الأمم المتحدة تدعو للتصدي لمواجهة التغير المناخي لإنقاذ الدول النامية
ميدانيأكدت الأمم المتحدة أن كوارث الأزمات المناخية تحدث بمعدل واحدة كل أسبوع، وهناك حاجة ماسة إلى العمل لإعداد البلدان النامية لمواجهة تلك التأثيرات العميقة التي ستحدث قريبا جدا، وفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية.
وتقول مامي ميزوتوري، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالحد من مخاطر الكوارث، إن الأحداث التي تسبب الموت والنزوح والمعاناة تحدث بشكل أسرع بكثير مما كان متوقعًا، معبرة "هذا لا يتعلق حدوثه بالمستقبل بل هو يحدث اليوم".
وأضافت "هذا يعني أن التكيف مع أزمة المناخ لم يعد من الممكن اعتباره مشكلة طويلة الأجل، ولكنه يحتاج الآن إلى الاستثمار والتحرك، حيث يحتاج الناس إلى التحدث أكثر عن التكيف والمرونة مع التغيرات المناخية".
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة الكوارث المرتبطة بالمناخ تصل إلى 520 مليار دولار في السنة، في حين أن التكلفة الإضافية لبناء البنية التحتية المقاومة لآثار التدفئة العالمية تبلغ حوالي 3 % فقط من تلك التكلفة المدفوعة علي مدار الـ20 عام المقبلة، أي ما يساوي 2.7 تريليون دولار، وفق الصحيفة.
وحتى الآن، كان معظم تركيز العمل الدولى على أزمة المناخ على التخفيف من آثار التغيرات، اي خفض انبعاثات غازات الدفيئة، وبالتالي أصبح الناشطين والعلماء قلقين من أن الناس سوف يكتسبون رضاءً زائفًا أننا لا نحتاج إلى خفض الانبعاثات لأننا قادرون على التكيف مع الآثار بدلا من ذلك.
وقالت ميزوتوري إن الوقت لمثل هذه الحجج قد نفذ، "نتحدث عن حالة طوارئ للمناخ وأزمة مناخية، وإذا لم نتمكن من مواجهة هذه المسألة فلن نتمكن من النجاة نحن بحاجة إلى النظر في مخاطر التغيرات".
فمثلا يمكن الوقاية من العديد من الكوارث الأقل تأثيرًا إذا كان لدى الناس تحذيرات مبكرة من الطقس القاسي، أو بنية تحتية أفضل مثل دفاعات الفيضان أو الوصول إلى المياه في حالة الجفاف، وأيضا يجب على الحكومات نشر مزيدا من الوعي بالمناطق الأكثر ضعفًا، وهذه مشكلة لا تقتصر على العالم النامي فثط، فكما أظهرت حرائق الغابات الأخيرة في الموجة الحارة الأخيرة في الولايات المتحدة وأوروبا، فبعض الدول الغنية تواجه أيضًا تحديا يتمثل في تكييف بنيتها التحتية مع طرق حماية الناس من الكوارث.
وأوضحت ميزوتوري أن "الحلول القائمة على الطبيعة"، تتمثل في المستنقعات والغابات والأراضي الرطبة التي يمكن أن تشكل حواجز طبيعية أمام الفيضانات، أما المشكلة الرئيسية الأخرى هى كيفية حماية الأشخاص في المستوطنات العشوائية، أو الأحياء الفقيرة التي هى أكثر عرضة للخطر من المدن المخطط لها، حيث يقبع الأشخاص الأكثر ضعفا والفقراء من النساء والأطفال والمسنين والمعوقين والمشردين.