قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن تشدد الجماعات المتطرفة يلعب دورًا في تشويه صورة الدين؛ لتفريقهم بين الدين والحكومات وبالتالي التفريق بين الدين والوطن، حيث أن هذه الجماعات ترى أنها الممثل الحقيقي للدين وهذا جُرم، فمصلحة الأوطان والدين لا تتجزأ، وهو جزء من الحل للأوضاع التي نعيشها.

وأكد الوزير في ندوة حزب مستقبل وطن التي انعقدت اليوم بعنوان «دور الخطاب الديني الوسطي في بناء الشخصية»، أنه لا يوجد تشدد في أي دين، وإنما المتاجرين بالدين هم من يخلقوا هذا التعصب.

وحدد وزير الأوقاف مجموعة من القواعد التي يمكن من خلالها تحقيق الحكم الرشيد، وهي تنقسم إلى 4 أجزاء، وهي: تحقيق العدل، والذي لا يقتصر فقط على رئيس الجمهورية، بل هو مسؤولية مجتمعية، تقع على عاتق الجميع، إلى جانب منع كل أنواع الفساد، وحرية المعتقدات بما فيها إقامة الشعائر، والعمل على قضاء حوائج الناس.

وأعرب جمعة عن سعادته لوجوده بين هذه القامات في ندوة حزب مستقبل وطن، وقال :«كُلفت بإعداد تصور الشأن العام وبدأنا بعدد من الاجتماعات التحضيرية مع المؤسسات الإعلامية الكبري بعقد لقاءات مفتوحه لذلك».

وأشار جمعة، إلى أن الصالونات الثقافية السياسية الأدبية لعبت دورا كبيرا في تشكيل العقل الانساني، لافتًا أن تلك الصالونات كانت تعقد منذ العصور الماضية وفي العهد الأموي، ولم تقتصر تلك المجالس على الرجال فقط، حيث كانت النساء تقود تلك المجالس، متابعًا نحن بين أمرين لتشكيل العقل البشري، إما «ثقافة النور، أو ثقافة الظلام»، مشيرا إلى أن بعض المؤسسات والأحزاب تبنت ذلك لتثقيف المواطنين وتشكيل فكرهم الإيجابي، موضحًا أن الجامعات ومؤسسات المجتمع المدنى أحد الجهات المنوطة في نشر ثقافة النور، لأن المواطنين لو لم يجدوا ثقافة النور في تلك المؤسسات سيتجهون إلى صالونات الظلام.

وأضاف «جمعة» أن هناك ثلاث قضايا هامة سيتم مناقشتها في تصورات الشأن العام، وهي «نظام الحكم، والثابت والمتغير ، وتصرفات النبي في إدارة شئون الدولة»..

وأكد وزير الأوقاف أن جميع الأديان السماوية جزء من الحل للأوضاع التي نعيشها، ولم تكن يوما سببا في المشاكل التي نتعرض لها، لافتا إلى أن الأديان جاءت لإسعاد الناس وليس لاتعاسهم.

وقال جمعة إن هناك مفهوم خاطئ لدى بعض الشباب حول الآية الكريمة، «من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون»، حيث أكدنا لهم أن الاسلام لم يضع نموذجًا أو قالب ثابت لنظام الحكم بحيث من يحكم به يكون مسلم ومن لم يحكم به يكون غير مسلم.

وأضاف مختار، أن النفس إذا لم تشغلها بالحق ستنشغل بالباطل، مؤكدًا أن الفهم الصحيح للأديان جاء لإسعاد البشرية في دنياهم وللأسف الجماعات المتطرفة كانت تُروج للبعض بأفكار سلبية وتخريبية بأن يختاروا ما بين الدنيا أم الآخرة.

وقال جمعة، إنه منذ ما يقرب من 4 سنوات طرح كتابا بعنوان «فى فضاء الثقافة» تطرق إلى أن ضيق الأفق الثقافى من المشاكل، ومطلوب من الأحزاب والجامعات أن تقود الوعى التثقيفى للشباب، ولا ينكر أحد أنه حدثت حالة تسطيح ثقافي كبيرة، واستردادها سيكون من خلال الثقافة أيضا، وهذا ما بدأت الدولة فيه بالفعل خلال السنوات السابقة ومكملة هذا الطريق، وهناك عدد من اللقاءات التى حرصت الوزارة على التوعية من مخاطر المتسيبين، متابعا:«لا نستطيع أن نقضى على التشدد سوى من خلال القضاء على التسيب، ولابد من صحوة العقل فى التفكير والانتقال من ثقافة التلقين لثقافة التفكير».

