الجنازات في زمن كورونا.. كيف يتم دفن جثث ضحايا الوباء؟
ميدانيفي كل مكان يصيب فيروس كورونا، بغض النظر عن الثقافة أو الدين، فإن الطقوس القديمة لتكريم الموتى تم وقفها والتخلي عنها خوفًا من انتشار الفيروس.
يعيد الفيروس، الذي قتل ما يقرب من 31 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، تغيير العديد من طقوس دفن الموتى، من تلبية الاحتياجات الروحية والعاطفية لمن تركوا وراءهم إلى مراعاة الجوانب العملية للتعامل مع الجثث المصابة.
جاكرتا
أصدرت حكومة مقاطعة جاكرتا عاصمة إندونيسيا، إجراءاتها الجنائزية لدفن ضحايا فيروس كورونا (كوفيد 19)، والموتى المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، ويُطلق عليهم رسميًا اسم "المرضى تحت المراقبة" (PDP)، وهم الذين يموتون قبل أن يتم فحصهم وجود فيروس كورونا أم لا.
وفقا للإجراءات، يجب على عمال خدمة الجنازة وعائلات المتوفى الذين يحضرون الجنازة ارتداء معدات واقية بما في ذلك أقنعة N95، ومعاطف وقفازات للوقاية والسلامة حيث يمكن التخلص منها بعد ذلك، وفقاً لموقع (جاكرتا جلوبال).
أما بالنسبة للمتوفي يتم لف جسده بغطاء من البلاستيك النظيف للتأكد من عدم تسرب سوائل الجسم، ثم يتم وضع الجثة في تابوت خشبي توفره المستشفى، ثم يتم لف التابوت مرة أخرى بغطاء من البلاستيك ثم رشه بالمطهرات.
ويجب أن تتم العملية برمتها بسرعة داخل غرفة العزل بالمستشفى حيث يجب أن يتم الدفن بعد مرور أربع ساعات على وقت الوفاة.
ويتم تسليم الجثة في عربة موتى خاصة إلى مقبرة عامة أو إلى موقع حرق جثث، ولا يسمح بفتح التابوت المغلف بالبلاستيك لدفنه أو حرق جثته، وتم إعداد مقبرتين عامتين لاستيعاب ضحايا فيروس كورونا في جاكرتا.
إيران
الجثث التي تصل للدفن لا تغسل ولا تكفن كما يجب أن تكون في الشريعة الإسلامية، ولكنها تغطى بالبلاستيك في المستشفى، لتميزهم كضحايا فيروس كورونا، بينما يتم دفنهم في مقابر جماعية.
بعد أن تضرر من الفيروس التاجي تخلى رجال الدين الشيعة في إيران عن طقوس الدفن الإسلامية لمنع المزيد من الإصابات ووقف ارتفاع حصيلة القتلى بسرعة.
وأصدرت وزارة الصحة الإيرانية بروتوكولات جديدة لدفن الموتى، في غضون 24 ساعة من وقت الوفاة، يقوم العمال الذين يرتدون معدات واقية بتغطية الجثث ونقلها إلى المقابر، لا يجب غسل القتلى ولا يُسمح إلا لعدد قليل من أفراد الأسرة بحضور الجنازة ويجب أن يقفوا بعيدًا عن القبر، وفقاً لصحيفة (لوس إنجلوس تايمز).
إيرلندا
في أيرلندا تنصح السلطات الصحية عمال الجثث بوضع أقنعة للوجه على جثث الموتى للحد من خطر الإصابة بالعدوى، في حالة "طردهم لكمية صغيرة جدًا من قطرات الهواء والفيروسات من الرئتين" وإصابة الأحياء، وفقاً لوكالة رويترز.
كوريا الجنونية
في كوريا الجنوبية حيث توفي أكثر من 90 شخصًا، حثت الحكومة أسر ضحايا فيروس كورونا على حرق جثث أحبائهم أولاً، وإقامة الجنازة في وقت لاحق.
عادة ما تقام الجنازات الكورية في المستشفيات، وتتضمن ثلاثة أيام من الصلوات والولائم، ولكن يقول تشوي مين هو الأمين العام لجمعية الجنازات الكورية، منذ تفشي المرض انخفض عدد المشيعين في الجنازات بنسبة 90%، بغض النظر عما إذا كان المتوفى مصابًا بالفيروس أم لا.
وقال: "لقد تغيرت ثقافة الجنازات بشكل كبير...حفنة من المشيعين يقدمون التعازي بسرعة ويغادرون المكان دون تناول الطعام معًا خوفاً من العدوى"، وفقاً لوكالة رويترز.
إسرائيل
تقول وزارة الصحة إن المتوفى يجب أن يكون ملفوفًا بشكل مزدوج في بلاستيك غير نافذ، ويتم تنفيذ الطقوس في معدات واقية كاملة، وإعادة تغليف الجثة بالبلاستيك لدفنها. وعادة ما يلقى قتلى يهود اسرائيل في غطاء من القماش كالكفن، وفقاً لوكالة رويترز.
إيطاليا
تستخدم شركات الجنازات روابط فيديو للسماح للعائلات المعزولة بمشاهدة الكاهن وهو يبارك المتوفى.
وقال أحد المسؤولين المحليين عن المقابر في مدينة بيرجامو الايطالية جياكومو أنجيلوني، إنه لا يوجد الكثير من الوقت لطقوس الدفن حيث أن المحارق تعمل على مدار الساعة.
وأضاف أن بيرجامو تتعامل مع 5 إلى 6 أضعاف عدد القتلى في الأوقات العادية، وفقاً لوكالة رويترز.
وفي الكنائس تصطف التوابيت التي تنتظر الدفن كما أن ازدياد عدد الموتى جعل السلطات تحتفظ بجثث أولئك الذين ماتوا في منازلهم في غرف مغلقة لعدة أيام، حتى تجد خدمات الجنازة مكاناً للدفن، فقد أصبح بيرجامو المقاطعة الإيطالية الأكثر تضرراً من وباء فيروس كورونا، وفقاً لصحيفة "الجارديان".
وبعد ازدياد شدة الوضع تم مساء الأربعاء 18 مارس استدعاء الجيش لنقل 65 تابوتًا من المقبرة في بلدة بيرجامو ونقلهم إلى مودينا وبولونيا في إميليا رومانيا.
وتبنت المستشفيات قواعد أكثر صرامة فيما يتعلق بالتعامل مع القتلى، الذين يحتاجون إلى وضعهم في تابوت على الفور دون أن يتم لمسهم بسبب خطر العدوى التي تشكلها أجسامهم.