنة.. ما الذى دفعك للاعتزال وخوض هذه الرحلة التى لم تكتمل؟
ــ من المؤكد أن قرارات الإنسان تتأثر بالأحداث التى يتعرض لها فى حياته، فقبل أن ارتدى الحجاب حدثت بعض الأمور جعلتنى أتخذ هذا القرار، أتذكر كان عمرى حينها 22 عاما، كنت قد انتهيت من تصوير فيلم «اللمبى»، وكنت أعيش حالة من عدم الرضا، وأصبحت تطاردنى أسئلة منها: لماذا أنا موجودة فى الحياة؟، صادف ذلك أننى رأيت فى الحلم «يوم القيامة»، ومرة ثانية حلمت بأننى أقرأ سورة «يس» عند باب غرفتى، فشعرت بارتباك شديد دفعنى للبحث أكثر فى الدين، وتفسير القرآن، وحضرت دروسا دينية، فاكتشفت مساحات كثيرة فى الدين لم أكن أعلمها، وشعرت براحة واستقرار نفسى لم أصل إليهما من قبل، فكان طبيعيا وقتها أن أتخذ قرار ارتداء الحجاب، عدت بعده للتمثيل، ولكن كان هناك صراع داخلى بين عالم الروحانيات بأجوائه الإيمانية وبين الاستمرار فى التمثيل، فاخترت الاعتزال.

* إذا وصلت لذلك عن قناعة.. فما الذى تغير حتى تتخذى قرارا مفاجئا بخلع النقاب والعودة للتمثيل؟
ــ لم يكن يخطر ببالى بعد كل هذه السنوات أنه سيأتى اليوم الذى يمكن أن أخلع فيه الحجاب، ولكن الحقيقة أننى بعد أن انتقلت للإقامة فى كندا منذ عامين تقريبا بدأت أعيد حساباتى، كنت قبلها أعيش مع زوجى السابق فى الإسكندرية، انتقلنا بعد ذلك إلى الإمارات، قبل أن نعود للقاهرة، ومنها إلى كندا.

البداية عندما نزلت الشارع، وبدأت أتأمل النساء فى كندا تعشن حياتهن بشكل طبيعى سواء ترتدى حجابا أو لا، شعرت حينها أننى «مزوداها شوية»، وقررت أن أكتفى بالحجاب، وبالفعل خلعت النقاب لفترة أثناء وجودى فى كندا، وبدأت أشعر براحة نفسية، مع البساطة وعدم التعقيد. فعلت ذلك رغم أننى كنت أحب النقاب جدا، ولكن لأننى كنت أراه منذ اليوم الأول «فضلا» وقربا من الله، وليس فرضا، استطعت أن أتخذ القرار بسهوله، لأنى منذ رحلة الحجاب كنت أبحث عن التوازن، واكتشفت بعد تجربتى أن خير الأمور الوسط، لذلك أشعر أن ما فعلته هو الصواب، وقفت فى المنتصف، «لا عايزة اروح يمين ولا شمال، لا عايزة أبوظ حياتى زى الناس الضايعة، ولا عايزة أقفل على نفسى»، هذه هى حلا شيحا حاليا.

هذه التجربة علمتنى أيضا أن الحجاب ليس هو الأساس، ربما هو شيء جميل ومكمل، ومن الممكن أن أعود إليه فى يوم من الأيام، لكنى تأكدت أن البعد عن الحياة من أجل شىء هو مبدأ غلط، فالإنسان يمكن أن يعيش حياته مع الناس الطبيعيين ويكون سعيدا بعمله، وفى نفس الوقت لا يغضب الله.

بالمناسبة بعد أن خلعت النقاب لفترة تصل إلى عام تقريبا فى كندا، ارتديته مرة أخرى خلال الأشهر الأخيرة قبل أن خلعه مرة أخرى بشكل نهائى، هذه الحيرة وقعت فيها بالتوازى مع موسم الحج العام قبل الماضى تقريبا، ولكن عندما ارتديته مرة أخرى لعدة أشهر تأكدت أنه لا يناسبنى، وقررت أن أنزعه بلا رجعة، وأرى أن هذا الارتباك طبيعى لأننى لم أكن أتوقف عن الفكر والبحث خلال هذه الفترة، حتى أكون على قناعة كاملة بالقرار الذى أتخذه، وأصل للصورة التى تناسبنى وتعبر عن شخصيتى.

