مواجهة أزمة المناخ بتجنب اللحوم.. هل تتجاهل صحة الفرد واحتياجات البلدان الفقيرة؟
ميدانيفي الآونة الأخيرة أظهرت عدة دراسات أن تقليل استهلاك اللحوم، يساهم في معالجة أزمة المناخ وحماية البيئة من الغازات الدفيئة التي تنتجها اللحوم عند تصنيعها، إلا أن هناك دراسة جديدة توضح أن مواجهة أزمة المناخ عن طريق تجنب اللحوم تتجاهل احتباجات البلدان الفقيرة بالإضافة لحدوث تأثيرات سلبية على صحة الفرد، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ووفقًا للدراسة التي أجراها مركز "جونز هوبكنز" للأبحاث، فإن خفض استهلاك اللحوم والمنتجات الحيوانية على مستوى العالم قد يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة، إلا أنه قد يكون له آثار سلبية على صحة الأفراد وتغذيتهم في بعض البلدان.
وأوضحت الدراسة التي قامت على أساس تقييم الأنماط الغذائية في 140 دولة، صورة معقدة للتأثيرات الناتجة من التغيرات الغذائية على كل من الفرد والبيئة، فالعديد من البريطانيين - على سبيل المثال - يختارون وجبات نباتية لتقليل الأضرار البيئية بنسبة 36% من الكربون الناتج عن استهلاك الفرد الواحد، بينما يقللون من تناول اللحوم ومنتجات الألبان من ثلثي وجباتهم بنسبة 61% للشخص.
فعلى الرغم من أن الأطعمة الحيوانية يمكن أن تكون مصدرًا مهما للمواد الغذائية للأطفال الصغار البريطانيين، إلا أنها مسؤولة بشكل كبير عن الغازات الدفيئة، إذ تمثل الأغذية النباتية 69% من السعرات الحرارية المستهلكة في بريطانيا، و12% فقط من الغازات الدفيئة و40% من الماء.
أما بالنسبة لبدان أخرى، قد يكون اعتمادها قائم على اللحوم بمختلف أشكالها، فعلى سبيل المثال يسهم رطل من اللحم البقري المنتج في جمهورية باراجواي في انبعاث غارات دفيئة أكثر بنحو 17 مرة من كمية الغازات الناتجة عن رطل من اللحم البقري المنتج في الدنمارك.
ووفقًا لمؤلفي الدراسة، يجب أن تكون الحلول المتعلقة بتغير نظام الغذاء من أجل أزمة المناخ مستدامة، وتعالج مشكلات نقص التغذية والسمنة والفقر والتنمية الاقتصادية، فقد يتطلب تحقيق نظام غذائي صحي في معظم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل زيادة في انبعاثات غازات الدفيئة واستخدام المياه بسبب إنتاج الغذاء.
وقال مارتن بلوم، مدير مركز جونز هوبكنز المشارك في الدراسة، إنه من المهم أن يكون هناك إدارك بأن كل بلد تختلف عن غيرها من حيث الأولويات ومراحل التنمية، ما يعني أن هناك ضرورات مختلفة لهذه البلدان وسكانها، مضيفًا أن توصية الأفراد باتباع نظام غذائي نباتي دون مراعاة الاحتياجات الغذائية للسكان المعرضين للخطر أو توفر بعض المواد الغذائية لم يكن مناسبًا وغير صحي.
وأوضح بلوم، أن في البلدان منخفضة الدخل سيحتاج بعض الأفراد وخاصة الأطفال الصغار، إلى تناول المزيد من المنتجات الحيوانية وخاصة الألبان والبيض؛ للحصول على البروتين والفيتامينات والمعادن، وبالتالي فإن الانبعاثات المرتبطة بالنظام الغذائي واستخدام المياه العذبة في هذه الأماكن يجب أن ترتفع، وهذا يعني أنه في البلدان ذات الدخل المرتفع حيث يكون لدى الأفراد ما يكفي من الطعام، على الرغم من أنهم ليسوا بالضرورة أن يكونو أصحاء، أن يحدث تحول نحو مزيد من النظم الغذائية وتناول النباتات والابتعاد عن أنماط الاستهلاك الكثيف للكربون والماء.