• 8 جمادى أول 1446
  • 10 نوفمبر 2024

رأى ميداني

مواقف تبرز معاناة المواطن والوطن

مني حمدان
مني حمدان

في كل ما يدور حولنا من مشكلات نواجهها منذ خروجنا من البيت وحتي العودة إليه ، " فالوطن الحر مصر"  الحياة فيها أضحت لا تناسب الإنسان الضعيف الذي لا يطمع في الحصول من الدنيا إلا علي ما يكفيه في يومه ليأتي اليوم التالي وهكذا " وتدور الدائرة "  فالكل يبحث بشراهة عن المكسب دون محاولة منه للنظر إلي حال غيره منهم من يبحث عن المكسب الإجتماعي ومن هنا يلجأ إلي اللعب بالسياسة فهذا ما يحقق لنا المكسب الإجتماعي الذي يجعل من الناس دمي تهتف له وتمشي وراء أفكاره ، والآخر يبحث عن القوة وهنا يحاول الوصول لمنصب يقف علي أرضه فخورا متعالي لا يلقي بالا لمن حوله من الضعاف الفقراء ،ومن ضمن ما نراه يوميا هو موقف مررت به أثناء مروري في الشارع " أحد بائعي الورد يقف أمام سيارة ملاكي  باهظة الثمن ، ليبيع الورود لصاحب السيارة ، ولأكون منصفة فإن ثمن السيارة يضع حلولا ل10 عائلات  مثل عائلة بائع الورد ، ورغم محاولاته في الكسب الحلال ليطعم أولاده وزجته فكيف يُعامل هذا الضعيف من صاحب السيارة ؟ بالشتم والسب علانية وبالقول كما سمعت صاحب السيارة يقول " ما تحطش إيدك علي العربية ولا تقرًب منها وإمشي غور في داهية " وكان علي وشك الخروج من سيارته لضربه ، وفي قول يائس للبائع " يا عم أنا عملتلك إيه ، بالراحة علينا يا عم كلنا بني آدمين " قول يائس لرجل ضاع منه كبريائه وفقد إنسانيته ، وكثير منهم من يفقد آدميته كل يوم ويتحمل ما يلاقيه من أجل العيش فقط "من أجل البقاء" ، لا يطمح في يوم أن يملك قصرا أو سيارة ، " فقط ليعيش" .

والحقيقة أن كل هذا يعتبر شيئ واقعي في مصر ولا يمكنك العمل علي وضع حلول له فهذا قانون هذا الزمن ، فالبحر لا يخلوا من قروشه التي تتغذي علي السمك الصغير حتي ولو كان فيه من الخير الوفير .

ومن المكاسب الأخري والأشيع  التي يلهث  الجميع  ورائها هي المكاسب المادية   " الفلوس" وهنا الطمع يسكن قلوب الناس وعقولهم ، والجميع يعلم أنه في كل دقيقة نجد مواقف لا يمكننا القول فيها سوي " أعوذ بالله" أولئك الناس الذين يريدون شراء الناس كعبيد الجاهلية أو بيعهم ،لا يهم، " الأهم هو أن يأخذ المال"  ، ولا أدل علي ذلك من سكن المغتربات أو الطالبات الذي أصبح تجارة  - الغرض الأساسي فيها هو جمع المال ، للأسف هؤلاء المغتربات التي يعانين الأمرين من جشع أصحاب السكن ، لا أحد يرحم غربتهم ، السكن عبارة عن شقة من غرفتين أو ثلاث غرف ،الغرفة متوسطة المساحة  بها 3 أسرة السرير ب200 جنيه ، ويوجد دولاب كبير للشقة كلها للجميع ، شقة بها ما يزيد عن 6 فتيات لهم دولاب واحد ليضعن به حاجياتهن ولا يوجد أكثر من ذلك ،  والكهرباء والبوتاجاز والمياه تتقسم علي عدد الفتيات ، ال200 جنيه لا تكفي ولكن علي الفتيات أيضا أن يدفعن فواتير الكهرباء والمياه وهم بأنفسهم يذهبوا ليشتروا انبوبة البوتاجاز لأن الغاز الطبيعي لازال في طريقة لتوصيله بالبيت ، هذا الحال  يدفع الفتيات إلي أن يقللوا من إستخدام الأنبوبة التي يصل ثمنها علي الاقل 50 جنيها ، كيف أصف حال الفتيات ليستخدمن المياه الباردة في الشتاء القارص حتي يوفروا في الأنبوبة ولا يدفعن مبالغ كثيرة ، من هؤلاء الفتيات من تدرس ومن تكمل بعد الجامعة ومن تعمل لتحقق لنفسها هدفا في الحياة ، وعندما تأتي فتاة لتسكن تدفع تأمين شهر 200 جنيه يرد في حالة مغادرة السكن بشكل نهائي وكل شهر 200 جنيه وفواتير الكهرباء والمياه والبوتاجاز ، ولكن إذا أرادت إحداهن أن تغادر لا تأخذ ال200 جنيه تأمين لأن صاحب أو صاحبة السكن تأتي بالحجج الكثيرة مثلا السرير حدث به تلف ما ، أو الشقة تأثرت وتريد تصليحها ، أو غير ذلك المهم أن التأمين في هذه الحالة لايرد.

