في القرن الماضي، تمت تجربة زراعة شتلات البن اليمني لأول مرة في مصر، حيث زُرعت تحت أشجار عالية لتوفير الظل، نظرًا لندرة الصوبات الزراعية. ونجحت هذه التجربة التي طال انتظارها من قبل العلماء في مركز البحوث.

أدلى استشاري زراعة البن والأستاذ المتخصص في الزراعات الاستوائية في مركز بحوث الجيزة، نهاد مصطفى، بشهادته حول تجربة زراعة وحصاد البن لأول مرة في مصر، وذلك من خلال البساتين في القناطر الخيرية. وأوضح مصطفى أن محطة بحوث القناطر الخيرية التابعة لمركز بحوث البساتين كانت المكان الذي تم فيه زراعة البن لأول مرة، حيث جاءت شتلات البن كهدية من دولة اليمن في عام 1985 في إطار تبادل المعلومات بين البلدين.

أشار مصطفى إلى أن في البداية لم يكن هناك وجود للصوبات الزراعية، لذلك تم زراعة البن تحت أشجار المنجا والنخيل والأفوكادو التي توفر الرطوبة اللازمة لنمو البن. وأشار إلى أن التجارب الحالية تبين نجاح زراعة البن تحت أشعة الشمس المباشرة، وأنهم يقومون بالحصاد بعد مضي أكثر من شهر على زراعته.

أكد مصطفى أن جهودًا كبيرة تُبذل من قبل فريق من الباحثين يعملون بجد لضمان نجاح تجربة البن المصري، وأن هذه التجربة وضعت مصر على بداية الطريق لزراعة البن. وأضاف أن الفريق مكون من مراكز بحوث مختلفة مثل مركز بحوث البساتين ومركز بحوث الجيزة ومحطة القناطر والمركز القومي للبحوث.

وأخيرًا، أشار مصطفى إلى أنهم في البداية يمكنهم نشر شتلات البن بين المزارعين، وأن الظروف المناخية ساعدتهم في ذلك، مما جعلهم يبدأون في الوصول إلى الطريق الصحيح. وأكد على أهمية الأبحاث الجديدة التي يقومون بها بهدف تطوير الزراعة بشكل عام والبن بشكل خاص، مشيرًا إلى أنهم يقومون بمقارنة بين الزراعة في الصوبات والزراعة المكشوفة، ويتابعون المقارنة بينهم، بالإضافة إلى تجارب جديدة تشمل شتلات جديدة دون وجود أشجار في الأراضي المستديمة.