وأشار وزير الأوقاف، إلى أن الوزارة تواجه التسيب، بشكل حازم، وخُطب الجمعة على مدار السنوات الستة الماضية يتم التطرق فيها إلى فلسفة العبادة، حيث توضع من خلال رؤية محددة، ويتم وضع تصور للخطبة على مدار السنة، وهناك دراسة علمية لخطبة الجمعة، مؤكداً أن تشدد البعض تسبب فى خوف آخرين من الحديث فى الدين، والبعض فهم خطأ أن مواجهة التطرف تقتضى تجفيف منابع التدين، وهذا الأمر خطرا على المجتمع لأنه يجعل الأرض خصبة لنشر التطرف.

وأعلن وزير الأوقاف، عن تدشين 4 دورات مع التربية والتعليم بالتنسيق مع القيادة السياسية بشأن هذا الأمر من خلال نشر الوعى والثقافة، لافتا، إلى أهمية أن يكون هناك نقد موضوعى بناء، والبعد عن الخواطر لبناء المجتمع ، والحديث بموضوعية، والرد أيضا يكون بموضوعية، متابعا:« فى العلم لن تصل إلى ما تريد حتى تعلم مالا تريد، وفى السياسة لن تصل إلى ما تريد حتى تتحمل مالا تريد».

وقال وزير الأوقاف إنهم بصدد الانتهاء من كتاب خاص ببناء الشخصية المصرية، وجاء ذلك ردا على سؤال محمد شوقي، القانوني والقيادي بالحزب، عن مساهمة الوزارة في بناء الشخصية المصرية، فضلا عن دور أكاديمية الأوقاف للدعاة، وهل لها فروع بالمحافظات أم لا؟.

وأوضح الوزير، أن الوزارة يمكن أن تنظم زيارة لوفد من مستقبل وطن لأكاديمية الأوقاف، فهي صرح يليق بمصر وبها قاعة لترجمة فورية إلى 4 لغات ومعمل للغة الإنجليزية.

وقال الوزير، إنه حصل أكثر من 50 إمام على درجة الماجستير والدكتوراه، وعبرهم ترجمنا أكثر من 70 كتابا، وتم إنشاء مركزا متخصصا للحاسب الألي تخرج فيه 125 إمام، ووفرنا محاضرات للحضارة وعلم النفس وعلم الاجتماع، وكانت مكونة المحاضرات من المكون الديني والثقافي ومحاضرات عن العلوم السياسية بحضور الدكتور مصطفى الفقي.

وتابع: «اجتهدنا في هذه الأكاديمية ودرسنا لأكثر من ٣ الآلاف إمام، واشترطنا ألا يحصل أي انسان على أي ميزة مالية أو غيرها دون خوض امتحانات الوزارة المكونة من الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية واللغة العربية».

واستكمل:«دربنا وكلاء الوزارة بمسجد النور ووزعناها على الأئمة ليعرفوا أن وكلاء الوزارة يتدربون أيضا، مضيفا كانت التراكمات كثيرة واعتبرنا اجتياز امتحان اللغة العربية شرطا لتولي أي قيادة في الأوقاف»؟.

وردا على سؤال بشأن بيوت للمال وإمكانية تواجد فروع لها بالمحافظات؟، قال جمعة «لدينا بيت الزكاة والصدقات تحت إشراف شيخ الازهر ولدينا بالأوقاف لجان البر حاولنا أن ندخل بها نشاطات نوعية وسبق وجمعنا جلود الأضاحي واشترينا 7 سيارات، كما جمعنا صكوك الأضاحي لمدة سنوات وكان هدفنا 10 مليون ولكنا بدأنا بما يقارب 35 مليون كيلو إلى أن وصلنا ما يزيد عن 100 ألف طن لحوم».

ويعقد حزب مستقبل وطن، برئاسة المهندس أشرف رشاد الشريف، جاء ذلك خلال ندوة مستقبل وطن، تحت عنوان: «دور الخطاب الديني الوسطى في بناء الشخصية»، بمشاركة وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، ونائبي رئيس الحزب، الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس ائتلاف دعم مصر، وعلاء عابد، والمهندس حسام الخولي، الأمين العام للحزب، واللواء يحيي عيسوى، أمين لجنة شئون العلاقات الحكومية، والمستشار أحمد فوزى، عضو الأمانة العامة للحزب، وعدد من قيادات الحزب ووزارة الأوقاف.