رئيس «هيئة السكة الحديد»: القطارات أرخص وسيلة مواصلات فى مصر.. ولست مسئولًا عن تحريك الأسعار
ميدانيالإقبال على القطارات لم يتأثر بحادث جرار محطة مصر.. والهيئة تعمل بقطارات عمرها 40 سنة.. ونسعى لتقديم «خدمة أوروبية»
25% زيادة فى حجم إيرادات الهيئة بعد تطبيق غرامة الركوب بدون تذكرة.. ولا تأخير فى المواعيد نهاية 2020
سنستغنى عن قطارات الضواحى وندخل خدمة مكيفة درجة ثالثة.. ونسبة تعاطى المخدرات بالهيئة أصبحت لا تتجاوز 1%
هناك متربصون بالسكة الحديد ومجندون على «فيسبوك» 24 ساعة
● لنبدأ من آخر المستجدات.. كيف تقيم مبادرة وزير النقل بمنع ركوب القطار بدون تذكرة؟
ــ المبادرة جيدة جدا، وحققت نسبة كبيرة من الانضباط داخل القطارات بعدما تم تغليظ غرامة ركوب القطارات بدون تذكرة، والهيئة وفرت جميع التسهيلات ليحصل الراكب على تذكرته قبل الركوب تجنبا للغرامة؛ منها زيادة عدد شبابيك التذاكر بالمحطات ذات الكثافة العالية، وانتشار الكمسارية على مداخل المحطات.
ومنذ إطلاق المبادرة ونحن نراهن على ثقافة ووعى الشعب المصرى الذى يعلم حجم المشروعات التى تنفذها الهيئة بمليارات الجنيهات، والتزامه بتسديد حق الدولة، وبالفعل حرص المواطنون على الذهاب لشبابيك صرف التذاكر مباشرة، وقضى تماما على ظاهرة التهرب التى بلغت 40% فى القطارات المميزة والمطورة، وهو ما حقق زيادة فى إيرادات الهيئة بنسبة 25%.
● الكثير من المواطنين يشكون من التأخيرات اليومية شبه الدائمة فى مواعيد القطارات.. ما السبب؟
ــ تعلن هيئة السكة الحديد يوميا عن مجموعة من التأخيرات والتهديات فى بعض خطوط هيئة السكة الحديد، نتيجة أعمال الصيانة التى تجريها فى منظومة الإشارات الجديدة التى يتم إدخالها بجميع المحطات، وهذه التأخيرات تعتبر مؤقتة، لأنه فور الانتهاء من إصلاح برج المراقبة بالمحطة ستعمل بشكل طبيعى دون توقف أو تهدئة.
● متى ينتهى أمر هذه التأخيرات؟
ــ كهربة الإشارات مشروع قومى لخدمة مصر مستقبلا، وهو نظام إلكترونى عالمى يسمح بزيادة عدد القطارات على الشبكة، وتقليل زمن التقاطر، ويتضمن منظومة أمان عالية لأنه يقلل تدخل العنصر البشرى، ومقرر الانتهاء منه بنهاية 2020، عقب ذلك سينتهى أمر تأخير القطارات، ونحن نسابق الزمن الآن للانتهاء من تطبيق النظام بجميع خطوط السكة الحديد.
● البعض لا يلتفت لهذه المشروعات ويشغله فقط تأخير القطارات.. فما ردك؟
ــ نحن غير قادرين على إرضاء الركاب، مهما نقدم من خدمات وننفذ من مشروعات، ولحظنا السيئ أننا جئنا فى هذا الوقت الملىء بالشغل والمشروعات الرامية لخدمة الأجيال القادمة.
وبنبرة أكثر حدة: «أنا باشتغل فى تطوير منظومة الإشارات على خط الصعيد بنفس طاقة تشغيله وكثافة قطاراته، فى كل بلاد العالم بيقلل عدد القطارات لما ييجى يطبق النظام ده، لأننا بنجدد سكة ومحطات وتركيب سنفرات كهرباء بدلا من الميكانيكا، هنعمل إيه تانى!».