* هل قرار العودة للتمثيل كان سابقا أم لاحقا لخلع النقاب والحجاب؟
ــ الكثير ومنهم زوجى السابق يعتقدون أننى خلعت الحجاب من أجل العودة للتمثيل، لكن الحقيقة أننى فى السنوات الأخيرة من حياتى، بدأت أشعر أن أيامى أصبحت تشبه بعضها، ولم أعد أحلم بشيء للمستقبل، ولا يوجد فى حياتى ما يحفزنى لتستمر، وهذا ضايقنى كثيرا لأننى لا أحب أن أكون مثل هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بلا أمل أو طموح، بالتوازى مع هذه الحالة، عدت مرة أخرى للتفكير فى التمثيل، والأدوار التى أحلم بتقديمها، فأنا أحب الفن عموما منذ طفولتى.

وبالمناسبة، مجال التمثيل مثل كل المجالات فيه الصح والغلط، والإنسان فى النهاية هو الذى يختار الشكل الذى يناسبه، وهو أيضا من يختار الصورة التى يحب أن يراه الناس عليها، فلن يجبرك أحد على فعل الغلط.

* ولكن مجرد نشرك لصورة تقفين فيها بجانب محمد رمضان فى كواليس مسلسل «زلزال» عرضتك لهجوم شرس؟
ــ كنت أعرف منذ اللحظة الأولى، أن قرارى سيكون له توابع، وكنت مستعدة لهذه المواجهة، ومشكلة مجتمعنا أنه يصدر أحكاما مطلقة على الناس، ولا يريد أن يراك كما أنت على طبيعتك، لكن الناس تحكم وتقرر وتعقد تصورات بناء على هذه الأحكام ثم تبدأ فى الظن، وتحاسبك.
الناس تحاسبنى على تصرفاتى، وجزء كبير من الذين يهاجموننى على مواقع التواصل، هم من متابعينى السابقين، فهم لا يزالون يطاردوننى ويضغطون على نفسيا، لكن هذا لم يعد يفرق معى، ولا أركز مع ما يكتبونه لى فى الرسائل، فأنا أقوم بمسحها على الفور ومن يتجاوز أواجهه بـ«البلوك».

أعرف أن قرار خلع الحجاب تسبب فى صدمة لبعض الفتيات اللاتى كن يتابعننى فى فترة النقاب، ولكنى اكتشفت فى النهاية أن أحدا لا يعيش حياتى بدلا منى، وبالتالى لن أجبر نفسى على الحياة بصورة معينة حتى يرضى الناس عنى، لأننى مهما فعلت لن ترضى عنى كل الناس، فاخترت أن أرضى نفسى وضميرى، وأفعل ما ينقل إلى الإحساس بالراحة.
وبالمناسبة أنا لا أعرف لماذا يهاجموننى على صورتى مع محمد رمضان، رغم أنها بسيطة جدا فى كواليس التصوير ولا يوجد فيها أى شيء خارج عن الطبيعى.

* هل صحيح أنك كنت تعملين بمجال الدعوة؟
ــ لم أعمل فى مجال الدعوة على الاطلاق، ولكنى كنت أذهب لحضور دروس علم شرعى لفترة ثم توقفت من أجل مراعاة أولادى، وحصلت على علوم شرعية عبر الانترنت من جهة سعودية معتمدة لمدة عام، ونجحت بدرجة جيد جدا، وفعلت ذلك فقط لأعرف أكثر عن دينى، وليس لأعمل بمجال الدعوة.
والبعض اعتقد أننى أعمل داعية، لأن بعض الأماكن التى تقدم علوما شرعية كانت تستضيفنى لأحكى تجربتى، ولأن بداخلى جزءا روحانيا كنت عندما أتحدث يحب الناس الاستماع إلى، وكانوا يطلبوننى مرات أخرى لأتحدث معهم، لكننى لم أعمل داعية ولا أجرؤ على ذلك، لأننى لست مؤهلة.

