عصام نبوى يكتب ..”السيسي” ليس نبيًا
بقلم عصام نبوىميدانيماذا لو تعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي لكبوة مثلما يتعرض لها أي حاكم، وأجبرته الظروف على ترك منصبه كرئيس للبلاد؟!، ماذا لو حدث هذا بالفعل بعد فترة ليست بالقليلة أذعن فيها الشعب ومؤسسات الدولة لقراراته، وسبح بحمده الكبار والرموز والمشاهير والسادة (الإعلاميين) واتعمد أن أضعهم في قوس خاص، أتخيل تحولات المزاج العام السائد الآن، الذي يهرول وينافق ويطبل لأي قرار أو خطوة سياسة أو اقتصادية يتخذها الرجل. أتساءل بكل هدوء هل سيظل هؤلاء على هذا العهد والمؤازرة والدعم أم ستتغير المواقف وتفور النفوس العفنة، التي مازالت تقدس وتستمتع بهتاف "عاش الملك ..مات الملك". كل الشواهد تؤكد أنهم مازالو يعيثون في الوطن فسادًا.. كل الدلائل تؤكد أنهم فعلًا هم الخونة الحقيقيين والمرضى واللصوص الذين يأكلون على كل الموائد. أعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تهواه أفئدتهم إذا غاب عنهم للحظات سيجدهم بشرًا غير البشر، ستفاجئه عفاناتهم وسذاجتهم ونفاقهم وجبنهم، كما فاجئت هذا اللاعب الذي اتفقنا أو اختلفنا عليه كان نموذجًا للنجم الخلوق الذي استيقظ على صدمة حولته في عيون هذه الفئة البغيضة من أيقونة للسعادة والموهبة والأسطورة لإرهابي وحرامي وخبيث يعمل ضد الدولة.. يحاول إجهاض مؤسساتها.. يستهدف إذلال شعبها. 48 ساعة فقط هي التي تلت خبر التحفظ على أموال اللاعب بسبب شبهة دخولها في دعم التطرف والإرهاب بمشاركة قيادات إخوانية، 48 ساعة وتبدلت الوجوه وظهرت وجوه أخرى تسب وتلعن في أبوتريكة، الذي طالما أنشدت شعرًا فيه من قبل وانطلقت السنة الإعلاميين ووصفته بأبشع ما فاجئه طيلة حياته واتهمته باللصوصية والكذب والخداع. انهمرت مقالات جهابذة الصحافة المصرية الذين يشكلون الآن، وعي المصريين ويحددون حاضرهم ومستقبلهم "أبو تريكة ليس قديسًا"، "أبو تريكة ليس نبيًا" "أبو تريكة يكشف عن وجهه القبيح"، "أبوتريكة إرهابي لئيم". أعتقد أن نفس الأقلام لن تجد غضاضة ولن تألو جهدًا في تصويب سهامها وخناجرها للنيل من أي شخص أصابته لعنات السياسة حتى لو تربع على عرش القلوب حتى لو كان هذا الشخص هو عبد الفتاح السيسي، الذي يذوبون في عشقه الآن، وربما نشاهد نفس المانشيت وبنفس المساحة التي صنعوها ويصنعوعها لمن يريدون "السيسي ليس نبيًا".