الفودكا تعالج كورونا.. شائعة أغرقت الشعب الروسي في إدمان الخمر
ميدانييُعقم طبيب إدمان الخمور، آزات أسودلاين، علب الأدوية، كما جلب المزيد من أَرَائِك العلاج لاستقبال مدمني الخمور الذين يقول عنهم إن حالتهم تدهورت أثناء الحجر الصحي؛ ليصبحوا أكثر عصبية وعدوانية مقارنة بالحالات التي كان يستقبلها في رأس السنة، التي يشيع فيها تناول الخمر ومشاكل العنف الناجمة عنه.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن خلال أسبوعين الحجر الصحي اللذان فرضا في روسيا، تزايدت نسب مبيعات الخمور طرديا مع ارتفاع موجات العنف المنزلي.
ويذكر أنه من أولويات سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تقليل والقضاء على عادة إدمان الخمور في روسيا، والتي شهدت نجاحا لنحو منذ أشهر قبل انتشار فيروس كورونا المستجد، إذ بلغت معدلات تناول الروسيين للخمور منذ أشهر، ثلث ما كان الروس يتناولونه عام 2003.
ولإلقاء نظرة على علاقة مبيعات الخمر الروسي بجرائم العنف، فإنه في نفس الوقت الذي رصدت فيه هيئة "جي إف كيه" الروسية للتسويق، ارتفاع مبيعات الفودكا بـ65% في آخر أسبوع من شهر مارس، سجلت إدارة منطقة يوكوشا السيبيرية 4 أضعاف ولاية تكساس الأمريكية زيادة نسبة جرائم العنف والقتل بواسطة أشخاص سكرانين، والتي كان أبرزها حادث مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة على يد رجل سكران.
ومنعا لتزايد العنف في يوكوشا، أمر محافظها، إيزان نيكولييف، بمنع بيع الخمور لمدة أسبوع، وتبعه في قراره محافظي عشرات المحافظات الروسية بنفس القرارات بدعوى إيقاف العنف والجريمة.
وعبر صفحته على "فيسبوك"، اعتذر رادي كابيروف محافظ باشكور جنوب وسط روسيا، لأنه سيقوم بمنع بيع الخمور من 6 مساء وحتى 10 صباحا، قائلا إن التاريخ سيحكم بصحة ذلك القرار فيما بعد.
ومنذ عهد الاتحاد السوفيتي، تنتشر شائعة في روسيا وغيرها، بأن "الفودكا تنفع لعلاج الكثير من الأمراض"؛ ما جعل الرئيس البلاروسي يسخر من تلك الإشاعة، مخاطبا شعبه بأن الفودكا ليست عديمة النفع للعلاج فقط، بل هي حتى لا تنفع معقم يدين؛ لأن قتل الفيروسات يحتاج لـ60% كحول على الأقل، والفودكا لا يزيد كحولها عن 40%.
وصرح وزير الصحة الروسى ميخائيل موريشكو، يوم الاثنين، بأن قيام الكثيرين بعلاج مصابي كورونا بالفودكا "غير مجدي"، ويؤجل وصول الحالة للمستشفى حتى تكون ميؤوس منها، ما يؤدي لوفاتها.
ويعزي الطبيب أسدولين، شرب معظم حالاته للكحول بسبب الاكتئاب الذي يعانونه جراء فقد وظائفهم بالقطاع الخاص؛ نتيجة لحظر التجوال والحجر الصحي، مضيفا أن أحد مرضاه أخبره الثلاثاء الماضي أنه تناول الخمر لأنه كان يريد الانتحار من شدة الثمالة.
وأوضح أسدولين، أن حجة علاج الفودكا للكورونا ليست سوى مبرر ليغطي به الناس على السبب الأساسي، وهو تناولهم للخمر من شدة الاكتئاب.
أما عن العنف المنزلي بسبب شرب الخمر، فتقول مارينا بسكلوكوفا، مديرة مركز لإغاثة ضحايا العنف المنزلي، إن الخط الساخن الخاص بالمركز تلقى في شهر مارس 2537 بلاغا عن حالة عنف منزلي، بزيادة 25% عن الأشهر العادية، وأغلبها بسبب تناول الرجال للخمور.
وأضافت مارينا، أنها تلقت بلاغا عن حالة في جنوب روسيا لسيدة فقد زوجها وظيفته، فعاد للبيت ليشرب الخمر حتى سكر، وقام بضرب السيدة الحامل ما أدى لذهابها لقسم الطوارئ.
وفي موسكو نفسها، تقول محامية العنف المنزلي ميري ديفتيون، إن 3 سيدات ذهبن لها خلال الأسبوعين الماضيين، يشكين من عنف أزواجهن بسبب الشرب المفرط للخمر بعد خسارتهم للوظائف.
وتضيف مارينا، أنها تتوقع ألا تقتصر موجة السكر والعنف على فترة الحجر الصحي؛ لأنه حتى بعد ذهاب الوباء، ستبقى خسائره الاقتصادية، ولن يتوقف الجميع عن شرب الخمر.
وشهدت روسيا في الأسبوع الحالي، تضاعف أعداد الحالات المصابة بكورونا، إذ سجلت الثلاثاء 2774 حالة، ليصبح المجموع الكلي 21 ألفا و102 إصابة و170 حالة وفاة.