علاج ثوري يخفض احتمال الوفاة من سرطان الجلد بـ50%
ميدانييعد سرطان الجلد من أشرس أنواع السرطانات التي لا تترك للمصاب سوى عدة أشهر للوفاة في أغلب الأحيان، لكن علاجًا ثوريًا توصل إليه الأطباء البريطانيون من شأنه تقليل احتمال الوفاة من ذلك المرض لأكثر من النصف.
وعرضت قناة "بي بي سي" تفاصيل نشأة العلاج وآلية عمله وتأثيره المفيد والأعراض الجانبية له.
ويتسبب سرطان الجلد "ملانوما" في وفاة أكثر من ألفي شخص في المملكة المتحدة وحدها كل عام حيث، ويصنف هناك على أنه خامس أشرس السرطانات، فيما تكون نسبة الشفاء من الملنوما عالية إذا تم اكتشاف أورامه مبكرًا لكنه حينما ينتشر يصعب علاجه.
ويقول البروفيسور الاستشاري بالخدمة الصحية البريطانية جيمز لارنك، إنه بعد انتشار الورم في حالة الملنوما تعتبر الحالة ميؤوسًا منها حيث يتوفى المريض في خلال 6 أشهر.
وأجرى الأطباء البريطانيون تجربة سريرية على المرضى لتطوير علاج يعمل على تعزيز الجهاز المناعي للجسم والذي بدوره يدمر الورم، وتضمنت التجربة 945 مريضًا تمت متابعتهم لـ5 سنوات وهي مدة الخطر حيث يكون رصد الحالات الناجية بعد الخضوع للعلاج الجديد خلال تلك المدة.
وتم تقسيم المرضى لـ3 مجموعات تُعطى أول مجموعة علاجًا يسمى النيفولوماب وتعطى الثانية علاجًا الإيبيليموماب بينما تعطي الثانية العلاجين سويًا؛ وأسفرت النتائج عن نجاة من المجموعة الأولى 44% بينما نجى 26% من المجموعة الثانية ونجى 52% من المجموعة الأخيرة ما يعزز أفضلية استخدام العلاجين سويًا.
وعلق البروفيسور لارنك على النتيجة بأنها مذهلة خلال تلك الفترة القليلة ومفاجئة لما يترتب عليها من الأمل بنسبة كبيرة في نجاة مرضى نوع من السرطان كان يعد من أكثر الأنواع صعوبة في العلاج.
وتقول بام سميث واحدة من المرضى الناجين ذات الـ67 عامًا، أنها لم تكن تتوقع أن تعيش لترى حفيدها يكبر لكنه الآن بلغ الـ6 سنوات حسب قولها بينما تنتظر حفيدًا آخر لتنظر نشأته قربها.
وشعرت بام، بالانهيار حينما علمت بمرضها عام 2014 بينما نصحها كثيرون بالإقبال على أدوية تعزيز المناعة لتستمر عليها 4 أشهر بمعدل مرة كل أسبوعين لكنها لم تتحمل نوبات القيء والإسهال كأعراض جانبية للعلاج.
ولكن بام لاحظت عبر نتائج الأشعة أن حجم الورم لديها انخفض للنصف ولم ينمو ثانية حينها قررت الالتزام بالعلاج الذي وصفته بالرائع.
وبحسب الدراسة فإن بعض الحالات لم تعد تظهر لديها أية أورام في صور الأشعة بعد العلاج بينما ظهرت الأورام دون أن تنمو للبعض الآخر، لكن ثلاثة أرباع الحالات الناجية لم تعد تحتاج لأي نوع من علاجات السرطان بحسب التجربة.
وبحسب "بي بي سي" فإن نظام العلاج بتقوية الجهاز المناعي نال جائزة نوبل وهو من أكثر العلاجات فعالية.
ويذكر أن الجهاز المناعي دوره التصدى لأى شيئ غريب فى الجسم لكن الخلايا السرطانية تستخدم كيماويات مخادعة لتعطيل عمل كرات الدم البيضاء تجاهها.
ويخرب العلاج الكيماويات المخادعة للخلايا السرطانية؛ ومن ثم يسهل على الكرات البيضاء القضاء عليها.
ويقوم النيفولوماب بالقضاء على المادة الكيميائية بي دي 1 بينما يعطل الإيبيليموماب عمل مادة الـ "سي تي إل إيه4".
ووفقًا لبي بي سي فللعلاج أعراض جانبية لأنه يغير طريقة عمل الجهاز المناعي ما يسبب الإرهاق والإسهال والطفح الجلدي والتي تظهر بشكل عنيف أحيانًا لكن شدة الأعراض الجانبية تعد أخف وطأ من مثيلتها لدى ممارسة العلاج الكيماوى.
وأكدت بى بى سى أن العلاج نال بشكل سريع موافقة هيئة الخدمة الصحية البريطانية على التداول بينما أصبح متاحًا كذلك في السوق العالمي.