قدم رئيس الوزراء الجورجي، ماموكا باختادزى، اليوم الاثنين استقالته، في بيان صحفي، وسط تكهنات بتقديم استقالة الحكومة عقب خلافات في البرلمان الجورجي أمس.

وقال باختادزي البالغ من العمر37 عامًا: "بالنسبة لي كان شرفًا عظيمًا أن أتولى رئاسة حكومة جورجيا، وأتمنى أن أكون قد قدمت لبلادي ما يبقى في ذاكرة أبنائها".

وسيتم الإعلان عن مرشح جديد لمنصب رئيس الوزراء غدًا الثلاثاء، وفقًا لجورجي فولسكي رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحلم الجورجي الحاكم، وفي وقت سابق أفادت تقارير محلية بأنه ربما يتولى وزير الداخلية جيورجي جاخاريا، منصب رئيس الوزراء خلفا لباختادزي؛ وهي خطوة قد تكون غير متوقعة للمعارضة التي طالبت على مدار الشهرين الماضيين باستقالة جاخاريا، بحسب موقع "هلا جورجيا".

وخلال الأسابيع الماضية واجهت حكومة جورجيا انتقادات بعدما وصلت العملة المحلية لأدنى مستوى لها أمام الدولار، بالإضافة إلى قمع المتظاهرين الغاضبين من زيارة نائب روسي لبرلمان جورجيا، وكانت تظاهرات استمرت لنحو شهر في العاصمة الجورجية تبليسي، أمام البرلمان الجورجي، للمطالبة بإقالة وزير الداخلية من منصبة على خلفية أحداث يومي 20 و21 يونيو الماضي.

وكان الآلاف من الجورجيين قد حاصروا مبنى البرلمان في تبليسي، في محاولة لاقتحامه قبل أن توقفهم الشرطة، مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي، بعدما ظهر النائب الروسي "سيرجي جافريلوف" على شاشة التلفزيون جالسًا على مقعد رئيس البرلمان، يلقى خطابًا بلغته الأم خلال أعمال الجمعية البرلمانية الدولية للأرثوذكسية، وهي هيئة أنشأها البرلمان اليوناني عام 1993 لتعزيز الروابط بين المشرعين الأرثوذوكس حول العالم، حيث ترأس الوفد الروسي الدورة بالإنابة عن اليونان.

وكانت الجلسة افتتحت في غياب رئيس البرلمان الجورجي إيراكلي كوباخيدزه الذي كان في زيارة رسمية لأذربيجان، إلا أنه قدم استقالته بعد مواجهات ليلية خلفت 240 جريحًا، هم 160 متظاهرًا و80 شرطيًا، بحسب السلطات.

ويعتبر الكثير من الجورجين روسيا قوة تحتل قسمًا من أراضيها، واحتج المتظاهرون على ما قالوا إنه تدخل روسي في شؤون بلادهم الداخلية، واصفين روسيا بالمحتل ومطالبين حكومتهم بالاستقالة. وطالبت المعارضة في البرلمان باستقالة رئيسه ووزير الداخلية ورئيس جهاز أمن الدولة بسبب هذه الزيارة.

وفقًا لموقع ليورو نيوز الإخباري فـ"جافريلوف" معروف بدعمه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبموقفه المؤيد لاستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، التي خلق دعم روسيا لاستقلالهما عن جورجيا أزمة معها تضاف إلى أزمة حرب أوسيتيا الجنوبية القصيرة بين الطرفين والتي انتصرت فيها روسيا عام 2008 ، وقطعت العلاقات بين البلدين إثرها، وتهيمن العلاقات مع روسيا على السياسة الداخلية لجورجيا، حيث تتهم المعارضة حزب الحلم الحاكم بأنه غير حازم كفاية في مواجهة موسكو.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وقع مرسومًا يمنع شركات الطيران الروسية من السفر إلى جورجيا اعتبارًا من 8 يوليو، عقب الصدامات بين الشرطة والمتظاهرين في تبليسي احتجاجًا على مداخلة نائب روسي في برلمان الجمهورية السوفيتية السابقة.

كان البرلمان الجورجي قد وافق على على تنصيب رئيس الوزراء المستقيل في 20 يونيو 2018، بعد استقالة رئيس الوزراء السابق جيورجي كفيريكاشفيلي، حيث رشح حزب الحلم الجورجي، وزير المالية ماموكا باختادزي، ومن ثم أصبح رابع رئيس وزراء في فترة حكم الحزب التي تمتد لست سنوات، بعدما حاز ثقة 99 نائبًا في مقابل 6 أصوات رافضة.

وشغل باختادزي في مارس 2013 منصب المدير العام للسكة الحديدية مده أربع سنوات بعد أن حل حزب الحلم الجورجي، محل الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي، قبل أن يتم اختياره لمنصب وزير المالية في الحكومة الجورجية نوفمبر 2017.

ووفق موقع الحكومة الجورجية، فباختادزي حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية والإلكترونية من الجامعة التقنية الجورجية، وبكالوريوس الإدارة والاقتصاد الجزئي من جامعة تبيليسي الحكومية، وماجستير في إدارة الأعمال؛ جامعة لومونوسوف الروسية الحكومية.

وبحيب موقع "jam-news"، المعني بأخبار منطقة القوقاز، بدأ باختادزي العمل في مناصب عليا في عهد الرئيس السابق ساكاشفيلي حيث شغل منصب المدير العام لمؤسسة الطاقة الجورجية من 2010 إلى 2012، وركزت الصحافة الجورجية بشكل خاص على عمل باختادزي في شركة السكك الحديدية، واصفة إياه بالفشل؛ حيث انخفض حجم مبيعات الشركة إلى النصف منذ ذلك الحين تحت قيادته.

وبموجب الدستور الجورجي، يتم إنهاء سلطة رئيس الوزراء بمجرد استقالة حكومة جورجيا لكنة يبقى في منصبه قائمًا بالأعمال لحين تسمية رئيس وزراء جديد وتشكيل حكومة، وينبغي على حزب الأغلبية البرلمانية تسمية رئيس جديد للحكومة وعرضه للتصويت على البرلمان في غضون أسبوعين من استقالة الحكومة، ويجب أن يحوز ثقة أغلبية أعضاء البرلمان.

ومن المقرر إجراء انتخابات برلمانية في جورجيا في أكتوبر من العام المقبل.