* خلال سنوات اعتزالك.. هل احتفظت بطقوسك الحياتية التى نشأت عليها أم كنت تميلين للتشدد؟
ــ لم أكن متشددة على الاطلاق، وكنت أستمع للأغانى، وكنت أشاهد مع أطفالى أفلام كارتون أو التى لا تحتوى على مشاهد خارجة حتى تناسب مراحلهم العمرية، كما أننى وأطفالى نحب الرقص جدا، فكنا نفعل كل شيء، وكنا نذهب إلى السينما فى بعض الأحيان.

فالروح لا تتغير بسهولة، وأنا بطبيعتى أحب الفن بشكل عام، أحب الرقص، وكنت ألعب باليها فى الاسكندرية أثناء طفولتى، كما أننى منذ صغرى أعشق الرسم، والكثير لا يعلم أننى حصلت على المركز الأول فى الرسم على مستوى المدارس فى الإسكندرية عندما كان عمرى 12 سنة، وخلال الفترة المقبلة سأعود مرة أخرى للرسم، سأشترى المستلزمات، وأخصص مكانا للرسم، فأنا لم أعط لنفسى الفرصة الكاملة لكى أظهر موهبتى فى الرسم، رغم أن خطوطى فى الرسم تشبه لوحات والدى الفنان التشكيلى أحمد شيحا، ربما تأثرًا به.

* كان لافتا للكثيرين أنك حرصت على شراء لوحة من معرض والدك الأخير وتمسكت بأن تدفعى ثمنها؟
ــ هذه اللوحة غالية جدا على والدى، وأنا أعرف ذلك، وقررت أشتريها وتمسكت بدفع ثمنها تقديرا له، رغم أنه كان يرفض بشدة أن أدفع مقابلا ولكنى فعلت ذلك تقديرا له.
وأنا أحب والدى جدا، وتربطنى به علاقة جيدة وتفاهم شديد، فأنا أفهمه جدا وهو يحبنى جدا، لأننى ابنته الكبرى، وهو أكثر من فرح بعودتى لحياتى الطبيعية، لأنه لا يحب القيود، ويريد أن يرانى سعيدة ومنطلقة فى حياتى بقوة.

* هل يمكن أن تحولى تجربتك إلى كتاب؟
ــ حياتى «مليئة بالتفاصيل»، وربما فى يوم من الأيام أفكر فى تحويلها إلى كتاب، يضم كل المراحل والتحولات وأحداثها، فأنا لدى استعداد ولكن ليس الآن، فالتجربة غنية بكثير من المشاعر والأحاسيس المهمة.
ويمكن أن يسهل هذه المهمة، أننى كنت أواصل كتابة يومياتى كما تعودت دائما، فأنا أحب الكتابة بشكل عام، وأسجل أحاسيسى ومشاعرى طول الوقت، فرغم أننى لا أكتب كل شيء يحدث فى حياتى، ولكن هناك مواقف كثيرة سجلتها، كما أحب كتابة القصص القصيرة، وبالتالى فكرة الكتاب ليست مستبعدة.

* ما هى الشروط التى وضعتيها لنفسك قبل العودة للتمثيل؟
ــ بشكل عام أنا لا أحب الأعمال المبتذلة، ولا أحب تقديمها، فأنا بطبيعتى أحب الشياكة فى كل شيء، وهذا تفكير عام وليس مجرد شروط.
وقناعتى أن الفن فيه جزء للتسلية، والجزء الثانى لابد أن يحمل رسالة، فنحن لسنا ملائكة، ولكن الفكرة أننى أحب الموضوعات الاجتماعية التى تهم الناس وتنقل مشاكلها، وهذه الموضوعات بالنسبة لى تخرج من الممثل طاقات ومشاعر وأحاسيس كثيرة، وتحمل الكثير من العمق، فأنا لا أحب الأدوار السطحية، ورغم أننى قدمت أدوارا خفيفة «لايت» أكثر من مرة، لكن ربما فيلم «السلم والثعبان» هو النموذج الأقرب لما أقوله، فأنا أريد تقديم أفلام تمس الناس، وليس بالضرورة أن يصنع كل فيلم ليغير المجتمع.

