بومبيو معارضا الرئيس الألماني: «الغرب يكسب»
ميدانيعارض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الانتقادات الموجهة للسياسات الأمريكية المنفردة ومخاوف من خفوت تأثير الحكومات الغربية في العالم.
ودعا بومبيو اليوم السبت الحلفاء في أوروبا إلى الدفاع مع الولايات المتحدة عن الحريات السياسية والتعاون بين دول مستقلة، وقال في خطابه خلال مؤتمر ميونخ الدولي للأمن: "الغرب يكسب، معا نكسب".
وعارض بومبيو في عدة مواضع بخطابه الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، الذي حذر في خطابه الافتتاحي أمس الجمعة من أن السياسة العالمية تتجه نحو "أوقات أكثر سوادا"، وخص بانتقاده الولايات المتحدة والصين وروسيا.
وقال شتاينماير أمس: "نشهد اليوم ديناميكية للهدم بشكل متزايد في السياسة العالمية... وعاما بعد عام، نبتعد بأنفسنا عن هدف التعاون الدولي الرامي إلى خلق عالم أكثر سلما... العودة الحالية إلى المصالح الوطنية تقودنا في هذه الفترة إلى طريق مسدود، وإلى أوقات أكثر سوادا".
وانتقد الرئيس الألماني تصرفات القوتين العظميين روسيا والصين، وقال: "أقرب حلفائنا، الولايات المتحدة، ترفض، في ظل الإدارة الحالية، فكرة المجتمع الدولي".
ومن جانبه، قال بومبيو: "هناك دائما أفراد يرون كل شيء أسود"، مضيفا أنه رغم الاختلافات هناك اتفاق على تحليل المشكلات.
ودعا بومبيو، الذي كان يشغل في السابق رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه)، الشركاء الغربيين إلى التحلي بالعزيمة، وقال: "اذكروا لي مثالا من التاريخ ينتصر فيه الضعفاء والانهزاميون"، نافيا صحة الاتهام بأن الولايات المتحدة ترفض التعاون في إطار مجتمع دولي، كما عارض انتقادات بأن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أوشك على الانتهاء.
عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجهة نظر مختلفة في جلسة منفصلة، قائلا إن الغرب عانى من "فترة ضعف" وأنه "متعاطف" للغاية مع تصريحات شتاينماير.
وقال: "اعتقدنا قبل 15 عاما أن لدينا قيما عالمية وأننا سوف نهيمن على العالم لفترة طويلة.. (إلا أن) مشاريعا أخرى وقيما أخرى سوف تزعزنا"، مستشهدا بالصين والقوى الإقليمية مثل روسيا وتركيا.
وتابع أن كان هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الولايات المتحدة ولكنها بحاجة إلى نهجها الخاص تجاه قضايا مثل العلاقات مع روسيا، مدافعا عن دعوته من أجل حوار إستراتيجي مع موسكو.
كما دعا بومبيو إلى التصدي بحسم لدول مثل الصين وروسيا وإيران، واختص شركات التكنولوجيا الصينية التي وصفها بأنها "حصان طروادة" للاستخبارات الصينية.
وأدت مثل هذه التصريحات إلى توجيه الصين اتهامات للولايات المتحدة بأنها منخرطة في "حملة تشويه" ضد بكين.
وقال وزير خارجية الصين وانج يي، تعليقا على تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين يحذرون من استخدام التكنولوجيا من الصين التي يقولون إنها يمكن أن تُستخدم للتجسس على الدول الغربية: "يمكنني أن أقول بشكل قاطع أن كل الاتهامات ضد الصين أكاذيب".
ومن بين القضايا الشائكة هو انتاج البنية التحتية لتسهيل معايير اتصالات الجيل الخامس. وسوف تود شركة هواوي الصينية أن تكون ممولا رئيسيا ولكن واشنطن تقول إن منتجاتها مشتبه فيها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إنه لا يوجد رغبة في صراع مع الصين ولكنه نوه إلى أنه ليس بالضرورة أن تكون بكين تلعب وفقا للقواعد.
ولكن وانج رد بقول إن الاتهامات ضد بلاده لن تكون صحيحة في حال جرى توجهيها للولايات المتحدة.
وقال: "حينها قد تصبح الأكاذيب حقيقة"، مضيفا أن واشنطن لا يمكنها ببساطة تحمل احتمالية تمتع دولة شيوعية بالنجاح.
وبالتحول إلى روسيا، قال ماكرون إنها من المحتمل "أن تواصل تجربة زعزعة استقرار" الديمقراطيات الأوروبية، باستخدام "العوامل الخاصة أو (الأجهزة) الاستخباراتية أو الوكالة".
وأضاف: "ماذا يجب أن نفعل إذن؟ تعزيز تكنولوجياتنا الدفاعية وتعاوننا الاستخباراتي وأنظمتنا القضائية"، مشيرا إلى أن التغييرات في الإعلام والتكنولوجيا تعني أن الدول الغربية "لم يعد لديها الأجسام المضادة لحماية الديمقراطية".