بوريس جونسون يحقق حلمه.. محطات وتصريحات في حياة رئيس وزراء بريطانيا الجديد
ميدانيوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني السابق، أصبح حديث وسائل الإعلام والرجل الثاني في بريطانيا بعد الملكة، والأول في الحكومة بعد فوزه اليوم برئاسة حزب المحافظين وبالتالي رئاسة وزراء بريطانيا كما كان يحلم، خلفًا لتريزا ماي الرئيس السابقة، ويتولى جونسون منصبه الجديد في الحكومة بدءًا من اليوم بعد مغادرة ماي التي أطاح بها البريكست.
وتفوق جونسون على منافسه وزير الخارجية جيريمي هانت، في انتخابات الحزب، وتعهد جونسون بإتمام عملية بريكست وتوحيد البلاد وهزيمة حزب العمال المعارض.
ويُعد جونسون من أبرز السياسيين المثيرين للجدل حتى قبل تولية العمل السياسي فمر خلال حياته بالعديد من المحطات كلًا منها مليء بالتصريحات والمواقف المثيرة للجدل، وترصد «الشروق» أبرزها خلال التقرير التالي.
الاستقالة من منصب وزير الخارجية:
آخر ماظهر فيه جونسون سياسيًا هو منصب وزير خارجيًا بريطانيا وغادر منصبه في يوليو 2018، بعدما استمر فيه لمدة عامين؛ بسبب خلاف حول استراتيجية الحكومة بشأن "بريكست"، بعدما أبدت ماي رغبتها في الحفاظ على علاقات تجارية مع الاتحاد بعد خروج البلاد من التكتل.
وكانت استقالة جونسون مثيرة للجدل إذ جائت بعد يوم من استقالة ديفيد ديفيس الوزير المكلف بملف بريكست، وكان سببها اختلاف الطرفين حول شروط انسحاب بريطانيا من الاتحاد.
موقفه من الاتحاد الأوروبي:
يُعد بوريس أكثر الداعين للخروج من الاتحاد الأوروبي، وحذر خلال خطاب استقالته، من أن المطاف سينتهي ببريطانيا إلى أن تكون "مستعمرة تابعة للاتحاد الأوروبي" بعد إعلان حكومة ماي خطط لإقامة علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد بعد الخروج منه، قائلًا: "نتجه بالفعل صوب حالة المستعمرة، وسيناضل كثيرون للوصول إلى الميزة الاقتصادية أو السياسية لهذه الخطة بالتحديد".
ويشتهر جونسون بتصريحاته اللاذعة القوية، إذ أنه هاجم الاتحاد الأوروبي قائلًا إن فكرة إنشائه طرحها الزعيم النازي أدولف هتلر؛ لتصبح أوروبا كلها دولة واحدة بيده.
عمله الصحفي:
كانت بداية جونسون الصحفية في صحيفة التايمز، ثم انتقل إلى ديلي تليجراف عام 1989حتى أصبح مراسلها للاتحاد الأوروبي، ثم نائب رئيس التحرير، وفي عام 1997 أصبح رئيس تحرير صحيفة "ذا سبيكتاتور"، ثم صحيفة "تايمز" بفضل علاقات أسرته الواسعة.
ووقت عمله في صحيفة التايمز اعتبرته رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك مارجريت تاتشر، أنه "أفضل صحفي" من وجهة نظرها، وبعد فترة أُقيل من عمله في صحيفة التايمز بسبب عدم الدقة في نقل التصريحات.
عداؤه للإسلام:
يمتلك جونسون رصيد كبير من المواقف والتصريحات المثيرة ضد الإسلام والمسلمين، آخرها وصفه النساء مرتديات "النقاب" أنهن "يشبهن صناديق البريد ولصوص البنوك"، معلقًا على حظر الدنمارك ارتداء النقاب والبرقع في الأماكن العامة.
ورغم دعوة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، له بالاعتذار عن تلك التصريحات، إلا أنه دافع عن رأيه بقوة ورفض الاعتذار عن حديثه.
وفي يوليو عام 2005، عندما كان عضوًا في البرلمان، كتب مقال في صحيفة "سبيكتايتور"، يُعلق فيه على الهجمات الأربع الانتحارية في لندن التي أودت بحياة 52 شخص وإصابة العشرات، وهاجم خلال المقال الإسلام والمسلمين واعتبرهم سبب انتشار الإرهاب حول العالم، الأمر الذي أثار قلق ورعب المسلمين المتواجدين في لندن، عقب فوزه بمنصب عمدة لندن عام 2008.
عمله السياسي:
خلال دراسته الآداب القديمة في جامعة أوكسفورد، اُنتخب رئيسًا لاتحاد الطلبة عام 1984، وعقب تخرجه عمل في الصحافة ليكتسب منها شهرة واسعة وعلاقات، ليبدأ عمله السياسي عام 2001 عقب انتخابه نائبًا في مجلس العموم عن حزب المحافظين.
وفي عام 2004 عُين وزيرًا للدولة مكلفا بالفنون، وفي نفس العام اضطر إلى الاستقالة، بعد انكشاف علاقته الغرامية، كما فُصل من منصب المتحدث باسم حزب المحافظين بسبب نفس الأمر.
والعام التالي وبعد تخطي الأزمة عاد إلى الحكومة عام 2005، ليتولى منصب وزيرًا للدولة مكلف بالتربية، وتُعد الفترة الأبرز في تاريخ جونسون السياسي خلال عمله في منصب عمدة لندن بداية من عام 2008، إذ قرر وقتها منع المشروبات الكحولية في المواصلات العامة ووسائل النقل.
وبسبب حبه للدراجات أطلق مشروعًا عُرف باسمه لتشجيع استعمال الدراجات في لندن، وجلب مايقرب من 90 ألف شخص، وشجعهم على استخدام الدراجة في الذهاب إلى العمل، وظهر جونسون كثيرا ذاهبًا إلى مكتبه على الدراجة.
وكان له دور كبير في نجاح دورة الألعاب الأولمبية عام 2012، التي حرص على أن تكون من أنجح الدورات في تاريخ الألعاب.
كما اكتسب خلال عمله في منصب عمدة لندن شهرة واسعة وعدد كبير من الأنصار، وتزعم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتوقع الجميع وصوله لمنصب رئيس الوزراء وبالطبع رئاسة حزب المحافظين خلفًا لرئيس الوزراء المستقبل ديفيد كاميرون، ولكن الأمر فشل عقب ترشح أحد أنصاره وزير العدل البريطاني مايكل جوف لمنصب رئيس الوزراء.