● كيف تتعامل الهيئة مع الشكاوى المقدمة لها؟
ــ تستقبل الهيئة الشكاوى من المواطنين عبر خدمة العملاء وموقع السكة الحديد على الإنترنت، بمعدل 107 شكاوى يومية، تتعلق بتأخير القطارات أو أعطالها أو مشاكل فى حجز التذاكر أو نسيان مهمات خاصة فى القطار، ويتم الرد عليها وحلها جميعا، وبشهادة من مجلس الوزراء ترد الهيئة على 100% من الشكاوى المقدمة لها.
● أين الصعيد من أجندة الهيئة؟
ــ صعيد مصر فى أعين هيئة السكة الحديد، وله أهمية وأولوية خاصة، حيث تجرى الهيئة تعديلا فى مواعيد القطارات بناء على رغباتهم، وتقدم مستوى عالى من نظافة القطارات، خاصة أن مسافة الرحلة تصل إلى 1000 كيلو بمعدل زمنى نحو 13 ساعة، بما يعنى أهمية الحفاظ على نظافة القطارات.
وأجرينا تعديلات فى جداول مواعيد القطارات بناء على طلب الجمهور بعد التنسيق مع مديرين عموم التشغيل ومديرين عموم التسويق والمبيعات ليخدم أكبر عدد من الركاب ويلبى احتياجات جميع المواطنين، ولا تتعارض مواعيد بعض القطارات مع بعضها، وبدأ العمل بها من أول يوليو الحالى.
● هل سيتم تحريك الأسعار بالتبعية للمواد البترولية؟
ــ نعمل بالأسعار الحالية دون تحريك، وكرئيس هيئة سكة حديد لست متخذ قرار فى هذا الشأن ولست مسئولا عن تحريك الأسعار، ومجلس الوزراء نفى زيادة الأسعار فى الوقت الحالى.
● تحدثت عن ضعف إمكانيات السكة الحديد.. ما طبيعة ذلك؟
السكة الحديد تعمل بجرارات منذ عام 1976 وعربات عمرها 40 سنة لم ينظر إليها أحد، وبالتالى معدل الخطر يكون أعلى، وحاليا نسعى لتطوير الأسطول من خلال تعاقدات توريد الجرارات والعربات للوصول للمعدلات العالمية لنظم الأمان.
وتنجز الهيئة، حاليا؛ مجموعة من المشروعات الجديدة إلى جانب شراء القطارات، مثل تجديد السكة الحديد وتجديد المحطات وتحديث نظم الإشارات وتطوير العنصر البشرى من خلال الدورات التدريبية، حيث تملك السكة الحديد كوادر فنية على مستوى فنى وتكنولوجى عالى.
● لكنك قُلت إن الحوادث التى تتعرض لها الهيئة أخطاء فردية؟
ــ بالتأكيد، وتشهد جميع بلاد العالم حوادث قطارات، فالسكة الحديد فى مصر بالإمكانيات المتاحة تعتبر من أفضل السكك الحديد التى تطبق النظم العالمية فى مجال السلامة، وحاليا الراكب لديه ثقة كبيرة جدا فى السكة الحديد، والدليل على ذلك أن نسب الإقبال على استقلال القطارات لم يتأثر بحادث محطة مصر الأخير، بل زاد لأن الراكب يعلم أن الحادث عرضى، وأدعو الجميع لعدم الانسياق وراء مثيرى الشائعات حول السكة الحديد.
● ماذا تقصد بذلك.. هل هناك تربص بالهيئة؟
ــ بالتأكيد، فهناك بعض دعاة الهدم لمنظومة السكة الحديد على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، فيه ناس مجندة 24 ساعة للهجوم على السكة الحديد لأهداف غير سليمة، وعلى الجميع أن يدرك مخاطر ما يفعله هؤلاء الأفراد.
