كيف يمكننا الوقاية من الانتحار؟ اليابان نموذجا
ميدانيالانتحار أحد مشاكل الصحة النفسية التي تؤدي إلى الوفاة، فالبرغم من أن الانتحار يمكن الوقاية منه إلا أنه حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية يموت شخض كل 40 ثانية جراء الانتحار في مكان ما حول العالم.
وبسبب تزايد تلك الظاهرة حول العالم، تبنت دول خططًا وطنية للوقاية من الانتحار، فهناك ما يقرب من 28 دولة حول العالم تبنت خطة وطنية للحد من الانتحار، حسب منظمة الصحة العالمية.
نموذج اليابان
في عام 1998 ارتفع عدد حالات الانتحار في اليابان بشكل ملحوظ، ليصل إلى أكثر من 32 ألف مقارنة بالعام السابق الذي بلغت فيه عدد حالات الانتحار إلى أكثر من 24 ألف حالة.
ثبت أن هذه الزيادة في حالات الانتحار لم تكن بسبب المشاكل الاقتصادية أو الأعباء الاجتماعية، إذ كانت في جميع الفئات العمرية خاصة بين الرجال في منتصف العمر، ولم تناقش ظاهرة الانتحار في اليابان بشكل علني حتى حدث تغييرًا غير متوقع.
ماذا حدث؟
الأطفال الذين فقدوا والديهم بسبب الانتحار كانوا المحرك الرئيسي لتبني خطة وطنية لمكافحة الانتحار، فبعد حديث هؤلاء الأطفال إلى وسائل الإعلام عن تجاربهم عام 2002، بدأت وزراة الصحة في عقد مؤتمر وطني لاتخاذ تدابير للوقاية من الانتحار.
التقرير الذي أصدره المؤتمر حث على ضرورة وجود دراسة متعددة الأوجه للعوامل النفسية والاجتماعية وألا يقتصر العلاج عن الجانب النفسي فقط، لكن هذا التقرير ظل مجرد توصيات من الخبراء، ولم ينعكس بشكل كامل في أي سياسة فعلية، حتى قدوم عام 2005.
في هذا العام، نظرت اليابان إلى الانتحار على أنه مشكلة اجتماعية، وتسبب هذا في اتخاذ إجراءت ملموسة، بدأت بتعاون المنظمات غير الحكومية في عقد أول منتدى حول الانتحار، حضره وزراء الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية، وتعهد الوزراء الذين حضروا نيابة عن الحكومة اليابانية بمعالجة مشكلة الانتحار.
لأول مرة.. تشريع للحد من الانتحار
في عام 2006 اجتمعت المجموعة البرلمانية في اليابان لدعم صياغة قانونية، وفي الحال أقر القانون الأساسي في اليابان الصياغة التي انطلقت من البرلمان إلى مكتب مجلس الوزراء، ليصبح الوقاية من الانتحار سياسة شاملة للحكومة، إذ صدر في عام 2007 سياسة "المبادئ العامة للوقاية من الانتحار"، بهدف مساعدة أبناء المجتمع على عيش حياة هادفة، وخصصت الحكومة شهر مارس ليكون الشهر الوطني للوقاية من الانتحار، وأدخلت إصلاحات على جميع البيانات وكلفت الجهاز الشرطي بإصدار دوريات منتظمة ومفصلة حول الانتحار على مستوى البلديات.
النتائج
مع بداية عام 2009 بدأ انخفاض تدريجي في عدد حالات الانتحارفي اليابان، ومع قدوم عام 2012 هبط عدد حالات الانتحار ليصل إلى 30 ألف، وهي أول مرة ينخفض فيها عدد حالات الانتحار منذ عام 1998.