* ألم تكن مجازفة أن يكون أول أعمالك بعد العودة هو الأول لك أيضا باللهجة الصعيدية؟
ــ «صافية» فى مسلسل «زلزال» فتاة جدعة دمها خفيف ولا تقبل الغلط، وهى صعيدية من العياط، تتحدث بلهجة صعيدية خفيفة، وكان من أسباب اعتذارى وتخوفى من الشخصية فى البداية أنها تتحدث باللهجة الصعيدية، كما أننى كنت أفكر فى أن أظهر فى أول أعمالى بهيئتى الحالية، لأن الناس تريد أن ترانى بصورتى الحالية، ولكن القدر جاء بـ«صافية» فى طريقى، وأعتقد أن الجمهور سيعجب بها جدا، فهى شخصية واضحة وسيعرفها كل من يشاهدها من اللحظة الأولى، وما أعجبنى، أنها «صافية» بالفعل من الداخل، فهى ترى وتحلم بأشياء منها رؤية حبيبها قبل أن تراه، يضاف إلى ذلك أنها تلقائية فى مشاعرها وإحساسها، فالسيناريو الذى كتبه عبدالرحيم كمال جميل للغاية، وأنا أحبه وأحب أعماله، وهو يصنع حالة جميلة فى المسلسل.

ورغم أنها المرة الأولى التى أقدم فيها شخصية صعيدية، إلا أننى لم أستغرق وقتا طويلا فى الوصول للهجة الصعيدية، فبعد جلستين مع مصحح اللهجة عبدالنبى الهوارى، بدأ يتركنى ثقة فى أننى وصلت لدرجة الإحساس بالشخصية.

* لماذا اخترت العودة فى مسلسل ليس بطولتك المطلقة؟
ــ منذ قررت العودة للتمثيل والجمهور عندما يقابلنى فى أى مكان أذهب إليه يطالبنى بتقديم البطولة المطلقة، ويسعدنى جدا أن الجمهور يرانى أستحق هذه المكانة، وأنا شخصيا أفكر فى هذه الخطوة، وبنسبة كبيرة سأقدم رمضان القادم مسلسل بطولتى، لكن فى كل الأحوال لا يوجد فنان ينجح بمفرده، والحقيقة أننى لم يكن يفرق معى أن يكون أول عمل بعد العودة للتمثيل بطولتى المطلقة، وكنت مهتمة فقط أن أقدم دورا جيدا يعجب الناس، وخلال الأشهر القليلة التى سبقت موافقتى على «زلزال»، عرضت على الكثير من الأعمال، ولكنى رفضتها لأنى أردت أن أعود للجمهور بصورة أكون راضية عنها، فرغم اشتياقى للوقوف أمام الكاميرا، إلا أننى كنت أرغب فى دخول البيوت بعمل جيد يحترمه المشاهد.

وبالمناسبة عملى مع محمد رمضان جاء عن طريق المصادفة البحتة، فكانت البداية أن شركة سينرجى عرضت على المشاركة فى مسلسل آخر، ولكنى رفضته لأنه لا يناسبنى، ثم تحدثنا مرة أخرى بشأن مسلسل «زلزال» الذى كان لا يزال بدون بطلة، ولأسباب تتعلق بعدم وضوح الشخصية التى أقدمها وعدم اكتمال السيناريو اعتذرت فى البداية، وكان كاتب المسلسل عبدالرحيم كمال هو السبب الرئيسى فى تراجعى عن هذا القرار، والموافقة على المشاركة فى المسلسل، بعد أن أكد لي؛ أنه منذ ان رآنى اختار اسم «صافية» للشخصية، وأقنعنى أن هذه الشخصية تشبهنى بدرجة كبيرة.
وأعتبر العودة مع محمد رمضان شيئا إيجابيا وليس سلبيا، فهو فنان موهوب ومحبوب وله جمهور كبير، وأرى أن الفيصل فى النهاية هو الشخصية التى يقدمها كل ممثل، والحقيقة أن عبدالرحيم كمال يهتم بالشخصيات التى يكتبها، فـ«صافية» لها شخصية وروح داخل المسلسل، وليست مجرد «سنيدة».

