صناع الفن والنقاد يوجهون رسائل لعادل إمام
ميدانيلبلبة: لن أنسى مساندتك لى فى محنتى مع أمى.. وإخلاصك فى عملك سر استمرارك
وحيد حامد: لولاك لما حققت أفلامى هذا النجاح الكبير.. وكلما شاهدت كوميديا هذا الزمن الردىء أبحث عن أعمالك
كمال رمزى: أنت صاحب وجه مصرى أصيل.. ومن انتقدك كان يسعى للشهرة
خيرية البشلاوى: حصلت على جائزة فى النقد عن فيلم «اللعب مع الكبار».. وأتمنى لك دوام الصحة
شهادات متعددة ما بين فنية وإنسانية ونقدية، يدلى بها بعض رفقاء المشوار من فنانين ونقاد حول مشوار النجم عادل إمام، والذين وقفوا عند محطات بعينها كان لها أثرها الكبير.
وكانت البداية مع الكاتب الكبير وحيد حامد الذى قدم معه مجموعة من أهم أفلامه والذى قال مؤكدا:
لولا وجود الفنان عادل إمام فى أفلامى، لما حققت هذا النجاح الكبير، وعادل ليس ممثلا نمطيا، فهو فنان مثقف وعالى الموهبة ومتصل بالناس، وهو واحد منهم، ويعتبر نموذجا يحتذى به، فلقد عملنا سويا فى مرحلة الشباب، وكان يمثل غالبية المصريين، واستطاع أن يجسد شخصياتى بإتقان وبراعة لا مثيل لها، وغير صحيح أننا توقفنا عن العمل سويا، أو حدث بيننا أى صدام كما ادعى البعض، لسبب بسيط، فعادل إمام نجم كبير فى مجاله، وأنا نجم فى مجالى، ولا يوجد أى مانع ان يعمل النجوم مع بعضهم بعضا، ولا يحدث أى صدام، والاختلافات فى الأفكار والرؤى أمر وارد، وطبيعة أى عمل ان يجلس صناعه على مائدة حوار لمناقشته وطرح وجهات النظر رغبة فى تحقيق العمل نجاحا كبيرا، واذا لم يحدث تفاهم، وكان هناك خلاف جذري، فعادل إمام قادر على الانسحاب، وانا أيضا، لكن أؤكد ان هذا لم يحدث، فلم نختلف على الإطلاق، وفى السياق ذاته، كان من الطبيعى ان يعمل كل منا مع آخرين، فالفن لا يقبل الاحتكار،وهو قدم اعمالا ناجحة مع غيرى وانا ايضا، وأود أن اقول لمن هاجم عادل واعتبر أن بعض أعماله قدمت قيما مرفوضة من المجتمع مثل مسرحية «مدرسة المشاغبين»، شاهدوا الإسفاف الذى يحدث على الشاشة حاليا، وقارنوا السخافات المفروضة علينا بما قدمه عادل إمام وسوف تدركون قيمة هذا الرجل، فمن يريد معرفة قيمة عادل إمام عليهم أن يشاهدوا كوميديا هذا الزمن الردىء الذى نعيشه.
وقالت الفنانة لبلبة رفيقة دربه التى قدمت معه العديد من الأفلام والمسلسلات:
خلق الله سبحانه وتعالى عادل إمام متفردا فى كل شيء، ممثلا وإنسانا، فهو رجل شديد التميز، وهو معجزة لا تتكرر، فهو يتمتع بإخلاص شديد لفنه وتفرغ له، فلم نسمع عنه يوما انه امتهن أى مهنة اخرى بجوار الفن، ولأننى على يقين أن كل الناس سوف يتحدثون عن قيمته كفنان وكيف أنه لا يوجد جدار بينه وبين الناس، هو جزء منهم وهو جزء منه، لكنى أود أن أتحدث عن عادل الإنسان، خاصة أن هناك من حاول أن ينال منه ومن علاقته بزملائه، وأود أن أكشف عن سر لاول مرة، فالوحيد الذى ساندنى فى محنتى مع مرض امى كان عادل إمام، فأمى كانت طريحة الفراش وترقد قبل وفاتها فى غرفة العناية المركزة، التى تستنزف أموالا كثيرة، والوحيد الذى كان يسأل على يوميا، ويعرض دفع مستحقات المستشفى كان عادل إمام، وإخوتى لم يفعلوا مثله، والامثلة على هذا كثيرة، فعادل يحب كل الناس الصغار منهم والكبار، ولمست هذا فى كواليس عملنا، وهو يجمع كل الناس لنأكل سويا، ويعشق الكشرى، ولا نراه مبالغا فى أى تصرفات رغم كل نجوميته، ولا استغرب اختياره سفيرا للنوايا الحسنة، فهو رجل قادر على الشعور بالآخرين، وهو بحق «صاحب السعادة» أكثر الاعمال المقربة لقلبه نظرا لجرعة الحب الكبيرة فى هذا المسلسل.