بالطبع سمعت لفتيات كثيرات مغتربات في أماكن مختلفة كلهن أقرا بشيئ واحد" إحنا قاعدين لإننا مضطرين علشان الدراسة أو أيا كان السبب" و للأسف رفضن جمعيهن ذكر أسمائهن ، ومنهن من قالوا أن حالتهن النفسية تتدمر مما يعيشونه كل يوم ، وأنهن يشعرن بضغط نفسي وعصبي ولا يستطيعن حتي المذاكرة جيدا أو التقدم في العمل بشكل جيد ، الغريب أنك دائما ما تسمع الأشياء السيئة تقال عن المغتربات منهم من يقول " دي جاية ليه ما تتجوز وتقعد في البيت تربي العيال " وآخر يقول تشوف بديل في بلدها " ومنهم من يتسائل بمجرد معرفة أنها مغتربة " هي نظامها إيه " كان ينقصه قول الجملة الأشهر في مصر " مصلحة ولا مروحة " والغريب أنه هو نفسه من يقول ذلك يكون كالغول علي زوجته أو أخته أو إبنته ويتغاضي عن التفكير في أهل هذه المغتربة ،  ( ويتغاضي عن قول رسول الله صلي الله عليه وسلم " إفعل يابن آدم ماشئت ، فكما تدين تدان "  ) أنا لا أجمع الجميع في سلة واحدة فهناك من يقول أيضا " ربنا معاكي يا بنتي ، ويحميكي ، ويحقق مرادك " ، فليس الجميع سيئ ولكن لا أحد منا ملاك كلنا بداخلنا وازع الخير والشر ولكن كرمنا الله عز وجل بأن أعطانا العقل وترك لنا الإختيار وكلُ حسب عمله ، خير أو شر يُجازي به.

لقد قررت أن أكتب عن هذا الموضوع كواحد من مواقف شائعة يتعرض لها طوائف كثيرة من المجتمع ويساهم فيها أفراد من قلب هذا المجتمع وإذا ذكرنا المواقف جميعها التي يتعرض لها المواطن المصري فلا تكفينا كلمة مأساة ، ولا البؤس يمكنه وصف الحقيقة ، حتي الصحفيين اليوم يهانون من يحملون لواء الكلمة، القلم الحر والرأي الناقد يُطرحون أرضا وتُلفق عليهم التهم ، وقوات الأمن تحتجز كبار الصحفيين لأنهم مسوا الجهاز الأمني بقول أو بنقد ، ولكن هذا جزائنا جميعا لأننا إخترنا أن نقف مع جانب كليا ضد جانب كليا لا يوجد وسط نصفق للعمل الجيد وليس للسلطة وننقد العمل السيئ ولو تحميه السلطة هذا ما يجب ولكننا دائما أصحاب مصلحة ولو أن هذا الوطن عُرض يوما للبيع فأنا أقول أننا آخر من يشتريه، لأننا لا نعرف ماذا نفعل بالماس سوي جرح بعضنا البعض ، ولا نعلم شيئ عن الفلاحة إلا ليجوع البعض الذي يستغل جوعه البعض الآخر .

فلك الله يا مصر

   

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8414 30.9386
يورو 33.1144 33.2311
جنيه إسترلينى 38.6967 38.8310
فرنك سويسرى 34.9241 35.0499
100 ين يابانى 20.5514 20.6202
ريال سعودى 8.2235 8.2498
دينار كويتى 100.0858 100.4336
درهم اماراتى 8.3968 8.4239
اليوان الصينى 4.2869 4.3013

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 4,114 شراء 4,149
عيار 22 بيع 3,771 شراء 3,803
عيار 21 بيع 3,600 شراء 3,630
عيار 18 بيع 3,086 شراء 3,111
الاونصة بيع 127,954 شراء 129,021
الجنيه الذهب بيع 28,800 شراء 29,040
الكيلو بيع 4,114,286 شراء 4,148,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأحد 08:07 مـ
8 جمادى أول 1446 هـ10 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:47
الشروق 06:16
الظهر 11:39
العصر 14:40
المغرب 17:02
العشاء 18:21

استطلاع الرأي