يشعر الكثير منا، بالاكتئاب والقلق من فترة لأخرى، وهذا يعد ضررًا للصحة العقلية، ويعتقد البعض أن ذلك يحدث بسبب ضغوط العمل والأسرة فقط، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، لأن هناك أسباب أخرى تتسبب في حدوث الإرهاق الفكري وظهور المشاعر السلبية، فما هى؟

في 2017، كشفت دراسة تابعة لمجلة العلاج السلوكي، أن العيش في منزل فوضوي ينظر فيه الإنسان أغلب الوقت إلى الملابس الملقاة على الأرض والمطبخ غير النظيف، يسبب توتر ومع الوقت يتطور إلى اكتئاب ورغبة في العيش بعيدًا عن الآخرين.

وتوصلت دراسة أخرى، صدرت عام 2016 من جامعة كورنيل الأمريكية، ونشرت بمجلة Public Health Nutrition، إلى أن تناول الوجبات السريعة بكثرة ومشاهدة التلفاز ليلًا والإفراط في النوم من الأشياء التي تسبب قلق لأنها تؤثر على الجهاز العصبي والمناعي.

وعن الأسباب الأخرى، قال ديريك ميهالسين، دكتوراه في علم النفس السريري في مركز أوكوود الأمريكي للاستشارات، إن الشخص الذي لا يحدد ميزانية للإنفاق فهو يضع نفسه تحت ضغط كبير في نهاية الشهر لأن نقص المال يقود الإنسان إلى القلق سريعًا والتفكير الكثير في طريقة توفير مستلزمات المنزل والحياة بشكل عام.

وأضاف أن العمل دون هدف أو وضع مواعيد يومية يعد من الأمور التي تسبب إرهاقًا بعد فترة قليلة وهذا مع الوقت يساعد في حدوث قلق واكتئاب، ويحدث الأمر ذاته، حينما لا يملك الإنسان القدرة على رفض الأشياء التي لا يرغب فيها ويضطر إلى الموافقة بسبب قيود شخصية أو ثقافية.

أما يائيل كاتزمان، وهو طبيب نفسي في كاليفورنيا، أوضح أن قول الإنسان إنه بخير وحالته عكس ذلك فهذا يقوده إلى الشعور بالقلق والتوتر بشكل مستمر، لأنه يضع نفسه تحت ضغط شديد ما بين إخفاء حالته، بسبب ما يمر بيه وضرورة العيش بمرح مع الأخرين.

وأوضح أن السعي وراء الكمال أيضًا من الأمور التي تسبب إرهاق نفسي وتوتر وهذا يؤثر على الصحة العقلية مع الوقت، إضافة إلى مقارنة النفس بالأخرين التي تقود الإنسان إلى فعل أشياء غير جيدة أحيانًا حتى يتفوق على غيره.