مع تزايد الظاهرة.. ماذا تفعل إذا علمت أن صديقك يرغب بالانتحار
ميدانيوثقت كاميرات المراقبة ببرج القاهرة لحظة إلقاء شاب نفسه من الأعلى في حادثة مأساوية نالت صدى واسعًا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي.
ويعتبر الانتحار من أكثر الظواهر السلبية انتشارًا في جميع أنحاء العالم، وكشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها عن انتحار شخص كل 40 ثانية حول العالم، حيث يلقى ما يقارب 800000 شخص حتفه كل عام بسبب الانتحار.
وإضافة إلى ذلك يقابل كل حالة انتحار الكثير من الأشخاص الذين الذين يحاولون الانتحار، وتمثل محاولة الانتحار السابقة أهم عوامل الخطر لعموم سكان العالم.
ورغم أن للمجتمع والإعلام والأهل دور قوي لمواجهة تلك المشكلة، إلا أن لكل شخص منا مهام تجاه ظاهرة الانتحار للحد منها، فماذا تفعل إن صارحك أحد أصدقائك أو أقاربك أو أخوانك أنه يريد الانتحار؟
الاستماع جيدًا لمشاكله ومحاولة حلها
العديد من حالات الانتحار تحدث نتيجة انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو انهيار علاقة ما أو غيرها من الألآم والأمراض المزمنة.
ولكن قد تكون هناك أوقات لا نتعرض فيها للتفكير في الانتحار، ولكن نواجه فيها تحدي التحدث عن هذا الموضوع الصعب مع أشخاص يفكرون في الانتحار، فماذا تفعل إن صارحك أحدهم أنه يريد الانتحار.
"محمد المهدي" أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر تحدث لـ "الشروق" عن الطريقة المناسبة للرد على شخص ما صارحك أنه يريد النتحار.
وقال المهدي: "يجب السماع إليه جيدًا، حيث أن معرفة مشكلته وسماعها واستيعابها تمامًا يعتبر أكثر أهمية من النصح والتوجيه أو محاولة الترفيه عنه عن طريق التنزه، لأن الشخص المكتئب الواصل لدرجة أنه يريد الانتحار لن تجدي تلك المحاولات من النصح والترفيه نفعًا معه"، وفي حالة أن الشخص وجد أن صديقه المكتئب مصمم على الانتحار، قال أستاذ الطب النفسي إنه يلزم عليه التنبيه للجوء للمتخصصين كالأطباء النفسيين.
وأضاف المهدي أنه في حالة رفضه الذهاب للمتخصصين فإن هذا الشخص قد وصل إلى حالة الطوارئ التي يلزم على صديقه اللجوء للأهل وإخبارهم بحالته لأن تلك الحالة تستلزم التدخل السريع والحاسم.
وحذر من أن في بعض الأوقات قد يزيد الصديق الأمر صعوبه وضغط على الشخص المكتئب باستخدام النصيحه مثل تحديثه بكيف تفكر بالانتحار وألا تعلم أنه كفر وهذا يعتبر ضعف في إيمانك وغيرها من تلك النصائح التي تزيد الشخص كآبة ما يجعله يشعر أنه بائس ومقصر في حق ربه أيضا.
الدور المجتمعي للتقليل من نسبة الانتحار
وأكد محمد المهدي، أن لكل من الأهل والمجتمع والإعلام دور في الحد من انتشار ظاهرة الانتحار.
أما عن الأهل فقال إن على الأسرة أن تمنح الابن الحب غير المشروط لأن كثير من الطلبة المنتحرين أصيبوا باليأس بسبب وضع الأهل شرط لحبهم له وهو التميز الدراسي ما يجعل الشخص إذا فشل في ذلك أن يشعر باليأس والإحباط، مؤكدًا أنه يجب أن تمتلك الأسرة حساسية دقيقة للتغيرات الحادثة للأولاد ومعرفة ما إذا كان الولد حزين أو مكتئب.
أما عن المجتمع فيرى دكتور المهدي أن أكبر سبب للانتحار هو الإحباط الذي يسببه المجتمع للفرد والتي تدور حول خوف الشخص من عدم قدرته على تحقيق آماله المستقبلية وهل هو قادر على أن يجد فرصة عمل أم لا وغيرها من المحبطات المجتمعية.
وأوضح أن على المجتمع أن يعطي الأمل ويهيئ الفرص للشباب ما يعطيهم الفرصة للعمل والنجاح.
أما بالنسبة للإعلام فيقول المهدي، إنه بحاجه لأن يلمس حياة الشباب وأن ينقل دائمًا مشاكلهم وهذا ما يجعل الشاب يشعر بطمأنينة، مؤكدًا أن على الإعلام الابتعاد عن نقل الحياة الوردية للأشخاص ما تجعلهم دائما في حالة اصطدام بالواقع.