* إلى أى مدى تقلقك حالة الترقب لأول ظهور لك بعد العودة للتمثيل؟
ــ أعرف أنه سيكون هناك تقييم خاص لشخصية «صافية» بعيدا عن مدى نجاح المسلسل، لأن الناس تنتظر ماذا سأقدم بعد غياب 13 سنة تقريبا، وهذا جعلنى أشعر بالرعب فى أول يوم تصوير، لأنى كنت أرى كل ذلك أمام عينى قبل أول مشهد، لكن الحمد لله، لم أتعثر فى «الطلعة الأولى»، وبعد المشهد الأول شعرت وكأننى لم أنقطع عن التمثيل، لقناعتى أن التمثيل هو «اللا تمثيل»، وبالتالى عندما تحس بالدور وتقدمه من قلبك يصل للناس، فأنا لا أركز مع الأداء، ولكنى أفكر فى الكلام والمشاعر لأشعر بها، وأخرجها بطريقة طبيعية.

وأنا أعرف أننى ما زلت أحتفظ بمكانتى عند الجمهور رغم الغياب الطويل، ولم أخسر مكانى بالانقطاع الطويل، وكثير من الجمهور وصناع الفن قالوا لى بعد العودة: اننى بغيابى تركت فراغا ومكانى ظل محجوزا لى لم يملؤه غيرى، وبالتالى كانت عودتى سهلة، والوسط الفنى استقبلنى جيدا وفرح بعودتى.

* عندما سئلت عن الشخصية التى تتمنين تجسيدها اخترت ملكتين فرعونيتين هما «نفرتيتى» و«حتشبسوت».. لماذا؟
ــ لأن هذه الشخصيات القوية لم تأخذ حقها، ولم تقدم بما يليق على الشاشة فى أعمال فنية. أعرف أن مثل هذه الشخصيات تحتاج إلى إنتاج ضخم لتقدم فى عمل فنى، ولكنى بشكل شخصى أتمنى أن أقدم هذا النوع من الأدوار، وأتمنى بشكل عام أن يكون هناك اهتمام بتاريخنا وحضارتنا فى أعمالنا السينمائية، فنحن لا يوجد لدينا أفلام تاريخية تتحدث عن حضارتنا بطريقة جيدة تجعل الشباب والأجيال الجديدة يتعلقوا بالبلد، وحضارتها، عكس ما يحدث فى الخارج، فهم هناك يجتهدون حتى يصنعوا أفلاما مثل Troy، Gladiator، فعندما تشاهدها تحبها وتحب بلادهم رغم أنها ربما تضم أحداثا غير حقيقة، أما نحن فتاريخنا مليء بالأبطال والأحداث التى يمكن تقديمها فى أفلام سينمائية.

وبشكل شخصى أتحمس لتقديم السيدات المؤثرات فى التاريخ، وخاصة الفراعنة، لأنى نشأت فى بيت يحب ويرتبط بمصر القديمة، فوالدى يعتبر أن هذه الفترة هى مصر، ويربط دائما كل شيء بهذه المرحلة فى لوحاته الفنية، ولأننا نشأنا فى هذا البيت، أصبحنا نعشق هذه المرحلة، وأرى أنه واجب علينا أن نركز على هذه المرحلة لأنها الأصل، كما أتمنى أن يكون هناك اعتماد أكبر على المرأة فى السينما خلال المرحلة المقبلة لأنها قادرة.

* هل تشعرين أن المرأة لا تأخذ حقها فى السينما؟
ــ السينما المصرية ذكورية، والحقيقة أننى «استهيف» الكلام الذى يتردد بأن «الممثلة متعرفش تشيل فيلم»، هذا الكلام لا يليق، وليس موجودا فى العالم، فهناك شيء يسمى إنتاج وإخراج وسيناريو، فى أمريكا يصنعون الأبطال، ولا يوجد شيء فى الفن يسمى «بطلة متشيلش»، هناك شيء يسمى صناعة نجم وممثل.

وأعتقد أن أكبر دليل على عدم صحة هذه المقولة، أن أفلام الأبيض والأسود كان كثير منها بطولة نجمات مثل فاتن حمامة وسعاد حسنى ونادية لطفى، وشادية وهند رستم، وممثلات جيلنا تملكن نفس المقومات، ولكن الفكر الإنتاجى هو الذى تغير، فأصبح المنتج يبحث عن البطل ثم يبحث عن بطلة أمامه، فالمرأة مظلومة جدا فى السينما، ولا يتم التعبير عنها بشكل جيد، وتستحق أن تأخذ فرصة أكبر، ولا يصح أن تكون دائما ظلا للبطل، يجب أن يعود دورها، لأن هناك الكثير من الموضوعات التى يمكن تقديمها بطولة نسائية، لهذا السبب سأسعى خلال الفترة المقبلة لتغيير هذه الثقافة الذكورية، واستعادة الثقة فى الممثلات المصريات، لأن المرأة قادرة وتستطيع أن تنجح فى البطولة السينمائية إذا توفر الموضوع المناسب والإنتاج المناسب.

