بغالون واحد من دمه يمكن شراء 1000 برميل نفط
ميدانيمن يكتب "سلطعون حدوة الحصان" بخانة للبحث في أحد مواقع التصفح بالإنترنت، ومنها Google الشهير، سيجد سلسلة أخبار تم نشرها في السنوات الأخيرة عن الدم الغريب السالك في قنوات هذا الحيوان، لا لأنه الوحيد على الأرض بلون أزرق فقط، بل لأنه معاد كبير للبكتيريا على أنواعها. أما الجديد الذي يدفع "العربية.نت" لتكتب عنه الآن، فانتشار خبر بشأنه في وسائل إعلام عالمية، ملخصه أنه مهدد بالانقراض، وأن هناك من يسرع إلى دفع 60 ألف دولار ليشتري غالوناً واحداً من دمه، أي 4.5 ليترات، ثمنها كسعر 1000 برميل من النفط.
ثبت من أحفوريات عثروا عليها في مواقع عدة بالعالم، أن السلطعون الموجود منه 6793 نوعاً، والمعروف أيضاً باسم السرطان، أو "القبقب" في دول الخليج، كما "كابوريا" في مصر، أو "قبروص" في دول المغرب العربي، موجود على الأرض منذ 450 مليون عام على الأقل، واكتشفوا منذ ستينات القرن الماضي أن دم النوع المعروف منه باسم "حدوة الحصان" لشبهه بها، يمكنه رصد كميات صغيرة جداً من البكتيريا الضارة، لذلك يطلقون عليه لقب "ملك السراطين" أيضاً، ويستخدمون دمه لصنع الأدوية وتوابعها، خصوصاً الحقن واللقاحات، وهو ما نراه ونسمعه في الفيديو أدناه.
وأغرب ما في "سلطعون حدوة الحصان" بعد دمه الذي يتلون بالأزرق من وجود مادة النحاس فيه، هي أنثاه الأكبر من الذكر عادة، إلى درجة أن حجمها قد يزيد عن 60 سنتيمتراً، لأن بإمكانها بعد التزاوج "وضع 60.000 إلى 120 ألف بيضة في المرة الواحدة، وتفقس أجنّتها البيض وتخرج إلى النور بعد أسبوعين تقريباً" على حد ما قرأت "العربية.نت" بسيرة الحيوان "الذي انقرض 80% منه في السنوات الأربعين الماضية" وفق ما ورد، الاثنين، بموقع Bloomberg الإخباري الأميركي، وفيه أنه ليس مهدداً فقط من الإنسان الذي يأكله أو يستخدمه كطعم لاصطياد الثعابين، أو يصطاده لبيعه للمختبرات، بل من طيور يسيل لعابها لما في بيض أنثاه من أجنّة، هي لها طبق من أطيب ما تعثر عليه.
وما اكتشفه العلماء في "حدوة الحصان" بستينات القرن الماضي، أنه لا يتأثر بالجروح، ولا تتبرعم فيه التهابات من أي نوع عند إصابته بخدش أو جرح، لأن أنسجته تفرز مادة رغوية تحاصر البكتيريا وتحيط بها وتمنع اقترابها من الجروح أو حتى الدخول إلى الجسم. كما اكتشفوا أن التعرض مدة 45 دقيقة لدم السلطعون الأزرق كافية للكشف عما بداخل الإنسان من سموم، وأن دمه عازل كبير للتهديد، حتى لو كان من بكتيريا حجمها كحبة رمل في بركة سباحة، لذلك أطلقوا عليه اسم "الذهب الأزرق" لأنه نادر، بالكاد يستخرجون 60 ألف غالون منه سنوياً، أي 270 ألف ليتر، هي ثروة علمية واقتصادية قيمتها 3 مليارات و600 مليون دولار.
وأكبر المستخرجين هم الأميركيون، ففي السواحل الشرقية للولايات المتحدة يقبضون على 500 ألف "سلطعون حدوة الحصان" كمعدل كل عام، وفقاً لتقرير قرأت ملخصه في موقع The Atlantic الأميركي، المشير إلى أن المستخرجين يسحبون 30% من دم كل سلطعون، ثم يعيدونه إلى المحيط ليسترجع فيه ما خسره من دم، والشيء نفسه تفعله المكسيك والصين أيضاً، ولكن لكل صيد ثمنه، لأن 15% من المقبوض عليها تموت عند استخراج نسبة الثلث من دمها والباقي يعيش، ولهذا السبب بالذات ينقرض المتبرع الأكبر بأغلى دم، ويرتفع الطلب دائماً على دمه الذي تشتريه المختبرات بسعر يزيد 4 مرات عما تدفعه ثمناً لما يجري في عروق أكبر "دراكولا" مصاص دم بالتاريخ، وهو الإنسان.