كيف يجعل الضغط والإجهاد حياتنا أفضل؟
ميدانييعتقد دائما بأن الإجهاد والضغط سيئان، وأنه يجب على الإنسان أن يبحث عما يريحه ويبعده عن التوتر، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الإجهاد نوعين "إيجابي" و"سلبي"، وذلك حسبما جاء في موقع "هيلث لاين".
والإجهاد السلبي يحدث بسبب وجود مهام كثيرة يجب أن تنجزها ولكن ليس لديك طاقة نفسية أو جسدية كافية لها، وبالتالي قد يؤدي إلى القلق والاكتئاب وانخفاض مستوى العمل.
أما الإجهاد الإيجابي ينتج من الأحداث المثيرة والتجارب الممتعة التي تشكل تحديا، وهو ما يجعلنا متحمسين ويحفزنا للعمل على أهدافنا، فبدونه تكون الحياة مملة وبلا معنى.
وتقول دانييلا كوفر، عالمة الأعصاب في جامعة كاليفورنيا الأمريكية: "هناك هذا التصور بأن التوتر دائمًا ما يكون ضارًا للدماغ، لكن هذا ليس صحيحًا. فالإجهاد أمر حاسم لبقائك على قيد الحياة. إنه يرفع من مستوى أدائك، ومهم جداً لليقظة والانتباه، ويؤهلك للتكيف مع الشيء التالي الذي يأتي بسرعة".
ويقول ريتشارد ستيفنز، المحاضر في علم النفس بجامعة كيلي البريطانية، إن هناك سببًا رئيسيًا آخر وراء حاجتنا جميعًا إلى معرفة الإجهاد الإيجابي، وهو أنه من الممكن تحويل الضيق إلى إجهاد إيجابي عن طريق إعادة صياغة المواقف العصيبة باعتبارها تحديات إيجابية وجني الفوائد منها.
أما جينيفر راجسدال، أستاذة علم النفس بجامعة تولسا الأمريكية، تقول: "لتجربة الإجهاد الإيجابي عندما يكون لديك وظيفة مرهقة، انظر إلى المواعيد النهائية وخذ العمل كتحدي يجب مواجهته أو فرصة للنمو بدلاً من اعتقاد أنه شيء مستحيل التعامل معه، وفكر في الجوانب الإيجابية لعملك، ما الذي يعطي المعنى لعملك؟ وما الذي يستحق استثمار طاقتك فيه وما هو غير ذلك؟".
وقد وجدت الأبحاث أن الطاقة والإثارة المرتبطة بالإجهاد الإيجابي يمكن أن تواجه التعب، وتقول إن الأشخاص ذوي مؤشرات السعادة العالية أو الشعور بمزيد من القيمة خلال يوم العمل، يكون لديهم عمومًا انخفاض مستوى التعب بشكل عام، وذلك وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وإذا كنت تكافح من أجل رؤية الإيجابيات في موقف معين يعقد حياتك، فتذكر أن بعض الضغوط مرغوبة وحتى ضرورية، لأنها تظهر أننا فعالون في العالم، فبدون تحدي يأتي الملل، والحياة بدون أي ضغوط لا تستحق العيش.