خل التفاح: حقائق وأوهام للطعم اللاذع
ميدانيلسنوات طويلة ظل الخل يدخل فى استعمالات منزلية عديدة تبدأ بتحضير المخللات وتنظيف الأوانى وإزالة الروائح العالقة بطاولة الطبخ ومقاومة الجراثيم والديدان الصغيرة العالقة بالخضراوات أثناء غلسها ثم الاستعمال الأشهر كمزيج من الزيت والليمون والخل والمستردة لإضفاء مذاق خاص على العديد من أنواع السلطات خاصة أوراق الخس بأنواعه المختلفة.
فى السنوات القليلة الأخيرة زاد الاهتمام فى وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة بتفاصيل ما يأكل الإنسان الأمر الذى سمح بإلقاء الضوء على الكثير من العناصر الغذائية وما قد تحويه من فوائد مستترة لصحة الإنسان. كان من تلك العناصر التى نالت شهرة خل التفاح. فهل حقا لخل التفاح ذلك الأثر الإيجابى على الكولستيرول ونسبة الجلوكوز فى الدم وحرق الدهون المسببة للسمنة؟
يحضر خل التفاح من أنواع التفاح الأصفر. يبدأ تحضير الخل بهرس التفاح وإضافة أنواع معروفة من الباكتيريا والخميرة إليه لتبدأ عملية التخمر والتى فيها يتحول سكر الفاكهة إلى كحول ومع استمرار عملية التخمر يتحول إلى خل لتبدأ خطوات تقطيره لتحصل عليه فى تلك الزجاجات الأنيقة التى تشير إلى الأسماء المختلفة التجارية التى يباع وفقا لها وإن ظل فى النهاية يحمل المعنى الفرنسى الذى يشير إلى نكهة النبيذ الحامض (Sour wine).
العنصر الأساسى فى خل التفاح أو أى خل آخر هو حامض الأستيك acetic acid إلى جانب عناصر أخرى مختلفة فى مقادير ضئيلة: فيتامينات، أملاح لمعادن، أحماض أمينية أحماض أخرى وفقا لكونه خل تفاح أو أى فاكهة أخرى.
< بدأ الاهتمام بخل التفاح مع بدايات الخمسينيات وظهور ملامح لفكر جديد عن الطب البديل. تعددت فوائد خل التفاح منها أنه يعالج إصابة الشعر، ولسعة قنديل البحر إلى أنه يساهم فى تخفيض نسبة الكولستيرول بصورة مدهشة معها يتلاشى خطر الإصابة بالذبحة الصدرية وأنه يخفض من نسبة جلوكوز الدم ويساهم فى حرق الدهون ونقصان الوزن بصورة تنافس الحميات الغذائية القاسية. تكرار الحديث عن خل التفاح وفوائده زاد بالطبع من إقبال وتهافت الكثيرين الأمر الذى زاد من مبيعاته حتى إن إنتاجه لم يتوقف على صورته السائلة المتعارف عليها بل أصبح يباع فى صورة أقراص تباع كمكمل غذائى.
الواقع أنه لا سند علميا لما يعلن عن خل التفاح من فوائد إلا فى حدود ما أعلن عنه بالفعل فى دوريات علمية وغذائية كالتالى:
< خل التفاح لمرضى السكر:
قد تكون أهم الفوائد المثبتة علميا تلك التى تشير إلى علاقة بينه وبين قدرته على خفض نسبة الجلوكوز فى الدم الأمر الذى يساهم فى علاج مرض السكر من النوع الثانى. ويؤدى إلى تفادى العديد من تداعياته الخطيرة.. لخل التفاح أثر على زيادة إفراز معدن الكروم الذى بدوره يحفز البنكرياس على إفراز الإنسولين لذا كانت له تلك القدرة على تخفيض نسبة الجلوكوز الأمر الذى يجعل مريض السكر الذى يتناول الإنسولين حذرا فى تناوله وعليه أن يسأل طبيبه أو لا ليحدد له جرعة أقل نسبيا.
< خل التفاح والكولسيترول والسرطان والسمنة
هناك بالفعل دراسات معلنة تشير إلى أثر إيجابى لتخفيض نسبة الكولستيرول ومقاومة أنواع من السرطانات لكنها فى الواقع تجارب إما أنها صغيرة لا تحقق مصداقية للغرض منها وإما أنها أجريت على فئران تجارب.
عرف الخل منذ القدم أيا كان نوعه خاصة الخل الأبيض بأنه إذا تناول الإنسان قدرا يسيرا منه مع الخبز فإنه ينجم عن ذلك إحساس بالشبع والامتلاء أما حرق الدهون فتلك معلومة لم تثبت علميا حتى الآن.
< خل التفاح كمكمل غذائى
إذا كنت مازلت تأمل فى خل التفاح كمكمل غذائى وتود تجربة أثره فلك أن تنتبه للنقاط التالية:
ــ يجب إضافة خل التفاح إلى الماء أو قدر من العصير قبل تناوله إذ لا يستحب تناوله مباشرة فهو شديد الحموضة يمكنه إلحاق الضرر بمينا الأسنان وأنسجة الفم الرخوة.
ــ جرعات كبيرة مستمرة من خل التفاح قد تتسبب فى انخفاض مستوى البوتاسيوم فى الدم الذى يعرض إىقاع القلب للاختلال. أيضا قد تتسبب فى تسريب الكالسيوم من العظام وإصابتها بالهشاشة.
ــ تناول خل التفاح فى صورته السائلة المعروفة مخففة هى أفضل وسيلة لتناوله ومن الحكمة تفادى تناوله كمكمل غذائى فى صورة أقراص إذ إنه لم يخضع بعد لمقاييس هيئة الطعام والدواء الأمريكية FDA.
ــ الجرعة اليومية المعروفة لخل التفاح يجب ألا تزيد على ملعقتين صغيرتين مخففتين بالماء أو العصير أو فى السلاطة يمكن بالطبع استخدام قدر أكبر نسبيا.