الهيئة تشغل بمتوسط 1000 قطار يومى منهم ركاب وإكسبريس ومكيف ونوم وبضائع، على جميع الخطوط الرئيسة والفرعية فى أنحاء الجمهورية، وحاليا نقدم خدمة متميزة نستهدف لأن تكون أوروبية على غرار مثيلتها فى الدول المتقدمة.
● ماذا عن جهود الهيئة فى تحليل المخدرات؟
ــ أصبح تحليل المخدرات إجراء عاما وفقا لقانون الخدمة المدنية يطبق على جميع الهيئات والوزارات والعاملين بالدولة، يتم خلاله أخذ العينات بشكل مفاجئ من العاملين، علاوة على ذلك نجرى فى الهيئة تحاليل مفاجئة لجميع طوائف التشغيل بمستشفى السكة الحديد، ويتم التعامل مع العينات الإيجابية وفقا للائحة الانضباط بالسكة الحديد، حتى أصبحت نسبة تعاطى المخدرات فى الهيئة لا تُذكر ولا تتجاوز 1%.
● لكن تقرير المعامل الكيميائية أثبت أن حادث محطة مصر سببه تعاطى «الاستروكس».. ما تعليقك؟
ــ حادث محطة مصر كان خطأ فنيا فرديا ومرتكب الحادث يعاقب عليه حاليا، وتعاطيه المخدرات كان منذ فترة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنه ووقفه عن العمل 6 أشهر ولم يعد للعمل قبل أن يعاد التحليل ويثبت سلبية نتيجته.
● ما مدى رضائك عن مستوى الخدمة فى السكة الحديد؟
ــ نبذل جهدا كبيرا من أجل تطوير العمل بالهيئة لكنى غير راض تماما ونتطلع للأفضل، لكن حسب الإمكانيات المتاحة نبذل قصارى جهدنا لتجارى السكك الحديدية فى مصر مثيلتها فى الدول المتقدمة.
وأول هذه الجهود هو تطوير العنصر البشرى من خلال عمل دورات تدريبية داخلية فى مواقع العمل، وتأهيلهم فى معهد وردان ومعاهد على مستوى المناطق فى أسوان والإسكندرية وطنطا، توفر دورات فنية وتكنولوجية وكمبيوتر ولغة.
● تتبنى الهيئة مشروعات مد السكة وازدواج الخطوط.. ما حجمها؟
ــ لدينها خطة طموح لمد السكة ومشروعات الخطوط الجديدة سواء خطوط الاكسبريس أو البضائع التى تربط الموانئ البحرية بالموانئ الجافة، مثل خط العلمين/ العين السخنة بطول 500 كيلومتر، ومشروع قنا/ سفاجا/ العين السخنة الذى يستهدف إحياء السياحة فى الغردقة والأقصر، علاوة على خطوط البضائع المناشي/ 6 أكتوبر، والروبيكي/ بلبيس، وازدواج الخط من دمياط للمنصورة بطول 64 كيلومتر، وازدواج المسافة من قليوب لمنوف لطنطا بطول 94 كيلومتر.
● ماذا عن موعد توريد صفقة الـ1300 عربة مكيفة؟ وطبيعة توزيعها؟
ــ الصفقة تعتبر الأضخم فى تاريخ السكة الحديد، وجرى توقيعها مع شركة ترانسماش هولدنج الروسية بقيمة 22 مليار جنيه، إذ تبدأ توريد 30 عربة كدفعة أولى فى ديسمبر المقبل، بعد تسلم عربتين نموذج فى سبتمبر، ومُقسمة على 40 شهرا بمعدل 25 عربة شهريا.
أما عن توزيعها فستدخل تباعا الخدمة على جميع الخطوط، والاستغناء بعدها عن قطارات الضواحى الصفراء، المسماة بـ«قطارات الركاب»، من العمل بشكل نهائى، وسيتم نقل القطارات المميزة الحالية العاملة على خطوط المسافات الطويلة، للعمل على خطوط الضواحى، وتقديم خدمة مكيفة درجة ثالثة.