وتابعت: عادل امام هو صورة مشرفة لمصر، وكل دولة كنت ازورها كان الناس يسألنى عنه، وهناك من اعتبرنى زوجته الحقيقية نظرا للكيميا الرائعة التى جمعت بينى وبينه فى كل عمل لنا، وتفاعل الناس معنا، ولم تكن الغيرة إحدى صفاته، بدليل أن كل من تعاون معه أصبح نجما، وكان يتيح الفرصة لكل الناس، وكثير ما كان يسمع عن فنان لا يجد عملا، ويطلبه بالاسم ليشاركه مسلسلاته أو أفلامه، وأود أن أقول لعادل إننى ألتقى كل يوم بأناس يسألوننى عنه ويشعرون بألم لخروج مسلسله الأخير من الموسم الدرامى، ولكنه لم يغب عن قلوبها لحظة.
وحدد الناقد كمال رمزى مجموعة من الأسباب ساهمت فى نجومية وشهرة عادل إمام فقال:
هناك عدد من الأولويات تجمعت فى عادل إمام بشكل كبير، فهو يتمتع بوجه شعبى مصرى عربى خالص، كما أنه صاحب موهبة كبيرة فى التمثيل، ويجيد اختيار كتاب السيناريو المتميزين، كما أنه غير منفصل عن الشارع المصرى، فنجح فى التعبير عن هموم ومشاكل الناس على مدار أجيال متعددة منذ ستينيات القرن الماضى، حتى وقتنا الحالى، وعبر عن قطاع كبير من المصريين سواء الطبقات الدنيا أو العليا، كما أنه استقطب عددا لا يستهان به من النجوم المصريين، كبر معهم، وكبروا معه، وأعتقد أن أى منتج يتعاون مع عادل إمام هو ضامن للربح الكبير، ولا يجد فى التعاون معه أى مغامرة، فهو رجل مضمون النجاح، ومن المغامرة ألا يعمل المنتج معه، ولذا نجد أن هذا النجاح يغرى بعض النقاد الساعين للشهرة لتوجيه سهام النقد له بحق وبدون حق رغبة فى تحقيق نجومية وهمية، لكن كبار النقاد أمثال سمير فريد وعلى أبو شادى ورؤوف توفيق وطابور طويل كانوا يكنون له كل احترام وتقدير.
وترى الناقدة خيرية البشلاوى أن عادل إمام يشكل ظاهرة بمعنى الكلمة وقالت:
عادل إمام يجلس على القمة سواء من حيث النجومية أو الإيرادات طوال سنوات طويلة بلا منافسة، فلم نشاهد فنانا نجح فى الاستمرار بهذا الشكل، وهذا أمر لافت للنظر، ويؤكد مدى إعجاب الناس به، وحبهم له، ومن الناحية النقدية لا يمكن لأحد أن ينكر مجموعة أفلامه القوية التى أبدع فيها تمثيلا وأداء وفكرا، ورغم تصور عادل إمام اننى أهاجمه أو أنتقده طوال الوقت، فأود أن أشير إلى أننى حصلت على جائزة فى النقد بسبب كتابتى مقالة عن فيلمه «اللعب مع الكبار» الذى أثار إعجابى، وهو من أفلامى المفضلة، إلى جانب كل أفلامه مع وحيد حامد وبعض مسلسلاته، لكن هناك من سعى لتوصيل هذا الأمر له، وأتصور أن عادل لو كان يقرأ مقالاتى لما ترسخ عنده هذا التصور، فأنا أرى أنه نجح فى رسم البسمة على وجوه الناس على مدار تاريخه، وقدم جرعات قوية فى الضحك وهو مطلب جماهيرى أيضا. وأتمنى له الصحة وطول العمر.