هل ترتيب الأبناء في الأسرة سبب اختلاف شخصياتهم.. علماء يجيبون
ميدانييلاحظ جميع الآباء اختلافات واضحة بين أبناءهم، ورغم أن هؤلاء الأبناء متقاسمين للجينات، وعاشوا في نفس البيئة الاجتماعية سوياً، إلا أن كل طفل يكون له صفاته الخاصة والمميزة، فمن أين تأتي الاختلافات؟
رصدت مجلة "Scientific American" آراء العلماء والباحثين في هذا الشأن..
افترض ألفريد أدلر، وهو معالج نفسي نمساوي في أواخر القرن الـ19 ومؤسس علم النفس الفردي، أن ترتيب الميلاد يؤدي إلى اختلافات في الأخوة والأخوات.
ويرى ألفريد أن الأبناء الأوائل يكونون أكثر عصبية عن غيرهم من الأخوة، لأن عادة آباءهم لا يهتمون بهم بعد ميلاد الطفل الثاني، أو الثالث، بينما الأطفال الصغار يكونوا أكثر طموحا ومرحا، فيما يكون الأخ الأوسط ذو صفات تميل للاستقرار ولديه تشبع عاطفي.
فيما يرى عالم النفس الأمريكي فرانك جيه، أن كل طفل يحتل مكانة معينة داخل الأسرة التي ينتمي إليها، ثم يستخدم استراتيجياته الخاصة لإتقان الحياة وجذب اهتمام أسرته بطريقته الخاصة، كما أن الأطفال البكر يميلون لهدوء الأعصاب والبعد عن الشجار ويحاولون الحصول على الخبرة من آباءهم وأمهاتهم.
ويضيف: "والأطفال الأصغر سناً لا يتمتعون بالثقة عند آباءهم على عكس الأخوة الأكبر، ودائما يحاول الآباء اختيار مسارات حياتهم وتحديد طرق العيش بهم، ولكن يقابل ذلك بالتمرد من الصغار.
ويقول فرانك سبيناثه عالم نفس بجامعة سارلاند في ألمانيا: "من الممكن أن يكون المكان في تسلسل الأخوة له تأثير في صياغة شخصية الفرد، ولكن ليس في كل عائلة بالطريقة نفسها، كما تلعب البيئة المستقرة وغير المنفصلة دور في ذلك".
وأظهرت دراسة أجريت عام 1968، أن الأبناء البكر لا يميلون للاشتراك في رياضات أو ألعاب بدنية خطرة، على عكس الأخوة الصغار، وفي دراسة أخرى عام 1980، تم إجراءها على 170 من الإناث و142 من الأولاد في مرحلة الدراسة الجامعية، أن الأبناء البكر لا يعانون من القلق ويكونوا أكثر ثقة بذواتهم.
وفي دراسة أخرى أجريت عام 2015 شملت 377,000 ألف طالب في مرحلة المراهقة، اكتشفت عالمة النفس روديكا داميان أن الأولاد الذين ليس لديهم أخوات يميلون إلى أن يكونون أكثر وعياً وذوي شخصية قيادة، كما يتصفون بالتسامح والاستقرار العاطفي، على عكس المراهقين ذوي الأشقاء الأكبر.
واستنتج الباحثون في النهاية إلى أن ترتيب الفرد في أسرته له تأثير على تشكيل شخصيته بصورة مبالغ فيها.
كما وجدت الدراسة أن البكر يتمتعون في المتوسط بذكاء أكثر من أشقائهم الأصغر، ويميلون إلى إكمال تعليمهم بدرجة أعلى، ويختارون مهن مرموقة وتقليدية مثل الطب أو الهندسة.