* ماذا عن الفيلم التسجيلى الذى انتهيت من تصويره فى دولة الإمارات؟
ــ أقدم فى هذا الفيلم دور مذيعة تقدم تقريرا عن شخصية الشاعر الراحل «طرفة بن العبد» الذى تدور حوله أحداث الفيلم، وهو شاعر جاهلى قتل فى سن صغيرة، وكانت كل كتاباته عن الأخلاق والعادات والتقاليد، ولأنه كان مرفوضا تم قتله، وما أعجبنى فى هذا الفيلم أنهم يسترجعون هذا الشخص من خلال ظهوره للمذيعة التى أجسد شخصيتها، حيث تقدم تقريرا عنه، يظهر لها من كثرة التفكير فيه، فتتحدث معه، والفيلم يلعب دورا فى تصحيح الصورة المغلوطة المأخوذة عنه، ورسالته أن هناك كثيرا من الأشخاص يظلمون حتى بعد وفاتهم يكتب عنهم تاريخ خاطئ، ولكن بعد فترات طويلة يتم إنصافهم.

الفيلم تخرجه إليازية بنت نهيان، وهى تجربة مختلفة أحببت المشاركة فيها، لأنى عائدة ولدى شغف كبير فى تجريب كل شيء، وأريد أن أقدم ما لم أقدمه من قبل، فأنا عائدة للفن بحماس شديد لأقدم تجارب جديدة بالنسبة لى، فأنا لا يشغلنى أن أكون الممثلة المشهورة بقدر ما يشغلنى أن أقدم أعمالا وأدوارا أحبها، كما لا أريد أن أحصر نفسى فى شخصية الحبيبة، ولكنى أريد تقديم كل شيء بما فى ذلك شخصية «الأم»، وغيرها من الأدوار.

* أنت أيضا تنافسين فى رمضان عبر أثير الإذعة بمسلسل «نوسة» وهى الشخصية التى قدمتيها فى فيلم «اللمبى»؟
ــ وافقت لسببين، أن هذه المرة الأولى التى أقدم فيها عملا إذاعيا، ثانيا، أننى أعجبت بفكرة تقديم «نوسة» فى مسلسل إذاعى، وهى بالفعل شخصية «نوسة» التى قدمتها فى فيلم «اللمبى»، ولكن بعد أن تتطور الأحداث، فتكبر وتساعد الناس من حولها، ومقدمة بطريقة كوميدية لايت، ويشاركنى البطولة أحمد شيبة، والمسلسل سيكون مدته 5 دقائق قبل الإفطار.

* لماذا كان أول لقاء لك بعد العودة مع الزعيم عادل إمام؟
ــ حرصت على الذهاب إليه بعد عودتى من كندا مباشرة، لأننى أحبه على المستوى الشخصى، وكان «واحشنى جدا» وأنا أعرفه منذ طفولتى، وهذه كانت مسألة شخصية ليست مرتبطة بالعمل.

مسلسل زلزال الترقب حلا شيحة

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8414 30.9386
يورو 33.1144 33.2311
جنيه إسترلينى 38.6967 38.8310
فرنك سويسرى 34.9241 35.0499
100 ين يابانى 20.5514 20.6202
ريال سعودى 8.2235 8.2498
دينار كويتى 100.0858 100.4336
درهم اماراتى 8.3968 8.4239
اليوان الصينى 4.2869 4.3013

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 4,114 شراء 4,149
عيار 22 بيع 3,771 شراء 3,803
عيار 21 بيع 3,600 شراء 3,630
عيار 18 بيع 3,086 شراء 3,111
الاونصة بيع 127,954 شراء 129,021
الجنيه الذهب بيع 28,800 شراء 29,040
الكيلو بيع 4,114,286 شراء 4,148,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الإثنين 04:55 صـ
23 جمادى أول 1446 هـ25 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:58
الشروق 06:29
الظهر 11:42
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17

استطلاع الرأي