انتشرت قديما مجموعة من النصائح الطبية على لسان الآباء، مثل "تفاحة واحدة يوميًا تبقيك بعيدًا عن الطبيب"، و"الجزر يقوي النظر"، ولكن يظل مدى صحتها بين الحقيقة والخيال، إلا أن نشرت "الديلي ميل" البريطانية مقالًا حول مصداقية تلك العبارات.

ارتبطت هذه المقولات بالطفولة من أجل حفاظ الآباء على صحة أبنائهم، إلا أن هذه النصائح تحمل الكثير من الحقيقة في ثناياها، وإن كانت لا تنطبق على جميع الحالات الطبية؛ حيث إن التفاح يحتوي على العديد من المواد المضادة للأكسدة التي تسمى "الفلافونويد"، والتي ثبت أنها تقلل من خطر الوفاة المبكرة، وخاصة أمراض القلب.

كما أكدت العديد من الدراسات أن تناول تفاحة يوميًا يقلل خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، إضافة إلى بعض أنواع السرطانات، ومن أجل الاستفادة بكل مزايا التفاح، يفضل تناوله على هيئته وليس عصيرًا.

وصرح الدكتور بروير، المدير الطبي لمركز "هيلث سبان"، بأن قشر التفاح يحتوي أيضًا على إنزيمات مفيدة لخفض ضغط الدم مماثلة لتلك الخاصة بأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.

وفيما يخص الجزر بدعمه صحة العين وتقوية النظر إضافة لمساعدته على الرؤية في الظلام، يعتقد أن هذه القصة نشأت في الحرب العالمية الثانية، عندما استخدمت بريطانيا الرادار في غارات ليلية لمنع اكتشاف الألمان الأمر، أصدرت وزارة الطيران بيانات صحفية تفيد بأن طياروها لديهم رؤية استثنائية بسبب الجزر.

ويعد الجزر مصدرًا لصبغة "بيتا كاروتين"، والتي يمكن تحويلها إلى فيتامين (أ) في الجسم عند الحاجة، ويعتبر فيتامين (أ) ضروري لعمل صبغة تدعى الأرجواني المرئي، وهي حساسة للضوء للغاية؛ مما يسهل الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة، كما أن نقص فيتامين (أ) يمكن أن يؤدي إلى العمى الليلي.

إلا أن هذا لا يعني بالضرورة صدق تلك العبارة، حيث أضاف "بيريور" أن الفكرة السائدة حول تناول الجزر وتعزيزه للرؤية في الظلام الدامس ما هي إلا خرافة، وأن اتباع أي نظام غذائي متوازن، بما في ذلك الأطعمة الغنية بفيتامين (أ) مثل الجزر، يمكن أن يساعد في الحفاظ على رؤية صحية طبيعية.